إلغاء العقوبات الأمريكية.. تحول نوعي في مقاربات واشنطن تجاه سوريا والمنطقة

الحرية – دينا الحمد:
ما إن صوّت مجلس النواب الأميركي، الخميس الماضي، بأغلبية على إلغاء العقوبات المفروضة على سوريا بموجب «قانون قيصر» الذي أُقر في كانون الأول/ ديسمبر 2019، حتى بدأ المحللون بتسليط الضوء على هذه الخطوة الأمريكية ونتائجها المحتملة وانعكاساتها الإيجابية على سوريا وشعبها وعلى المنطقة بشكل عام.
ولم يختلف اثنان من المتابعين على أن هذا القرار حمل في طيّاته مؤشرات كثيرة على تحوّل نوعي في المقاربة الأمريكية تجاه سوريا والمنطقة، بعد سنوات طويلة من العزلة والعقوبات التي تسبب بها النظام البائد، وهو تحول يعني في نتائجه دوران عجلة الحياة في سوريا وتعزيز الأمن والاستقرار في الشرق الأوسط.
وقبل البحث في نتائج هذه الخطوة الأمريكية، لا بدّ من الإشارة إلى أن مشروع القرار سيتجه إلى مجلس الشيوخ لمراجعة بعض التعديلات المتعلقة بقانون الموازنة، مع توقع مرور إلغاء القانون عبر مجلس الشيوخ بشكل آلي واقترابه من توقيع الرئيس الأميركي دونالد ترامب خلال أسابيع أو أقل ليصبح نافذاً.
وفي العودة إلى النتائج المتوقعة من رفع العقوبات، نستطيع القول إن خبراء الاقتصاد يجزمون بأن إلغاء هذا القانون سيفتح الباب على مصراعيه أمام عودة الاستثمارات والمساعدات الأجنبية إلى سوريا، ودعم إعادة الإعمار، وتحسن الأوضاع الاقتصادية. فالعقوبات كانت تعوق سوق العمل وتدفق المشاريع الاستثمارية، وتعرقل انفتاح العلاقات البنكية مع دمشق.
من هنا، رأت سوريا في القرار خطوة محورية لإعادة بناء الثقة وفتح مسار جديد للحوار والتعاون مع واشنطن والعالم، بما يمهد لانفراج اقتصادي أوسع ينعكس على حياة المواطنين ويعيد الفرص التي حُرم منها الشعب السوري لسنوات بفعل تلك العقوبات. كما أنه يمثل خطوة على طريق رفع القيود الاقتصادية والمالية، وتهيئة الظروف لمشاريع إعادة الإعمار، وتحسين حركة الاستيراد وتوافر المواد الأساسية والمستلزمات الطبية، بما يعزز مسار التعافي الوطني الشامل.
ولا ننسى أن القرار، الذي عكس تغيراً في توجه السياسة الأميركية تجاه سوريا، سيؤدي إلى توسيع العلاقات التجارية مع دول إقليمية ودولية كانت مترددة في الانخراط اقتصادياً بسبب القيود القانونية التي فرضتها واشنطن على النظام البائد وأضرت بالشعب السوري. واليوم، سيكون الباب مفتوحاً على مصراعيه لعلاقات دولية مع سوريا تبدأ من المنطقة وتنتهي بأوروبا.