الحرية- لمى بدران:
“اتجاهات الدولة المعاصرة” كان عنوان الندوة الفكرية التي أقامها اتحاد الكتاب العرب في مقره بدمشق، وقد تناولت أهم مفاهيم تأسيس وبناء الدولة وأشكالها في ثلاث مشاركات متتالية من قبل: د. كريم أبو حلاوة، د. عقيل محفوض، د. ناريمان عامر، وبإدارة أ. حسام الدين خضور.
في البداية أكّد رئيس اتحاد الكتاب العرب السيد محمد طه العثمان أن الاتحاد دخل اليوم عهداً جديداً يفتح أبواب الإبداع الموصدة أمام المفكرين والمثقفين والأدباء، مشيراً إلى أنّ ندوة اليوم هي الأولى كندوة ، وقد تكون أوراقها رافداً فكرياً بحثياً لكل من يرغب بمراجعة المفاهيم المطروحة حول بناء الدولة السورية.
تنوعت عناوين أوراق العمل، فالأول كان: “مقومات الدولة العربية ومشكلاتها” حيث تمّ التركيز على فكرة أنّ الدولة المعاصرة بحمولتها الفكرية والسياسية هي دولة الحق والقانون أي دولة العدل والحرية، كما تم التطرّق إلى عرض الأزمات والتحديات التي تواجه الدول أثناء مرحلة البناء من أزمة الشرعية والعنف والعدالة الاجتماعية وغيرها الكثير.
أما د. عقيل محفوض فقد تحدث عن خصوصية العقلية السورية التي صنّفها على أنها “عقلية إمبراطورية”، مستعيداً العديد من الأمثلة التاريخية التي تحمل وثائق توضّح مفاهيم تطور مراحل بناء الدولة وفق المناخات السياسية المتغيرة، وقد جاءت ورقته بعنوان: “السوريون والتفكير في الدولة”.
بينما جاءت المشاركة الثالثة من قبل د. ناريمان عامر بعنوان ” الدولة المعاصرة وإشكالية التوازن في المشاركة السياسية”، إذ سلّطت الضوء خلالها على حجم التجييش الكبير الذي قد لا يتخيّله أحد نحو تشتيت أو تفكيك مكونات المجتمع السوري، كما تطرّقت للحديث عن الدولة الحداثوية وما بعد الحداثوية في ظل النيوليبرالية، وأين نحن من ذلك؟
أدار الندوة أ. حسام خضور وطرح خلالها تساؤلات تخصّ المرحلة الراهنة من بناء الدولة، وكان السؤال الأبرز: هل المشكلة في بنية الدولة أم في الأنظمة التس كانت تدير الدولة؟
هذه الندوة الفكرية تعدّ استهلالاً لفعاليات منوعة قادمة تهدف إلى مواجه التحديات الكبيرة سواء على المستوى الداخلي أو الإقليمي والدولي عبر مثقفي سوريا ومفكريها وأدبائها الذين يريدون بناء الوطن والدولة السورية بأسس ومفاهيم صحيحة.