“إدارة وتأهيل المواقع المحروقة للغابات” ندوة علمية بمركز بحوث طرطوس

مدة القراءة 3 دقيقة/دقائق

الحرية – رفاه نيوف:

أقام مركز البحوث العلمية الزراعية في طرطوس اليوم محاضرة بعنوان “إدارة وتأهيل المواقع المحروقة للغابات”، بمشاركة 27 فنياً من المركز واتحاد الفلاحين والإرشاد الزراعي.
وأوضحت المهندسة منى ضوميط أن الأراضي الحراجية تشكل نحو 2.8% من مساحة القطر، وتؤدي دوراً حيوياً في حماية المساقط المائية والوقاية من انجراف التربة والحفاظ على التنوع الحيوي، إلا أن ما يقارب  60% من هذه المساحات قد تضرر نتيجة الحرائق والرعي الجائر والتعديات البشرية، مؤكدة أن الحرائق المتكررة تعد العدو الأكثر فتكاً بالغطاء النباتي وخاصة الغابات الصنوبرية، حيث تساهم سرعة انتشارها وصعوبة إخمادها في تدمير مساحات واسعة خلال دقائق بينما استغرقت الطبيعة مئات السنين لتكوينها.
وبيّنت أن أسباب الحرائق إما عوامل طبيعية مثل الصواعق وحمم البراكين، أو بشرية ناجمة عن الإهمال أو النشاطات المباشرة للإنسان.
كما أشارت إلى ضرورة اتباع إجراءات الوقائية كخفض الكثافة النباتية في الغابات وإدارة مخلفات التشذيب وإنشاء خطوط نار لمنع امتداد الحرائق في حال حدوثها.
من جانبها تحدثت الدكتورة إيفلين فرحا عن “التأثيرات المباشرة وغير المباشرة لحرائق الغابات”. وأكدت أن حرائق الغابات تعد من أخطر الكوارث البيئية التي تتفاقم عالمياً نتيجة التغير المناخي والنشاط البشري والتوسع العمراني، حيث تمتد آثارها لتشمل البيئة والاقتصاد والصحة العامة والمناخ.
وأشارت إلى أن التأثيرات المباشرة تتجلى في تدمير الغطاء النباتي، وفقدان التنوع البيولوجي وتلف البنى التحتية وتدهور التربة، إلى جانب الخسائر البشرية، أما التأثيرات غير المباشرة فتشمل تلوث الهواء وتراجع جودة المياه وارتفاع مخاطر الفيضانات والانهيارات الأرضية والخسائر الاقتصادية إضافة إلى الآثار النفسية والاجتماعية
وأوضحت المهندسة رشا خضر أسس إعادة تأهيل المواقع المحروقة بالطرق التقليدية.
وأن إعادة التأهيل بعد الحرائق تتطلب خطوات متكاملة وتقييماً دقيقاً للأضرار لبقايا النظام البيئي ووضع استراتيجيات لإعادة التأهيل وإحياء الأراضي المتضررة إما من عبر التجديد الطبيعي للغطاء النباتي أو من خلال التدخل البشري وزراعة أنواع نباتية ملائمة للبيئة المحلية.
كما استعرضت أهم إجراءات إعادة التأهيل وهي تقييم الضرر الناتج عن الحريق، وإعادة التأهيل البيئي وإدارة الموقع و المراقبة والتقييم.
وتحدثت المهندسة عبير علي  عن “إعادة تأهيل المواقع المحروقة بالطرق الذكية”
وأشارت إلى أن توظيف التكنولوجيا الحديثة أصبح ضرورة ملحة في مواجهة تحديات الحرائق حيث تتيح استخدام تقنيات ذكية مثل الاستشعار عن بُعد ونظم المعلومات الجغرافية والذكاء الاصطناعي في تقييم الأضرار بدقة، وتخطيط إعادة التشجير ومراقبة التنوع البيولوجي، بما يسهم في استعادة النظم الإيكولوجية بشكل فعال.
ولفتت إلى أن نجاح هذه التقنيات يحتاج إلى التغلب على التحديات المرتبطة بالفجوة التكنولوجية وارتفاع التكاليف، من خلال بناء شراكات دولية والاستثمار في التدريب وتطوير البنية التحتية.
وأكد رئس مركز البحوث العلمية الزراعية  الدكتور أحمد يوسف أحمد أهمية التواصل والتشارك بين القطاعات الزراعية المختلفة، لتبادل الخبرات والمعرفة والبحوث ضمن الأسرة الزراعية بطرطوس.

Leave a Comment
آخر الأخبار