ارتفاع أسعار الجوز يفتح الباب لإبداعٍ سوريٍّ في “بدائل حشو المكدوس”

مدة القراءة 3 دقيقة/دقائق

الحرية- إلهام عثمان:

دفعت الموجةُ المتصاعدةُ لأسعارِ الموادِ الغذائيةِ، لاسيما الجوز، العائلاتِ السوريةَ إلى تبني حلولٍ إبداعيةٍ للحفاظِ على تقليدِ إعدادِ “المكدوس” كأحدِ أهمِّ مكوناتِ المؤونةِ الشتويةِ، عبرَ الاستعاضةِ عن الجوزِ بمكسراتٍ أخرى كاللوزِ والفستقِ الحلبيِّ وغيره، في خطوةٍ تجمعُ بينِ الحفاظِ على التراثِ ومواكبةِ المستجداتِ الاقتصاديةِ.
لاسيما أن هذه البدائلَ لا تقتصرُ على توفيرِ التكاليفِ فحسب، بلْ تُضيفُ قيمةً غذائيةً أعلى للطبقِ التقليديِّ، الذي يُعدُّ رمزاً من رموزِ المائدةِ السوريةِ.

من الفستق إلى اللوز.. هكذا حوّلت الأزماتُ الاقتصاديةُ طبقَ “المكدوس” إلى كنزٍ صحيٍّ لبُّه المكسرات

مقترحات

وفي هذا الصدد، أوضحَ الأستاذ أكرم العفيف، الخبيرُ التنمويُّ ومؤسسُ مبادرةِ المشاريعِ الأسريةِ السوريةِ، أنَّ “اللوزَ والجوزَ والسمسمَ والفستق” تتمتعُ بخصائصَ غذائيةٍ مميزةٍ، مشيراً إلى أنَّها تُعدُّ مصدراً غنياً بالكالسيومِ والمغنيسيومِ والفوسفور، ما يجعلُها مثاليةً لتعزيزِ الصحةِ وخاصة للنساءِ الحواملِ والجنينِ على حدٍّ سواءٍ.

فوائد مزدوجة

ولمْ يقتصرِ الاهتمامُ على بدائلِ الحشوةِ فحسبُ، بلْ امتدَّ ليشملَ ابتكارَ أنواعٍ جديدةٍ من المكدوسِ ذاتِ الفوائدِ الصحيةِ.
وأبرزَ العفيفُ فوائدَ “مكدوسِ الفليفلة” مقارنةً بالباذنجانِ، لكونِهِ يستهلكُ كميةً أقلَّ من الزيتِ، إضافةً إلى غناهِ باليود الذي يلعبُ دوراً مهماً في مكافحةِ الخلايا السرطانيةِ وأمراضِ البروستاتا، فضلاً عن تحسينِ عمليةِ الهضمِ.

توصيات غذائية

كما قدمَ العفيفُ توصيةً بتناولِ “خمسِ حباتِ تمرٍ” محشوةٍ بالسمسمِ وحبةِ البركةِ يومياً على الريقِ، مؤكداً أنَّ هذهِ العادةَ تساهمُ في تعزيزِ الصحةِ العامةِ بشكلٍ ملحوظٍ.

تفاوت الأسعار

أظهرتْ جولةٌ ميدانيةٌ في الأسواق الشعبية تفاوتاً كبيراً في أسعارِ المكوناتِ، حيثُ سجّلَ سعرُ الفستقِ الحلبيِّ 240 ألف ليرة، يليهِ اللوزُ بـ120 ألف ليرة، أما الجوزُ فله أنواع أولها البلديُّ بـ110 آلاف، والأمريكيُّ بـ85 ألفاً، والتشيليُّ والصينيُّ بـ55 ألفاً، فيما سجّلَ السمسمُ 35 ألف ليرة، وفستقُ العبيدُ (الفولُ السوداني) 45 ألف ليرة.
أما أسعارُ الخضرواتِ، فتراوحَ سعرُ الباذنجانِ بأنواعه البلدي والحموي والحمصي بينَ 4500- 3500 ليرة، فيما كان سعر الفليفلةِ الحمراءِ بينَ 7000 و8000 ليرة الحلوة والمونسة، بينما بلغَ سعرُ زيتِ الزيتونِ (عبوة 3 لترات) ما بينَ 88 و95 ألف ليرة.
وختم العفيف: على الرغمِ من التحدياتِ الاقتصاديةِ، تظلُّ الأسرُ السوريةُ متمسكةً بتقاليدِها، مُظهرةً قدرةً لافتةً على الابتكارِ والتكيّفِ، ما يُضفي على طبقِ “المكدوس” بُعداً جديداً يتجاوزُ كونه مجردَ طعامٍ، ليكونَ شاهِداً على صمودِ التراثِ في وجهِ الظروفِ.

Leave a Comment
آخر الأخبار