الحرية – ميليا اسبر
تراجع إنتاج محصول الزيتون هذا العام إلى النصف تقريباً بسبب عوامل مناخية أهمها الجفاف إضافة للحرائق التي أصابت محافظات عدة.
ويعدّ الزيتون محصول مهم في اقتصاد البلاد حيث يسهم بنسبة 3% من الدخل القومي، ويعمل في زراعته أكثر من 300 ألف أسرة.
جوهر: برامج لدعم المزارعين بهدف تحسين محصول الزبتون مستقبلاً
تراجع بنسبة 35%
مدير مكتب الزيتون في وزارة الزراعة عبير جوهر أوضحت في تصريح لـ”الحرية” أن التقديرات الأولية لمحصول الزيتون لهذا العام تشير إلى أنها متوسطة إلى منخفضة مقارنة بمتوسط الإنتاج بشكل عام، حيث قدر الإنتاج بـ 412 ألف طن زيتون، بينما وصل العام الماضي إلى 740 ألف طن، أي هناك تراجع حوالي 35% عن الموسم الفائت.
ولفتت إلى أنه عادة ما يخصص 20% منه لإنتاج زيتون المائدة الأخضر، والجزء الأكبر حوالي 80% لاستخراج الزيت، مؤكدة أن الزيتون من المحاصيل المهمة ويساهم بنسبة 3% من الدخل القومي ومايقارب 9.5% من الدخل الزراعي، كما يعمل في مجال الزيتون ما يقارب 300 ألف أسرة بالزراعة، عدا عن العمالة التي تشغّل المعاصر، و منشآت الفلترة والتعبئة وتجارة زيت الزيتون.
674 ألف هكتار مساحة زراعة الزيتون
وأضافت جوهر: المساحة المزروعة بمحصول الزيتون 674 ألف هكتار، وهي تشكل 12% من إجمالي المساحة المزروعة و 65% من مجمل المساحة المزروعة بالأشجار المثمرة، ويعدّ الزيتون الشجرة الرئيسة في سوريا، وقد وصل عدد أشجارها إلى أكثر من 100مليون شجرة.
مشيرة إلى انخفاض الرقم هذا العام بسبب التعديات التي حصلت على شجرة الزيتون من قلع أو قطع وكذلك الحرق، حيث تم فقد حوالي مليون ونصف المليون شجرة زيتون في محافظة إدلب بسبب الحرب، إضافة إلى التعديات التي حدثت في ريف حلب وريف حماة الشمالي ، ناهيك بالحرائق التي حصلت في محافظات حماة واللاذقية وطرطوس وحمص.
حلب الأعلى إنتاجاً
وكشفت جوهر أن أعلى إنتاج للموسم الحالي كان في محافظة حلب ويقدر بـ 110 آلاف طن زيتون، ينتج عنها 17 ألف طن زيت زيتون تليها محافظات حمص – حماة- إدلب.
وحسب جوهر فإن أسباب تراجع لإنتاج في المحافظات يعود إلى:
– التغيرات المناخية أهمها الجفاف وانخفاض معدلات الأمطار وعدم انتظامها.
– كما تعدّ هذه السنة معاومة في أغلب مناطق الزراعة.
– إضافة إلى ضعف في تقديم الخدمات اللازمة لشجرة الزيتون من قبل المزارعين بسبب ارتفاع تكاليفها، لذلك لا يزال معدل إنتاج الشجرة منخفضاً في سوريا سواء كانت زراعته بعلاً أم مروياً.
برامج دعم لمزارعي الزيتون
ونوهت بأن الوزارة تسعى دائماً للحصول على برنامج دعم من المنظمات الدولية بهدف تمكين المزارعين من تحسين إنتاجية الأشجار، من خلال:
– تطبيق الممارسات الزراعية الجيدة وبشكل خاص في المناطق التي تعرضت لكوارث.
– كما تعمل على توجيه المزارعين إلى زراعة الأصناف المناسبة المتحملة للتغيرات المناخية والمتأقلمة مع بيئة منطقة الزراعة وذات الإنتاجية الجيدة.
– إضافة إلى تزويدهم بغراس موثوقة بأسعار رمزية مقارنة مع أسعار المشاتل الخاصة.
– وتسهيل عملية مكافحة الآفات ضمن الإمكانات المتاحة للمزارعين بحيث يكون هناك رصد جيد للإصابات في حقولهم ومكافحتها بالشكل والوقت المناسبين.
منوهة بأن أكثر المنظمات الدولية التي تواصلت مع مكتب الزيتون لديها رغبة بدعم قطاع الزيتون في سوريا، وهناك عدد من المشاريع التي من المتوقع أن تنطلق بفترة قريبة، وتحقق دعماً جيداً لقطاع الزيتون.
متوقع إنتاج 65 ألف طن زيت زيتون
أما بما يتعلق بزيت الزيتون فذكرت جوهر أن متوقع الإنتاج لهذا العام 65 ألف طن، وأشارت إلى عدم وجود دراسات حول معدل استهلاك الفرد من زيت الزيتون، وإنما كانت تقدر بحوالي من 5- 6 كيلو غرامات سنوياً، لكن نتيجة للوضع الاقتصادي لأغلب الأسر السورية وانخفاض الدخل في السنوات الماضية وارتفاع أسعار الزيت، أدت إلى انخفاض هذا الاستهلاك للنصف تقريباً، لذلك نقول إن إنتاج الموسم الحالي يكفي الاحتياج مع إمكانية التصدير بكميات محدودة.
مبينة أن التصدير يجب أن يكون حالة مستمرة من أجل دعم قطاع الزيتون، والمحافظة على الأسواق العالمية لزيت الزيتون السوري، وفق محددات تحددها الحكومة حسب كميات الإنتاج، وبعد تغطية الاحتياج المحلي، علماً أن التصدير بكميات محدودة لن يؤثر على الاستهلاك المحلي.
كما أكدت ضرورة الاعتماد في المنافسة على جودة زيت الزيتون كون الأسعار غير منافسة بسبب ارتفاع تكاليف الإنتاج.
مقترحات لتحسين محصول الزيتون
وختمت جوهر حديثها بطرح مقترحات لتحسين المحصول هي:
– البدء باختيار الصنف المناسب للبيئة.
– وكذلك تقديم الخدمات الزراعية الجيدة للمزارعين من تسميد وتقليم وري تكميلي بالشكل والوقت المناسبين.
وأيضاً الإدارة المتكاملة للآفات بهدف السيطرة على أي آفة أو مرض يصيب الشجرة، وذلك من أجل الحفاظ على سلامة المحصول والحصول على ثمار زيتون سليمة وجيدة لإنتاج زيت زيتون سوري عالي الجودة.