وزير الإعلام: سوريا الجديدة تنتقل من مملكة الخوف إلى صناعة الأمل.. إعلام حر ودراما متجددة

مدة القراءة 4 دقيقة/دقائق

الحرية – متابعة:
أكد وزير الإعلام السوري حمزة المصطفى أن سوريا الجديدة بعد التحرير تسعى إلى الاستثمار في التنمية والنهوض لبناء مستقبل أفضل، مشدداً على أنها تحوّلت من «مملكة الخوف» إلى بلد خالٍ من أي معتقل رأي.
وقال المصطفى في مقابلة مع وكالة «الأناضول» التركية إن سوريا حريصة على ألا تكون تهديداً لأحد، فهي تريد ترميم قدراتها الداخلية، في وقت تنتهج فيه «إسرائيل» سلوكاً تصعيدياً منذ تشرين الأول 2023 تجاه دول المنطقة.

الموقف من إسرائيل

وأوضح المصطفى أن الحكومة الإسرائيلية تحاول جرّ الدول نحو مواجهات استفزازية وخلق وقائع جديدة عبر مواجهات مفتوحة للهروب من أزماتها الداخلية وربما الحزبية، مؤكداً أن موقف سوريا لم يتغير وهو ضرورة انسحاب إسرائيل من كل المناطق التي احتلتها بعد 8 كانون الأول 2024.
ولفت إلى أن الإدارة الأمريكية اقتنعت بوجهة نظر دمشق بضرورة هذا الانسحاب، لكنها تحاول فرض ضغوط على رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو الذي يتبنى سياسة «الهروب إلى الأمام». مشدداً على أن دمشق لن تقبل بأي اتفاق أمني مع «إسرائيل» يقل عن اتفاقية فض الاشتباك الموقعة عام 1974، رافضاً ذرائع «إسرائيل» بشأن «حماية الطائفة الدرزية» في جنوب سوريا.

اتفاق 10 آذار مع «قسد»

وفيما يتعلق بقوات سوريا الديمقراطية «قسد»، أكد المصطفى أنه لا بديل عن اتفاق 10 آذار الماضي الذي وقّعه الرئيس أحمد الشرع مع مظلوم عبدي لدمج المؤسسات المدنية والعسكرية في الجزيرة السورية ضمن مؤسسات الدولة.
واعتبر الوزير المصطفى، أن فكرة الفيدرالية واللامركزية السياسية التي تطرحها «قسد» منتهية، وأنها ارتكبت خطأ كبيراً عبر مقاربات غير عقلانية، حيث تستند مناوراتها إلى قراءة خاطئة وتفوّت فرصاً تاريخية.
وأضاف إن «قسد» وافقت على الاتفاق لكنها لا تلتزم بتعهداتها وتسعى للمماطلة وكسب الوقت، مشيراً إلى أن زيارة عبدي إلى أربيل في تشرين الأول الماضي بدلاً من دمشق دليل على قراءة سياسية غير واضحة. مؤكداً أن الاتفاق لا يتضمن أي بنود غير معلنة، وأن الاندماج سيكون على مستوى الأفراد لا الكتل، فيما ترى واشنطن أن الدولة السورية هي الطرف المؤهل لمواجهة تنظيم «داعش» وضمان الاستقرار الإقليمي، وهو ما تستخدمه «قسد» ذريعة للمماطلة.

الإعلام بعد التحرير

وعن الإعلام بعد التحرير، قال المصطفى إن سوريا انتقلت من مرحلة اعتقال وقتل الصحفيين إلى بلد بلا معتقلين بسبب الرأي أو التدوين، موضحاً أن أكثر من 700 صحفي ارتقوا خلال سنوات الثورة بين عامي 2011 و2024، وأنه لا توجد أي حالة اعتقال لصحفي باستثناء حالة واحدة قيد التحقيق، وأشار إلى أن أكثر من 500 وسيلة إعلامية تعمل حالياً في سوريا، وأن الوزارة تلقت نحو 3000 طلب للحصول على بطاقات صحفية، فيما استقبلت البلاد أكثر من 3 آلاف وفد أجنبي منذ بداية 2025.
وأوضح أن وزارة الإعلام تحوّلت من وزارة رقابة إلى وزارة صناعة محتوى، حيث أعادت تطوير وكالة «سانا» وصحيفة الثورة، وتستعد لإعادة إطلاق إذاعة دمشق والمؤسسة العربية للإعلان بصيغة جديدة تحقق الربح وتواكب العصر.

الدراما السورية

وفيما يخص الدراما السورية، كشف المصطفى أن الوزارة نجحت في توطين إنتاج أكثر من 25 مسلسلاً داخل سوريا، وهو رقم يفوق إنتاج عام 2010، مؤكداً أن دمشق تسعى لتكون مقراً رئيسياً للصناعة الإعلامية والدرامية في المنطقة، وقد نفذت مشاريع استراتيجية لدعم هذا القطاع.

الرؤية الاستراتيجية حتى 2026

أما عن الرؤية الاستراتيجية حتى عام 2026، فأوضح الوزير أن سوريا كانت في حالة استثنائية ومعزولة، لكنها اليوم تسعى للاستثمار في أنماط جديدة من الإعلام والانتقال من مفهوم الإعلام التقليدي إلى التواصل وتعزيز الشفافية، مع تنظيم العمل الإعلامي وخلق بيئة صحية بعيداً عن التنافسية السلبية.
وأكد أن الوزارة تعمل على إدماج التكنولوجيا الحديثة والذكاء الاصطناعي في الصناعة التلفزيونية، مع التركيز على جيل الشباب ليكون ركيزة المستقبل، مشدداً على أن الهدف هو تطوير الإعلام الرسمي ليصبح إعلاماً عاماً تنافسياً، وجزءاً من المشهد لا المشهد كله.

Leave a Comment
آخر الأخبار