الحرية- جعفر خير بك:
مع وصول منخفض جديد وتزايد برودة الطقس، يجد سكان اللاذقية أنفسهم أمام تحدٍّ جديد، يتمثل في الارتفاع الحاد لأسعار الحطب، الذي يعدّ مصدر التدفئة الأساسي لكثير من الأسر، وخاصة في الأرياف، حيث يعد الحطب وسيلة التدفئة الرئيسية لقدرته على نشر الدفء في مساحة واسعة من المنزل.
وأعرب الكثير من المواطنين لصحيفة الحرية عن استيائهم من ارتفاع أسعار الحطب بالتوازي مع بدء المنخفضات الجوية، مؤكدين أن هذا الارتفاع بات يشكل عبئاً إضافياً على كاهلهم، وخاصة مع الأوضاع الاقتصادية الصعبة.
وأشار البعض إلى أن الأسعار باتت تفوق قدرتهم الشرائية، ما يدفعهم إلى البحث عن بدائل أقل كفاءة أو تقليل الكميات التي يشترونها، وهو ما قد يؤثر على قدرتهم لمواجهة برد الشتاء القارس.
١٠% خلال أيام
وتشهد أسعار الحطب ارتفاعاً مستمراً هذا الموسم، حيث سجلت زيادة تقارب 10% مقارنة بمطلع الشهر الحالي، وفق ما أفاد به عدد من تجار الحطب في اللاذقية، حيث تتراوح الأسعار حالياً بين 950 ألفاً و2.1 مليون ليرة سورية للطن الواحد، ويبلغ متوسط سعر حطب الحمضيات المقطع والجاف حوالي 1.65 مليون ليرة، بينما يُباع حطب الحور بسعر يقارب 1.05 مليون. أما حطب السنديان، المعروف بجودته ومدة احتراقه الطويلة، فيسجل أعلى الأسعار بمتوسط 2.25 مليون للطن.
وأوضح مجد اسبر، أحد تجار الحطب لصحيفة الحرية، أن السوق يشهد طلباً متزايداً هذا العام، يفوق السنوات السابقة، مشيراً إلى أن الأسباب الرئيسية لارتفاع أسعاره تعود إلى زيادة الطلب الشتوي، فمع انخفاض درجات الحرارة، يزداد الإقبال على الحطب كوسيلة تدفئة أساسية، وارتفاع تكاليف النقل، حيث تؤثر التحديات اللوجستية، بما في ذلك تكاليف الوقود والظروف الجوية، على أسعار الشحن، ما يؤدي إلى ارتفاع السعر النهائي للحطب.كما أشار إلى تفاوت المخزون المحلي الذي ينعكس على الأسعار في الأسواق.
ويتوقع خبراء السوق استمرار ارتفاع الأسعار مع تقدم فصل الشتاء وزيادة الطلب. وينصح بعض التجار المواطنين بتأمين احتياجاتهم مبكراً لتجنب المزيد من الزيادات.
في المقابل، يطالب الأهالي الجهات المعنية بوضع آليات تنظيمية لتوفير الحطب بأسعار معقولة، سواء عبر دعم النقل أو تنظيم عمليات التوزيع لتجنب الاحتكار.
في ظل هذه الأوضاع، يبقى السؤال الأهم: هل ستتخذ الجهات المختصة خطوات عملية لضبط الأسعار وضمان توفر وسائل التدفئة بأسعار مناسبة، أم سيبقى المواطن وحده في مواجهة أعباء الشتاء القارس؟.