اختيار التخصص الجامعي… بين طموح الطالب وتأثير الأسرة والمجتمع

مدة القراءة 4 دقيقة/دقائق

الحرية – فادية مجد:

اختيار التخصص الجامعي من أكثر القرارات حساسية في حياة الطالب، إذ لا يقتصر أثره على المرحلة الدراسية فحسب، بل يمتد ليشكل ملامح المستقبل المهني، وهنا تتعدد العوامل التي تجعل الطالب يختار فرعاً عن غيره، فهل اختيار الطالب لفرعه الجامعي أمر محصور به؟  أم هناك عوامل تؤثر في اختيار دراسة فرع بدلاً من غيره؟

لتسليط الضوء على أبرز العوامل المؤثرة في هذا القرار تواصلت “الحرية” مع المرشدة التربوية شادية أحمد والتي قدمت رؤيتها المهنية حول الموضوع قائلة: اختيار التخصص الجامعي يتأثر بعدة عوامل متشابكة، وكل عامل منها يحمل تأثيراً مباشراً أو غير مباشر على قرار الطالب.

تجارب الأهل

وأضافت: من العوامل المؤثرة باختيار الفرع الجامعي تجارب الأهل السلبية أو الإيجابية، فكثير من الطلاب يتأثرون بتجارب ذويهم، وبناء على ذلك  قد يختار طالب دراسة  الطب، لأن والده نجح فيه، بينما نجد طالباً آخر  يبتعد عن فرع الهندسة، لأن والدته قد عانت فيه، وهذه التجارب، سواء أكانت محفزة أم محبطة، فإنها تترك أثراً عميقاً في نفس الطالب، وقد توجهه نحو ذاك الفرع أو تبعده عن تخصص معين.
وأوضحت أحمد أن بعض الأسر تميل إلى إسقاط أحلامها غير المحققة على أبنائها، فتدفعهم نحو تخصصات لم يرغبوا بها، ما يخلق صراعاً داخلياً بين الرغبة الذاتية والتوقعات الأسرية.

المجتمع ومعاييره

ومن العوامل المؤثرة بحسب أحمد المجتمع ومعاييره، حيث لا يمكن تجاهل نظرة المجتمع لبعض الفروع، فهناك تخصصات تعتبر مرموقة اجتماعياً، وأخرى ينظر إليها على أنها أقل أهمية، وهذا التصنيف المجتمعي يؤثر في اختيارات الطلاب، وخاصة في البيئات التي تعطي وزناً كبيراً للمكانة الإجتماعية، فنجد الطلاب يختارون تخصصات معينة، فقط لأنها تحظى باحترام اجتماعي، دون النظر إلى مدى توافقها مع ميولهم وقدراتهم، ما يؤدي لاحقاً إلى شعورهم بالإحباط أو عدم الرضا أو الفشل الدراسي.

طموح الطالب منذ الصغر

ويلعب طموح الطالب منذ الصغر باختيار الفرع الذي يحبه، كطموحه أن يصبح طبيباً، أو معلماً أو فناناً، وهذا الطموح المبكر يشكل دافعا قوياً ويجب احترامه وتطويره، لا تجاهله لصالح رغبات الآخرين،  فالطموح الحقيقي لا يولد فجأة، بل ينمو مع التجربة، ويجب أن يدعم بالتوجيه السليم والبحث والتخطيط الواقعي.

المعدل الدراسي

وذكرت أحمد أن المعدل الجامعي والمفاضلة الجامعية كذلك هي من العوامل التي ترغم الطالب على دراسة فرع دون غيره، وهنا تتجلى أهمية التوجيه المبكر من قبل الأهل حتى لا يفاجأ الطالب بأن معدله لا يؤهله للتخصص الذي يرغب فيه.

فرص العمل..

ولفتت أحمد أن فرص العمل بعد التخرج تلعب أيضا دوراً في اختيار الفرع كطرح تساؤلات  هل هذا التخصص مطلوب؟ وهل يوفر فرص عمل محلية أو دولية، كما أن الوضع الاقتصادي السيئ للأهل، قد يجعل الطالب يختار فرعاً لايتطلب تكاليف أعلى، سواء في الدراسة أو في التدريب العملي، ولهذا السبب يسجل الطالب في فرع لايحبه تجنباً للتكاليف المادية، وكم سمعنا عن حالات كثيرة أن طلاباً اختاروا فروعاً نظرية، وتركوا دراسة الطب رغم حصولهم على معدلات عالية بسبب طول مدة الدراسة وماتتطلبه من تكاليف.

وختمت المرشدة أحمد حديثها بالقول: لا يوجد تخصص أفضل من الآخر، بل يوجد تخصص أنسب لكل طالب حسب ميوله وظروفه، وأنصح كل طالب بأن يجلس مع نفسه، ويستمع لصوته الداخلي، ويوازن بين الواقع والطموح، وبين الرغبة والقدرة، فالقرار الجامعي ليس نهاية الطريق، بل بدايته، فليكن مبنياً على وعي، لا على انفعال أو ضغط.

Leave a Comment
آخر الأخبار