متابعة – يسرى المصري:
بعد 5 أشهر.. هل يتحول الغاز المستكشف بريف دمشق إلى كهرباء ومنازل؟
شعور عظيم بالفخر والاعتزاز بالكوادر الوطنية التي خطت خطوة قوية استكشافية.. تفاعل معها النشطاء مع بدء حفر أول بئر غاز سورية محليًا.
ومابين الإشادة والتطلع للنتائج تابعت مواقع التواصل “قصة” بئر الغاز السوري بعد إعادة تأهيل الحفارة محليًا، وتم وصفها بأنها “قصة نجاح سورية مابعد العقوبات.
حفارة محلية تعود للحياة وتنقب عن الغاز على عمق 4000 متر تحت الأرض
ومن المنظور الاقتصادي يعاني قطاع الطاقة في سوريا منذ سنوات طويلة من نقص حاد في الموارد، وهو ما يجعل أي خطوة لتعزيز الإنتاج المحلي حدثًا بارزًا، ففي الآونة الأخيرة، تفاعل مغردون ونشطاء عبر وسائل التواصل الاجتماعي مع إعلان بدء أعمال حفر أول بئر استكشافية للغاز في منطقة التواني بريف دمشق**، والذي ينفذ بالكامل بالجهود والكوادر الوطنية.
تفاصيل المشروع والآمال المعقودة عليه
أعلن الرئيس التنفيذي للشركة السورية للبترول، يوسف قبلاوي، عن انطلاق أعمال الحفر في منطقة التواني، حيث من المخطط أن يصل عمق البئر إلى ما يقارب “4,000 متر”.
الجهد الوطني: يتم تنفيذ المشروع باستخدام حفارة نفطية تمت إعادة تأهيلها وصيانتها بالكامل بعد توقف طويل، وذلك بجهود وكوادر وطنية متخصصة، ما يؤكد الاعتماد الكامل على الخبرات المحلية.
الإطار الزمني والخطط المستقبلية: من المتوقع أن تبدأ عملية إنتاج الغاز بعد نحو خمسة أشهر في حال سارت النتائج كما هو مأمول، وتتضمن الخطة أيضًا حفر أربع آبار استكشافية إضافية خلال الربع الأول من العام القادم.
الاستخدامات المخطط لها حسب الخطة سينقل الغاز المُنتج إلى وحدات المعالجة، لاستخدامه لاحقًا في تزويد محطات توليد الطاقة الكهربائية وفي الأغراض المنزلية، ما يسهم في تخفيف أعباء الاستيراد وتحسين واقع الطاقة.
تفاعل السوريون بين الإشادة والتطلع للمستقبل
تفاعل النشطاء على منصات التواصل مع الخبر، ورأى كثيرون فيه *دفعة معنوية وميدانية لقطاع الطاقة، خاصة في ظل الظروف الصعبة التي يمر بها البلد.
والتركيز على “الجهد الوطني” حيث سلط العديد من السوريين الضوء على أن إنجاز أعمال الصيانة والتشغيل بجهود محلية دون الاعتماد على شركات أجنبية يمثل “قصة نجاح سورية”، ويعكس تراكم الخبرة التقنية لدى الكوادر الوطنية وقدرتها على التعامل مع تجهيزات معقدة.
وحسب توقعات إيجابية وصف البعض عملية الحفر بأنها “خطوة قوية”، معربين عن تفاؤلهم بأن المعطيات الأولية تبدو مبشرة بوجود مخزون غازي واعد في المنطقة المستهدفة.
في المقابل، شدد مغردون آخرون على أهمية ترجمة هذه الخطوة إلى نتائج ملموسة على أرض الواقع، من خلال تسريع دخول البئر مرحلة الإنتاج واستكمال خطط الحفر المستقبلية، كما عبر بعض المعلقين على منشور الوزارة الرسمي على “فيسبوك” عن أملهم في أن “يلحظ كل السوريين نتائجه الإيجابية على أرض الواقع قريباً”.
رحلة البحث عن غاز سوري بـ”أيدٍ سورية”.. وكفاءة وطنية في ظل التحديات
في الوقت نفسه، عبّر متابعون عن ملاحظات نقدية، حيث دعت تعليقات تحت منشور الشركة السورية للبترول إلى تحديث أساليب العمل والإدارة بما يتماشى مع المعايير الدولية، كما طالب آخرون بإيلاء أولوية لاكتشاف الموارد قبل إعادة الإعمار، وبتعويض ملاك الأراضي التي تُكتشف فيها آبار بشكل عادل.
تخفيض تكاليف الإنتاج وتقليل فاتورة الاستيراد
يأتي هذا الإعلان في إطار الجهود المبذولة لتعزيز الإنتاج المحلي من الغاز الطبيعي، ودعم قطاع الكهرباء الذي يشكل أحد أكثر القطاعات تضررًا، ويُعد الغاز الطبيعي ركيزة أساسية للأمن الطاقوي، حيث يُستخدم بشكل رئيسي في توليد الكهرباء، وتساهم زيادة الإنتاج المحلي في تخفيض تكاليف الإنتاج وتقليل فاتورة الاستيراد.
يرى خبراء في الطاقة أن هذا الاستكشاف يُعد حدثًا تاريخيًا يعكس قدرات الكوادر السورية، وقد يكون رافعة اقتصادية واجتماعية تدعم الحكومة في مواجهة نقص الكهرباء وارتفاع تكاليف الطاقة، مع إمكانية خلق فرص عمل جديدة وتحفيز الاستثمار المحلي.