الحرية – وليد الزعبي:
ارتفعت أسعار ثمار الزيتون المعروضة في الأسواق بنسبة تصل إلى حوالي 60 ٪ مقارنة مع أسعار الموسم الفائت، الأمر الذي أربك الأسر لجهة تأمين مؤونتها من هذه المادة الغذائية الأساسية التي لا غنى عنها في وجبتي الإفطار والعشاء عند معظم الأسر، وعلى ما يبدو لن يكون أمام الأسر من خيار سوى تقليل كمية المؤونة إلى حدود منخفضة جداً، علماً أن متابعين ومعنيين بالشأن الزراعي يعيدون السبب في ارتفاع الأسعار إلى قلة الإنتاج على خلفية الجفاف وظاهرة المعاومة.
ارتفعت كثيراً
ولدى تجوال “الحرية” في أسواق مدينة درعا، لاحظت انتشار العديد من الباعة وهم يعرضون الزيتون الأخضر والأسود ومن عدة أنواع على الأرصفة، أما لجهة السعر فإنه للكيلو الواحد من الزيتون الأسود من نوع الجلط يتراوح بين 17 و18 ألف ليرة ومن القيسي 16 ألفاً، بينما النابالي الأخضر فيبلغ سعر الكيلو 15 ألفاً، وبالمقارنة مع الموسم الفائت فإن السعر ارتفع كثيراً، حيث كان للجلط بين 10و11 ألفاً والقيسي والنابالي نحو 8 إلى 9 آلاف.
الجفاف والمعاومة خفضا الإنتاج كثيراً هذا الموسم
تقليل المؤونة
وأمام هذه الأسعار، فإن الأسر لن تقدر في ظل محدودية دخلها على تموين الكميات المناسبة التي اعتادت عليها، حيث بيّن عدد من أرباب الأسر أنه سيتم الاكتفاء بوضع مؤونة تعادل نصف أو ثلث الكميات المعهودة في سنوات سابقة، وخاصةً أن المؤونة لا تقتصر في مثل هذه الفترة من السنة على الزيتون، بل هناك مؤونة المكدوس والبامياء وسبقتها الملوخية، أضف لذلك الأعباء التي رتبتها المستلزمات المدرسية على الأسر، وهي بمجملها تمثل فاتورة كبيرة لا قدرة لمعظم الأسر الفقيرة على احتمالها وسدادها دفعة واحدة، وقد يضطر الكثيرون إلى الدين من معارفهم للإيفاء بالضروري منها.
الزيت على الطريق
وأشار آخرون إلى أن الأمر على ما يبدو لن يقتصر على ارتفاع أسعار ثمار الزيتون، بل سيطول أسعار زيت الزيتون، التي بدأت تظهر بوادرها فعلاً منذ نحو شهر تقريباً، حيث قفز سعر صفيحة الزيت زنة 16 كيلو غراماً من إنتاج الموسم الفائت من نحو 450 ألف ليرة إلى ما بين 700 و800 ألف، وهو ما سيشكل عبئاً أضافياً كبيراً على الأسر.
انخفاض الإنتاج 40٪
وبالنظر إلى مؤشرات الإنتاج لهذا الموسم فإنها توضح وجود انخفاض كبير في الإنتاج، حيث بيّن مدير زراعة درعا المهندس عاهد الزعبي لـ “الحرية”، أن الإنتاج المتوقع لهذا الموسم يبلغ 17 ألف طن، أي بانخفاض عن السنوات السابقة بنسبة 40٪ تقريباً، وذلك بسبب ظروف الجفاف التي سادت المنطقة وخاصةً في موسم الشتاء الفائت، حيث لم تتعدَ الهطولات المطرية ما نسبته ٣٥٪ من المعدل السنوي، إضافة إلى تأثير ظاهرة المعاومة على إنتاج أشجار الزيتون.
ترميم وتوسع
تجدر الإشارة إلى أن المساحة المزروعة بالزيتون على مستوى محافظة درعا وفقاً لإحصاءات مديرية زراعة درعا، تصل إلى5659
هكتاراً مروياً و11504هكتارات بعل، وهي تضم ٣,١٤٠ ملايين شجرة منها ٢,٨٢٦ مليون شجرة مثمرة، وهناك الكثير من المزارعين أخذوا يرممون مزارعهم بعد يباس العديد من أشجارها خلال السنوات الفائتة، كما بدأ آخرون بإنشاء مزارع جديدة، على أمل أن تكون هناك زيادة تصاعدية بالإنتاج في السنوات القادمة في حال تحسن واقع المواد المائية، ما يسهم باستقرار الأسعار الزيتون والزيت عند حدود معقولة تناسب الفلاح المنتج والمستهلك في آنٍ معاً.