تحديات وحلول عاجلة.. إنقاذ الزراعة يبدأ من إدارة الموارد الداخلية

مدة القراءة 3 دقيقة/دقائق

الحرية – منال الشرع:

يواجه قطاع الزراعة في سوريا، الذي كان يوماً عصب الاقتصاد الوطني، تحديات تهدد الأمن الغذائي.
الخبير التنموي والزراعي أكرم عفيف أكد بحديثه لصحيفة “الحرية” أن القطاع الزراعي وصل إلى مرحلة حرجة تستدعي تدخلاً إنقاذياً فورياً، مشدداً على أن الحلول تبدأ من إدارة الموارد الداخلية .
واصفاً الوضع الراهن للزراعة السورية بأنها بحاجة ماسة للدخول إلى غرفة الإنعاش التنموية والاقتصادية لوقف تدهورها. وأوضح أن التراجع لم يقتصر على جانب واحد، بل شمل الإنتاج النباتي والحيواني معاً.
وضرب عفيف أمثلة على هذا التراجع، مشيراً إلى قطيع أغنام العواس الذي كانت سوريا من كبار مصدريه لدول الخليج، خاصة في موسم الحج، والذي تراجعت أعداده بشكل كبير، كما أشار إلى أن زراعة القطن، الذي كانت سوريا تصدّر خيوطه، تقترب اليوم من الصفر، وأضاف أن محاصيل استراتيجية كانت تحقق شبه اكتفاء ذاتي، مثل الشمندر السكري، تلاشت زراعتها وتوقفت معامل السكر عن العمل، ما حول سوريا إلى بلد يعتمد على الاستيراد.
ويرى عفيف أن جوهر الأزمة لا يكمن فقط في التغير المناخي، بل في سوء إدارة الموارد المتاحة، وشدد على أن قلة المحروقات، ندرة السماد، وغلاء مستلزمات الإنتاج هي العقبات الحقيقية التي تشل قدرة المزارعين على الاستمرار.
لم يكن قطاع الدواجن بمنأى عن الأزمة، حيث حذر عفيف من أن ارتفاع تكاليف التربية وصل إلى مستويات غير مسبوقة، مما يجعل المنتج المحلي غير قادر على المنافسة، وأوضح أن استيراد الفروج المجمد لا يساهم في خفض الأسعار بشكل فعال للمستهلك حيث وصلت أسعار المنتج المحلي إلى مابين ١٠ – ١٢ ألف ليرة بينما يفوق تكاليف الانتاج الفعلية هذا المبلغ  .
ولإنقاذ هذا القطاع، طرح عفيف حزمة من الحلول العاجلة:
١ – إيجاد بدائل محلية لمدخلات الإنتاج: لخفض تكاليف الأعلاف .
٢ – تأسيس نظام تأمين زراعي لحماية المنتجين من الخسائر غير المتوقعة.
٣ – تحسين جودة المنتج المحلي لتمكينه من المنافسة في السوق الداخلية والتصدير.
وأكد عفيف أن دعم قطاع الدواجن لم يعد خياراً، بل ضرورة ملحة لضمان استقراره وحماية العاملين فيه.
وفي ختام حديثه، شدد الخبير على أن معالجة تحديات القطاع الزراعي لم تعد تحتمل التأجيل، داعياً إلى رؤية اقتصادية جديدة ترتكز على إدارة الموارد بكفاءة، وتنمية الصناعات التحويلية لزيادة القيمة المضافة للمنتجات الزراعية، مثل تجفيف الفطر المحاري وتحويله إلى شوربات للتصدير، كسبيل لخلق فرص جديدة تتجاوز حدود السوق المحلية المحدودة.

Leave a Comment
آخر الأخبار