تعادل ثلاث وجبات دجاج.. ارتفاع أسعار الأسماك أبقاها خارج خيارات الأسرّ

مدة القراءة 5 دقيقة/دقائق

الحرية- وليد الزعبي:
تشهد أسواق درعا معروضاً وافراً من الأسماك مؤخراً، حيث لا تغيب أصوات الباعة وهي تنادي في الطرقات والساحات الرئيسة وعند أسواق الخضار عليها، لكن الأسعار المعلنة بالرغم من أنها منخفضة بالقياس لفترات أخرى بغير الموسم، إلا أنها تعد مرتفعة بالنسبة لذوي الدخل المحدود، والإقبال على الشراء من متوسط إلى ضعيف.

غير معروفة

ذكر أحد أرباب الأسر لـ”الحرية” أن كيلو السمك مما يسمى (بلطة) بقيمة ٢٥ ألف ليرة للكيلو، وذلك للحجم المتوسط (ثلاث سمكات تعادل كيلو واحد تقريباً)، فيما هناك أحجام أصغر تباع بأقل من ذلك لكنها غير مرغوبة، وهناك نوع يشبه المشط يسميه الباعة (هجين المشط) بحجم كبير يصل إلى ٢ كغ للسمكة الواحدة تباع الكيلو منه ما بين ٥٠ و٦٠ ألف ليرة.

تكلفة مرتفعة

وأشار آخر إلى أن الأسرة تحتاج ما بين ٣ و٤ كغ كوجبة غداء، إذ معروف أنه بعد التنظيف وتحييد رأس السملة يذهب نحو ثلث وزنها، وبشكل عام فإن الوجبة تحتاج أقلها إلى ١٥٠ ألف ليرة ثمن سمك، وهناك ملحقات من زيت قلي وبطاطا ومتممات ما يجعل الوجبة تكلف أكثر من ٢٠٠ ألف ليرة، وهذا المبلغ ليس قليلاً بالنسبة للأسر ضعيفة الدخل، ويعادل تكلفة نحو ثلاث وجبات من الدجاج، لذلك تجد أن شراء الدجاج يتغلب على السمك.

خيار أفضل

وأوضح غيرهم أنه يمكن في الموسم شراء وجبة واحدة من باب سد شهوة الأبناء إلى السمك، فيما هناك خيار يحبذه البعض يتمثل بشراء السمك المجمد مقطوع الرأس، حيث يكفي الأسرة المكونة من ٥ أشخاص شراء كيلو ونصف منه بقيمة ٥٠ ألف ليرة تقريباً، حيث إن الكمية تكاد تكون لحماً صافياً، أي إنه أكثر بركةً كما يقال وحتى تناوله أسهل وخاصة بالنسبة للأطفال، لعدم وجود (حسك) ناعم ضمن لحمه ما يحيد احتمال التأذي منه.

الوجبات الجاهزة

للعلم فإن معظم مطاعم درعا لا توفر وجبات السمك الجاهزة باستثناء عدد محدود جداً منها، حيث إنها لا تلاقي رواجاً نشطاً في الطلب عليها كما الوجبات المعدة من الدجاج التي تعد أكثر شيوعاً بين وجبات اللحوم على اختلافها، والسبب يعود بالدرجة الأولى للسعر المرتفع لوجبات السمك الجاهزة.

مصدرها القنيطرة

يشير الباعة إلى أن معظم السمك المعروض في أسواق درعا يأتي من سدود محافظة القنيطرة، حيث يذهب صيادون في كل موسم وينصبون شباكهم في بعض السدود ويأتون بما اصطادوه ليبيعوه في أسواق مدن وبلدات درعا، وبعضهم ذكر أن هناك أسماكاً بحرية لكنهم لم يؤكدوا ماهية مصدرها، وهي بالعموم من الأنواع منخفضة السعر بالقياس لأنواع أخرى إذ إنها بقيمة ٢٥ إلى ٣٠ ألف ليرة للكيلو، وتأتي أحياناً بأحجام أكبر من تلك التي تأتي من سدود القنيطرة.

عرض عشوائي

المشكلة التي تجعل بعض المواطنين يترددون عند الشراء، تتثمل بالشك بمدى صلاحية تلك الأسماك للاستهلاك، حيث إن طرق نقلها وعرضها عشوائية تتم خارج البرادات، ما يجعلها عرضة للعطب، والملاحظ أنها تعرض على البسطات في الطرقات، حتى أن المكان الذي يتواجد فيه باعة السمك منفر لكون التنظيف يجري بنفس المكان على قارعة الطرقات وضمن الساحات الرئيسية، وتترك أحياناً بعض المخلفات التي تصدر روائح غير مستساغة، ويرى كثيرون أن الأمر يحتاج إلى ضبط لجهة طريقة حفظ وعرض السمك وأماكن البيع والتنظيف وكيفية التخلص من المخلفات.

جافة وخالية

مدير الموارد المائية في درعا المهندس هاني عبد الله أوضح لـ”الحرية” أنه في هذا العام خاصةً والأعوام السابقة انخفضت الهطولات المطرية بشكل ملحوظ ما انعكس على مستوى تخازين السدود في المحافظة والمتواجد معظمها في الريف الغربي، حيث لم تعد تكفي لتنفيذ الخطة الزراعية والاقتصار على المخزون الجوفي لإتمام سقاية المحاصيل الزراعية الاستراتيجية.
وأشار عبد الله إلى أن نفاد كامل المخزون السطحي من السدود والتي تم حصادها في موسم الشتاء الماضي أدى إلى غياب الاستثمار حتى في الثروة السمكية التي كانت تتركز في بعض السدود والتي تتطلب أن يكون هناك مخزوناً من المياه للحفاظ على هذه الثروة.

مدير الموارد: نفاد مخزون سدود درعا من المياه غيب الاستثمار في الثروة السمكية

Leave a Comment
آخر الأخبار