إيران وإسرائيل.. ترامب أعلن انتهاء الحرب والمنطقة تجنّبت الأسوأ

مدة القراءة 4 دقيقة/دقائق

الحرية- أمين سليم الدريوسي:
في خطوة تاريخية استثنائية تُعيد رسم ملامح الشرق الأوسط، أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ‌‏ترامب اليوم عن اتفاق شامل لإيقاف إطلاق النار بين إسرائيل وإيران، وجاء هذا الإعلان بعد ‌‏سنوات من التوترات والصراعات التي كشفت عن شدائد مطولة تهدّد استقرار المنطقة، وفي ‌‏ظل احتمالية تحوّل الصراع الدائر حالياً بين الدولتين إلى نزاع دامٍ قد يؤدي إلى دمار واسع ‌‏النطاق في أرجاء الشرق الأوسط، برز هذا الاتفاق كشعاع أمل يمحو آثار العنف ويعيد الثقة في ‌‏الحلول الدبلوماسية.‏
هذه الحرب التي كان شبحها يُخيم منذ سنوات، وحذّر منها قادة الدول والمحللون السياسيون ‏مراراً ‏بأنها قد «تدمّر الشرق الأوسط ‏بأكمله» وخاصة بعدما رأينا ومضاتها القاتلة في السماء ‏وسمعنا ‏هدير صواريخها وطائراتها، كانت شرارة كفيلة ‏بإشعال حريق لا يُطفأ، لكن المعجزة -‏أو ‏الحكمة المتأخرة- حدثت، وتجنّبت المنطقة بكاملها الهاوية في اللحظة الأخيرة.‏
وقف إطلاق النار يمثل بداية فصل جديد، ويدخل حيز التنفيذ خلال ساعات، مع بدء مرحلة ‌‏تجريبية مدتها 12 ساعة تهدف إلى تقييم استقرار الوضع وتأكيد جدية الأطراف في الالتزام ‌‏بالحفاظ على الهدوء، هذه الفترة التجريبية ليست سوى البداية في عملية تتطلب يقظة ومراقبة ‌‏دقيقة من قبل المجتمع الدولي، حيث تُعد خطوة أولى نحو إنهاء رسمي للحرب، وتمثل رمزاً ‏للتخلي عن أساليب العنف واستبدالها بآليات الحوار والتفاهم المتبادل.‏
وعن تأثيرات الاتفاق على العلاقات الإقليمية والدولية فإن هذا الإعلان يمثل منعطفاً مهماً في ‌‏مسار العلاقات بين إيران ودول الجوار، حيث إن إنهاء المواجهة العسكرية قد يفتح الباب أمام ‌‏فرص التعاون في مجالات عدة قد تكون في السابق محظورة تحت وطأة النزاعات، فمن خلال ‌‏تقليل حدة التوتر، قد تتم إعادة هيكلة التحالفات الإقليمية، ومضاعفة جهود التعاون الاقتصادي ‌‏والثقافي بين الدول المجاورة، كما يُعد الاتفاق درساً دبلوماسياً يُبرز أنه حتى النزاعات العميقة ‌‏يمكن أن تجد لها مكاناً على طاولة الحوار، ما ينمّي الثقة ويحفّز الدول الأخرى لإعادة تقييم ‌‏مواقفها نحو الصراعات الدائرة.‏
وفي ردود الفعل الدولية والمحلية فقد رحبت العديد من الدول والمنظمات الدولية بهذا الإعلان، ‌‏معتبرةً أنه خطوة جوهرية لتخفيف الاضطرابات في منطقة طالما يراها العالم مسرحاً ‌‏للصراعات المستعرة، غير أن بعض الأصوات لا تزال حذرة وتنتظر رؤية تطبيق الاتفاق على ‌‏أرض الواقع، إذ إن التحوّل من الكلام إلى الفعل يشكل تحدياً كبيراً يتطلب التزاماً جاداً من كلا ‌‏الطرفين.‏
يُعد إعلان وقف إطلاق النار بمنزلة بوابة لعهد جديد في المنطقة، ولكن من الضروري أن ‌‏تُوضع آليات مستدامة تضمن تنفيذ الاتفاق بشكل كامل، مع إشراك المجتمع الدولي في رصد ‌‏الالتزامات وتوثيق التقدم، كما يشكل هذا الاتفاق فرصة لتجديد الروابط بين الشعوب وحثّ ‌‏قادتها على الاستثمار في إعادة بناء الثقة، وتوجيه طاقاتهم نحو مشروعات التنمية المتكاملة التي ‌‏تعود بالنفع على الجميع، ومع تراجع سحابة الحرب، يبدأ الآن فصل جديد يحث جميع الأطراف ‌‏على تجاوز الاختلافات وتحقيق تقدم ملموس في مختلف المجالات السياسية والاقتصادية ‌‏والثقافية.‏
وتظل هذه اللحظة التاريخية هي دعوة للتفاؤل بمستقبل أكثر استقراراً، ورمزاً لقدرة الحوار ‌‏الدبلوماسي على كسر قيود العنف، وفي ظل هذه الأجواء، تتطلع الشعوب إلى غدٍ تُمحى فيه نذر ‌‏الحرب وتزدهر فيه قيم الإنسانية والتعاون العالمي، ما يشكّل أساساً جديداً لصنع مستقبل يقوم ‌‏على مبادئ العدالة والسلام الدائمين.‏

Leave a Comment
آخر الأخبار