الحرية – محمد زكريا :
لسنوات طويلة.. ومحافظة إدلب تلقب بالمحافظة الخضراء، لكثرة المزروعات والأشجار الخضراء، لاسيما أشجار الزيتون المثمرة، لكن حتى شجرة الزيتون لم تسلم من أذى عصابات النظام البائد، حيث تظهر الإحصاءات غير الرسمية قطع وتدمير أكثر من مليون شجرة من أرياف ومناطق هذه المحافظة.
وبغية استعادة هذا اللقب من جديد تسعى الجهات المحلية للمحافظة، الاستفادة من كل الجهات والمنظمات العربية وحتى الدولية، ولعل أولى المبادرات ما تم الإعلان عنه من قبل منظمة المركز العربي لدراسات المناطق الجافة والأراضي القاحلة (أكساد)، وهو إطلاق مشروعها الزراعي التنموي المتكامل في محافظة إدلب، وذلك ترسيخاً لدورها الريادي في دعم التنمية الزراعية المستدامة في الوطن العربي.
تأهيل حقول الزيتون..
وحسب بيان “أكساد” فإن هذا المشروع يهدف إلى إعادة إحياء القطاع الزراعي، وتعزيز صمود المزارعين، وتحسين سبل العيش، بما في ذلك إعادة تأهيل حقول الزيتون التي تعرضت للقطع والحرق خلال السنوات الماضية، ويفيد البيان إلى أن المشروع يتضمن تقديم 100 ألف غرسة زيتون من إنتاج محطات أكساد البحثية، لتوزيعها على مزارعي المحافظة ضمن حملة “معاً لنعيد إدلب خضراء” التي ترعاها محافظة إدلب بالتعاون مع مديرية الزراعة، بهدف توسيع المساحات الخضراء عبر زراعة الأشجار المثمرة والحراجية بمشاركة الأهالي والمتطوعين.
محطة بحثية متطورة..
وبحث رئيس وفد “أكساد” الدكتور عبد الكريم بركات خلال زيارته لمحافظة إدلب مع الجهات المحلية، إمكانية إنشاء محطة بحثية متطورة تُعد الأولى من نوعها في المنطقة، لتنفيذ دراسات وتجارب علمية متقدمة في المجالات النباتية والحيوانية بإشراف خبراء من مختلف الدول العربية، ومن المتوقع أن تشكل هذه المحطة، عند إنجازها، مركزاً علمياً داعماً للمزارعين، يسهم في تحسين الإنتاجية وتعزيز التنمية الزراعية المستدامة في المحافظة خصوصاً وفي سوريا عموماً، ويأتي ذلك انسجاماً مع دور أكساد كذراع علمية وفنية لجامعة الدول العربية.
وأشار بركات إلى أن وضع حجر الأساس للمحطة البحثية يمثل خطوة استراتيجية نحو إنشاء منصة علمية متقدمة تُسهم في تطوير الإنتاج الزراعي وتقديم حلول علمية مبتكرة للمزارعين في المنطقة.
100 ألف غرسة زيتون..
لافتاً إلى أهمية مشروع تقديم غراس الزيتون في إعادة بناء القطاع الزراعي وتعزيز دوره الحيوي في الاقتصاد المحلي، مؤكداً أن تقديم 100 ألف غرسة زيتون، ستكون بداية لسلسلة مشاريع ومبادرات ستتواصل خلال المرحلة المقبلة بهدف توسيع الغطاء النباتي وتحسين سبل العيش للأسر الزراعية، بما يعزز الأمن الغذائي ويدعم جهود التنمية في المحافظة.
وتأتي هذه الجهود ضمن رؤية “أكساد” الرامية إلى توسيع وتعزيز شراكاتها مع المحافظات والجهات المحلية، بما يضمن تعميم الممارسات الزراعية السليمة، ورفع كفاءة الإنتاج، وتمكين المجتمعات الريفية، ما يسهم في النهوض بالقطاع الزراعي وتحقيق تنمية مستدامة في مختلف المناطق السورية.