الحرية- وليد الزعبي:
تراجع على نحو غير مسبوق تكوين الأسرّ خلال السنوات السابقة في بلدنا، حيث فقدنا أعداداً كبيرةً من شبابنا بسبب بطش النظام البائد، فيما أرغم الكثيرون غيرهم على الهجرة خارج البلاد بسبب التهديد الأمني المحدق بهم حينها، والخدمة العسكرية التي كانت تتلقفهم عنوةً ليس للدفاع عن الوطن، بل للإبقاء على نظام الطاغية، أضف لذلك الظروف المادية المتردية في تلك الأثناء، والتي يستحيل معها تمكن غالبية الشباب من تدبر المسكن وتكاليف الزواج الباهظة جداً.
وبالطبع بمقابل خسارة أولئك الشباب التي لا تعوض في مختلف المجالات، كانت تضيع فرص الزواح من أمام الفتيات، وهو ما فاقم ظاهرة العنوسة التي لها تأثيرات سلبية غير محمودة على الفتيات، وأفقد المجتمع النواة الأهم في تكوينه واستقراره، ألا وهي الأسرة.
أما اليوم، وبعد انتفاء معظم الأسباب آنفة الذكر في عهد الإدارة الجديدة لسوريا، فإن هجرة الشباب تراجعت كثيراً، بل ونستطيع القول إنها توقفت، حيث لم يعد هناك ما يهدر الحياة أو يهددها وزالت معضلة الخدمة الإلزامية، والمبالغ الطائلة التي كان يضطر الأهل لجمعها بشق النفس من بيع أراضيهم أو منازلهم أو مصاغهم الذهبي، لتغطية تكاليف هجرة أبنائهم، أصبحوا يزوجونهم بجزء منها.
والملاحظ مؤخراً، أن هناك إقبالاً شديداً على الزواج لم نعهده طيلة عقد ونيف من الزمن، ما يبشر بإعادة تشكل الأسرة التي تعتبر الخلية أو النواة الأساس للمجمتع، وثمرة الحصاد من وراء ذلك كله خير، يتجسد بما يحققه الزواج وتكوين الأسرة من العفة وحفظ النسل وبناء واستقرار المجتمع.