‏«أورورا».. مشروع أمريكي لتهجير الفلسطينيين من غزة تحت غطاء «المساعدات ‏الإنسانية»‏

مدة القراءة 4 دقيقة/دقائق

الحرية ـ سامر اللمع:

من حين لآخر, يتكشف المزيد من المخططات الإسرائيلية ـ الأمريكية لتهجير سكان غزة ‏وتحويل القطاع إلى وجهة سياحية عالمية باسم «ريفييرا الشرق الأوسط»، وفقاً لرؤية الرئيس ‏الأمريكي دونالد ترامب والتي تركز على إخلاء القطاع بالكامل من سكانه تمهيداً لإعادة تشكيله ‏عمرانياً واقتصادياً.‏
جديد هذه المخططات, ما كشفت عنه صحيفة «فايننشال تايمز» الأمريكية في تحقيق جديد ‏يشير إلى أن مجموعة بوسطن الاستشارية (‏BCG‏)، إحدى أكبر شركات الاستشارات العالمية، ‏أعدّت نموذجاً لخطة تهدف إلى نقل الفلسطينيين من قطاع غزة، وذلك في إطار مشروع ‏مساعدات مثير للجدل تدعمه الولايات المتحدة و«إسرائيل».‏
ووفقاً للتحقيق، فقد طوّرت المجموعة نموذجاً لتقدير تكاليف «إعادة توطين» الفلسطينيين من ‏غزة، وأبرمت عقداً بقيمة ملايين الدولارات لدعم إطلاق برنامج إغاثة في القطاع المدمر.‏
ورغم مساهمتها في تأسيس «مؤسسة غزة الإنسانية» المدعومة من واشنطن وتل أبيب، ‏ودعمها شركة أمنية مرتبطة بالمشروع، إلا أن الشركة تنصّلت لاحقاً من المشاركة، وطردت ‏شريكين من موظفيها الشهر الماضي بعد تصاعد الانتقادات ومقتل مئات الفلسطينيين.‏
وأظهر التحقيق أن دور مجموعة بوسطن الاستشارية في المشروع كان أوسع بكثير مما أُعلن ‏سابقاً، حيث امتد عملها على مدى 7 أشهر، بتكلفة تجاوزت 4 ملايين دولار، وضمّ مناقشات ‏داخلية على أعلى المستويات الإدارية في الشركة، بما في ذلك كبير مسؤولي المخاطر ورئيس ‏قسم التأثير الاجتماعي.‏
وأفادت الصحيفة بأن المشروع، الذي حمل اسماً رمزياً هو «أورورا»، شارك فيه أكثر من 12 ‏موظفاً من ‏BCG‏«» بشكل مباشر بين تشرين الأول 2024 وأواخر أيار 2025، وشمل إعداد ‏نموذج مالي لإعادة إعمار غزة بعد الحرب.‏
وتضمّن هذا النموذج تقديرات لتكاليف تهجير مئات الآلاف من سكان القطاع، وأثر هذا النزوح ‏جماعياً على الاقتصاد.‏
قدّرت المجموعة في أحد السيناريوهات, أن أكثر من 500 ألف فلسطيني قد يُهجّرون، مع تقديم ‏ما أطلقت عليه اسم «حزم تهجير» قيمتها 9000 دولار لكل فرد، ما يعادل نحو 5 مليارات دولار ‏إجمالاً.‏
ورغم ذلك، قالت الشركة في بيان إنها تنصّلت من المشروع، مشيرة إلى أن الشركاء المسؤولين ‏عنه «ضُلّلوا مراراً بشأن نطاق العمل».‏
وأضافت: «تم رفض المشروع من قِبل الشريك الرئيسي رفضاً قاطعاً، وقد خالف التوجيهات؛ ‏نحن نتنصل من هذا العمل».‏
وذكرت الصحيفة أن «مؤسسة غزة الإنسانية»، التي تساعد في تنفيذ المشروع، تُدير 4 مواقع ‏توزيع في غزة تعمل خارج الأطر الإنسانية التقليدية، حيث يشرف عليها متعاقدون أمنيون ‏أمريكيون خاصون وتحرسها القوات الإسرائيلية، بزعم منع وصول المساعدات إلى حماس.‏
وكانت الولايات المتحدة قد أعلنت الأسبوع الماضي عن تخصيص 30 مليون دولار لدعم هذه ‏المؤسسة، التي بقي تمويلها محاطاً بسرية تامة حتى الآن.‏
في المقابل، وصفت الأمم المتحدة «مؤسسة غزة الإنسانية» بأنها «غطاء لأهداف الحرب ‏الإسرائيلية»، ورفضت المنظمات الإنسانية الدولية التعاون معها.‏
ومنذ انطلاق المؤسسة في أيار 2025، قتلت القوات الإسرائيلية أكثر من 600 فلسطيني أثناء ‏محاولتهم الوصول إلى مراكز توزيع المساعدات، بحسب وزارة الصحة في غزة.‏
كما نقلت الصحيفة عن 9 مصادر مطلعة أن بوسطن الاستشارية، التي تُعد من أكثر الشركات ‏شهرة في مجال الاستشارات، تورطت على نحو عميق في مخطط دعمه البيت الأبيض لكنه ‏قوبل بإدانة دولية واسعة.‏

Leave a Comment
آخر الأخبار