أيام البُردة” تواصل تألقها في اللاذقية احتفاءً بالمديح النبوي وتأكيداً على مكانة اللغة العربية

مدة القراءة 4 دقيقة/دقائق

الحرية– سراب علي:

تواصلت مساء اليوم على خشبة المركز الثقافي في اللاذقية فعاليات مهرجان “أيام البُردة” الدولي في يومه الثاني، الذي يُقام لأول مرة في سورية برعاية وزارة الثقافة وتنظيم مديرية الثقافة في اللاذقية، وسط حضور واسع من الأدباء والشعراء والمثقفين.

ويأتي المهرجان احتفاءً بمديح النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، وتأكيداً على مكانة اللغة العربية كحاضنة للروح والجمال والإبداع.

واستهل المهرجان يومه الأول بأمسية شعرية غنية شارك فيها شعراء من مختلف المحافظات السورية، قدّموا قصائد استحضرت عبق التراث العربي وأصالة المدائح النبوية، فيما شهد اليوم الثاني مشاركة شعراء من عدد من الدول العربية، ما أضفى على الحدث طابعاً عربياً جامعاً يعكس عمق الثقافة المشتركة وروح المحبة التي تجمع العرب تحت لواء الكلمة الصادقة.

وفي تصريح لوسائل الإعلام، نقلته “الحرية ” أوضح مدير المهرجان أنس الدغيم، أن اللاذقية تُعد المحطة الثالثة ضمن جولة المهرجان، مبيناً أن قافلة شعراء البُردة “حطّت رحالها في سوريا لتجتمع على حب ومدح رسول الله صلى الله عليه وسلم”.

وأشار الدغيم إلى أن المهرجان سيواصل رحلته في محطته المقبلة بمدينة حلب، ليتحوّل إلى فعالية سنوية دولية تحمل رسالة السلام والمحبة، مؤكداً أن “انعقاد المهرجان في سوريا رسالة واضحة بأن البلاد تتعافى وتستعيد مكانتها الثقافية”.

من جهته، أكد مدير الثقافة في اللاذقية مجد صارم أن إقامة مهرجان “أيام البُردة” للمرة الأولى في سوريا تشكّل مناسبة ثقافية وروحية تجمع بين الكلمة الصادقة والروح الخلاقة،

موضحاً أن المهرجان استقطب شعراء من مختلف المحافظات السورية ومن عدة دول عربية ليعبّروا بأشعارهم عن محبة رسول الله، ويؤكدوا أن الشعر هو الجسر الذي يربط بين الإبداع واللغة والدين.

أما مدير أوقاف الريف الشمالي عمار درويش علي، فأشار في حديثه لـ”الحرية” إلى أن المهرجان يمثّل بادرة طيبة من وزارة الثقافة تعكس اهتمام الدولة بإحياء القيم الروحية والجمالية في آنٍ واحد، موضحاً أن “هذه الفعالية تسلط الضوء على طاقات الشعراء السوريين والعرب، وتؤكد في الوقت نفسه على مكانة اللغة العربية كلغةٍ للقرآن الكريم والبيان الراقي.

وفي سياق الأمسيات الشعرية، عبّر الشاعر حمدي أندرون من اللاذقية عن إعجابه بمستوى المشاركات قائلاً: الملتقى غني بالحضور وبالقصائد المعبرة عن حب الرسول صلى الله عليه وسلم، كما لُوحظت مشاركة نسائية لافتة أتمنى أن تتسع أكثر في الدورات المقبلة.

وقدّمت الشاعرة حسناء كردية قصيدتها «معراج الأفئدة الظامئة» التي تغنّت فيها بصفات النبي الكريم قائلة:

كريماً ندياً مثل الغيث هطل به،

أحضرت الدنيا وتداوت به العلل.

ومن سلطنة عمان، شارك الشاعر حسن المطروشي الذي عبّر عن سعادته بتمثيل بلاده في هذه التظاهرة الثقافية الرفيعة، معتبراً أن إقامة المهرجان في سوريا هو محطة فارقة في مسيرة التعافي السوري وأضاف: لم نأتِ لنضيف شعراً إلى سوريا، فالشعر منبعه هنا، وأنتم أهل الأدب والثقافة، بل جئنا نحمل رسالة المحبة والإخاء تحت لواء المصطفى صلى الله عليه وسلم.

وقدم المطروشي قصيدته «اليتيم البهي» التي تناولت الجوانب الإنسانية والخلقية للنبي الكريم.

كما شاركت الشاعرة سمية اليعقوبي من تونس، التي سبق أن شاركت في النسخة الأولى من المهرجان في اسطنبول، وقدمت قصيدتها «قلب اليمام» التي عبّرت فيها عن محبة النبي صلى الله عليه وسلم واستعطاف شفاعته.

وأضافت اليعقوبي: إقامة النسخة الثانية من المهرجان في سوريا تعبّر عن عودة الحياة الثقافية إلى البلاد، وتؤكد عمقها الحضاري، وهي رسالة بأن سوريا بخير وتتعافى من جديد.

وفي قصيدته  «لرسول الله السلام» تناول فيها الشاعر زكريا عليو من اللاذقية،  صفات الرسول رمزاً للمحبة والتسامح، مؤكداً أن المهرجان يشكّل فرصة لإحياء تقاليد “البُردة” الأصيلة، وتعريف الأجيال الجديدة بجماليات هذا اللون من الشعر النبوي العريق.

Leave a Comment
آخر الأخبار