90% من إصابات كسور الورك عند المسنين سببها السقوط من فوق السرير

مدة القراءة 5 دقيقة/دقائق

الحرية ـ بشرى سمير:

بينما كانت الحاجّة الثمانينية أم أحمد تجلس على حافة سريرها وهي تشاهد التلفاز غفت لبضع ثوانٍ لكنها كانت كفيلة بسقوطها من فوق السرير والتسبب في جرح في رأسها ، حادثة أم أحمد تعدّ واحدة من الحالات العديدة لسقوط كبار السن وواحدة من قضايا الصحة العامة المهمة حيث يمكن أن تؤدي إلى مضاعفات خطيرة تؤثر على صحتهم وجودة حياتهم و يُعدّ السرير من الأماكن الشائعة التي تحدث فيها هذه الحوادث، حيث يحتاج الكثير من كبار السن إلى المساعدة في الانتقال من وإلى السرير لأسباب طبية أو حركية نتيجة التراجع والتعب الجسدي الناتج عن مرور الزمن غالبًا ما يعاني كبار السن من الأمراض ويكونون عرضة للحوادث بسهولة.

تأثيرات خطيرة

الدكتور عماد الجاسم اختصاصي في العظام وجراحتها أشار في تصريح لـ”الحرية” إلى أن سقوط كبار السن أو انزلاقهم في الحمام السقوط من السرير، السقوط من السلالم، التعثر أثناء المشي والسقوط.. هذه الحوادث لا تؤدي فقط إلى إصابات في الساقين أو الورك، الذراع، الرأس أو أعضاء أخرى، بل قد تؤثر بشكل خطير على الجهاز العصبي والأوعية الدموية ما قد يسبب الشلل الجزئي أو الكامل والأسوأ من ذلك، قد تؤدي إلى الوفاة.

خوف ورعب

وأضاف الجاسم أن السقوط” لا يؤثر فقط على الجسم بشكل مباشر بل يؤثر أيضًا على الحالة النفسية، حيث إن الإصابة تجعل المريض يفقد القدرة على أداء الأنشطة اليومية، ما يؤدي إلى فقدان الثقة وتقليل الثقة بالنفس في القيام بالأنشطة المختلفة بسبب الخوف من السقوط مرة أخرى، ما قد يقلل من المشاركة الاجتماعية ويؤدي إلى العزلة التي قد تسبب الاكتئاب، ولفت الجاسم إلى أن نسبة الإصابة بكسور نتيجة السقوط لدى كبار السن مرتفعة جداً، حيث يعاني واحد من كل ثلاثة من كبار السن من السقوط سنوياً ، ونصفهم يسقطون أكثر من مرة.
وتؤدي حوالي 10% من هذه السقطات إلى كسور، خاصة في الورك والمعصم والحوض بنسبة 90% من كسور الورك وهي الأكثر شيوعاً وقد يؤدي السقوط إلى إصابات في الرأس، بما في ذلك ارتجاج الدماغ، والتي يمكن أن تكون لها آثار جانبية خطيرة. وتزداد نسبة الخطورة مع التقدم في السن وهشاشة العظام نتيجة ضعف النسيج العظمي ما يجعله أكثر عرضة للكسر عند السقوط و ضعف العضلات والتوازن بسبب نقص النشاط البدني الذي يؤدي إلى ضعف العضلات وفقدان التوازن.
وبيّن الجاسم أن ارتفاع ضغط الدم، السكري، وأمراض القلب كما يمكن أن تسبب بعض الأدوية الدوار وتزيد من خطر السقوط إضافة إلى بيئة المنزل التي تكون فيها الإضاءة خافتة، السجاد غير المثبت، والأسلاك المتدلية في المنزل.

خطر الوفاة

وحذّر الجاسم من مضاعفات كسور السقوط التي تكون شديدة إذ يمكن أن تؤدي الكسور إلى الالتهاب الرئوي وتقرحات الضغط، تالياً تدهور نوعية الحياة و فقدان الوظائف البدنية، زيادة الاعتماد على الآخرين، والانتقال للعيش في دور رعاية المسنين و زيادة خطر الوفاة ..حوالي 25% من إصابات الورك ترتبط بالوفاة، والخطر يزداد في الأشهر التي تلي الكسر.

هندسة منزلية

ونصح الجاسم للوقاية من احتمال سقوط كبار السن العمل على تعديل المنزل بـتحسين الإضاءة، تثبيت السجاد، إزالة العوائق، تركيب قضبان في الحمام.
وإجراء الفحوصات الطبية من فحص العيون، ومراجعة الأدوية التي قد تسبب النعاس والاهتمام بالتغذية والنشاط البدني وتناول الكالسيوم وفيتامين د، وممارسة تمارين تقوّي العضلات.
وأضاف الجاسم: على الرغم من زيادة معدل حوادث السقوط لدى كبار السن سنويًا، إلّا أنه يمكننا الوقاية منها في عائلتنا من خلال العناية والاهتمام بالتفاصيل في حياتهم اليومية عن كثب والاهتمام بممارسة المشي والتمارين الرياضية لزيادة قوة العضلات مثل الوقوف على أطراف الأصابع بالتناوب مع الوقوف على الكعب 10 مرات، مع التركيز على التوازن والحركة، وفي حال وجود ضعف في المشي أو التوازن يجب استخدام أدوات مساعدة مثل المشاية أو العكاز وارتداء ملابس وأحذية مناسبة الحجم، ويفضل الأحذية ذات الكعب المنخفض والأرضية التي تمنع الانزلاق وبالنسبة لسرير غرفة النوم يجب أن يكون بارتفاع مناسب عند مفصل الركبة لتسهيل القيام والجلوس والنوم دون سقوط
وقال: الاهتمام وتهيئة البيئة المناسبة سواء في المنزل أو في الأماكن هو إحدى الطرق التي تجعل كبار السن بصحة جيدة وتقلل من حوادث السقوط بسهولة وحمايتهم هي مسؤولية الجميع الأبناء والأسرة والمجتمع عامة.

Leave a Comment
آخر الأخبار