الحرية – بشرى سمير:
مع حلول العام الدراسي الجديد واقتراب عودة الطلاب والتلاميذ إلى المدارس، يبدأ الأهل بتجهيز احتياجات أبنائهم والذهاب إلى السوق، لشراء متطلبات المدرسة من القرطاسية والحقائب، وكل ما يحتاجه الطلاب، حيث إن فرحة الأطفال لا تكتمل مع العودة للمدارس إلا بشرائهم ما يفضلونه من لوازم.
الباحثة الاجتماعية سوسن السهلي ترى ان اصطحاب التلاميذ لشراء مستلزمات المدرسة ليست مجرد عملية تسوق، إنما هي متعة وفرحة كبيرة يعيشها الطفل مع عودته للمدرسة إذ إن اختيار قرطاسية المدرسة المناسبة تحفز التلاميذ والطلاب على الدراسة وتحسن من تحصيلهم العلمي وتسهم في تعبير الأطفال عن ذاتهم، فالأطفال يفضلون الأدوات التي تحمل رسومات شخصياتهم الكرتونية المفضلة أو ألوانهم المحببة، ما يشعرهم بالتميز ويشجعهم على الدراسة بحماس أكبر.
الحماسة للمدرسة
وأشارت السهلي إلى أن شراء القرطاسية يعتبر طقساً احتفالياً، حيث تقام أسواق للقرطاسية ومعارض للألبسة المدرسية والحقائب قبيل العام العام الدراسي بأيام، ما يُشعل لدى التلاميذ رغبة في الاستيقاظ المبكر للتسوق ويسهم في اعتيادهم على النهوض المبكر والذهاب للمدرسة بعد كسل العطلة الصيفية وتهاون الأهل.
ولم تنسَ السهلي أن إشراك الأطفال في عملية اختيار أدواتهم الدراسية، مثل الحقيبة المدرسية والدفاتر والأقلام، يمنحهم شعوراً بالمسؤولية ويجعل تجربة التسوق بحد ذاتها ممتعة لهم وخاصة مع شراء القرطاسية المبهجة والملونة التي تلعب دوراً في التأثير على نفسية الطفل بشكل إيجابي، ما يعزز شعورهم بالاستعداد للدراسة والتعلم.
شخصيات كرتونية
ويبين معاذ موالدي وهو أب لثلاثة أطفال، أن شراء القرطاسية أمر متعب للغاية بالنسبة له، كونه يجد صعوبة في إرضاء جميع أبنائه، فمنهم من يريد الأدوات والقرطاسية بلا ألوان وتقليدية، ومنهم من يريدها ذات شخصية كرتونية، ومنهم من يريد نوعيات متعددة وجميعها مكلف جداً، موضحا أنه وعلى الرغم من التعب إلا أنه يشعر بالمتعة والفرح كون أطفاله يعيدونه إلى أيام الطفولة وذكرياتها.
ذكريات الطفولة
فيما أشارت عبير حميد إلى أنها تقوم بتجليد كتب أبنائها بنفسها، فلهذا الطقس مكانة خاصة بداخلها، فهو يعيدها إلى أيام كان والدها يجلد كتبها وكتب إخوتها، وتريد أن تنقل هذه الفرحة لأبنائها، ذاهبة إلى أن أجواءها العائلية جميلة ولا تريد التخلي عنها.
صناعة محلية
أوضح صاحب محل أن أسعار الحقائب المدرسية، والتي تناسب طلاب المرحلة الابتدائية وحتى المرحلة الثانوية، تتراوح بين 40 و 75 ألف ليرة سورية، مشيراً إلى أن هذه الحقائب صناعة محلية ذات جودة عالية وتحظى بإقبال كبير.
كما ذكر صاحب محل آخر أنه يبيع حقائب مستوردة، وهي ماركات فاخرة ومبطنة ومكفولة بالكامل، وتتراوح أسعارها بين 100 و 150 ألف ليرة وذلك حسب حجم الحقيبة.
وأشار صاحب بسطة في سوق الخجا إلى توافر حقائب مدرسية هذا العام بأشكال وألوان وأحجام متنوعة، وبأسعار مناسبة. مؤكداً أن حركة البيع جيدة جداً وخاصة مع اقتراب العام الدراسي.
تشكيل عقل الطفل
الخبير الاقتصادي صالح إبراهيم يبين أن القرطاسية الملونة هي جزء من الفرح الذي ينقل الطالب أو الطالبة من حالة الكسل والتراخي واللهو في فترة العطلة الصيفية، إلى أجواء الدراسة والمسؤولية ويجعلهم يحبذون قدوم المدرسة لاستخدام هذه الأدوات الجديدة والمبهرة.
ويرى إبراهيم أن للأدوات المدرسية دوراً مهماً في تشكيل عقل الطفل أكثر مما يتوقعه الأهل،
مشيراً إلى لجوء بعض التجار إلى اللعب على وتر حب الأطفال لبعض الشخصيات الكرتونية المعروفة، والتي تزين بها القرطاسية من دفاتر وعلب ألوان وأقلام فيتم توفيرها في الأسواق وبكميات كبيرة.