الحرية- زهير المحمد:
يبدو أن تخوف المواطنين من تصدير الخراف لم يثنِ التجار عن عزمهم على ما سعوا إليه منذ أشهر رغم تأكدهم بأن التصدير سوف يؤثر على أسعار اللحوم الحمراء التي باتت وقبل التصدير حلماً غير قابل للتحقيق لدى أصحاب الدخل المحدود والعاملين بأجر، لأن راتب الموظف الشهري قد لايكفي لشراء كيلوين من اللحمة، ومع ذلك يتمنى الجميع ألا يتم تصدير أي مادة إلا إذا كانت فائضة عن حاجة الاستهلاك.
وقد قال أحد المواطنين إن تصدير ذكور العواس سيؤثر على مستهلكي اللحوم البيضاء التي سيزيد عليها الطلب طرداً مع زيادة أسعار اللحوم الحمراء، ولم يخفِ أبو سامر قلقه من الأهداف غير السليمة لمن يحاولون تصدير العواس واستيراد “البيلا” التي تستبدل النوعية الممتازة من اللحوم بالأنواع الرديئة “كالبيلا” وغيرها من اللحوم المثلجة والتي ستباع للمستهلكين بأسعار اللحوم البلدية، وبالتالي فإن المواطن سيدفع ثمن مغامرات التجار الذين لا يهمهم إلا الربح ولو كان على حساب جيوب المستهلكين ولقمة عيش المواطنين..
نتمنى أن تكون أخبار المباشرة بالتصدير غير صحيحة، وكما تتناقل وسائل التواصل الاجتماعي مقاطع فيديو تشير إلى عودة حركة تصدير ذكور العواس عبر مرفأ طرطوس، وكانت تعليقات المواطنين تصب هواجسهم في أن يؤدي هذا الأمر إلى تأثر أسعار اللحوم الحمراء صعوداً.
أثر التصدير
رئيس الجمعية الحرفية للحامين في دمشق معتز العيسى، أوضح في تصريح خاص لصحيفة “الحرية” أن ما يتم تداوله من مقاطع عن عودة حركة تصدير الخراف المحلية إلى الخارج ليس أمراً مؤكداً، وإن صح ذلك الأمر فلن يؤثر بشكل كبير على أسعار اللحوم بالأسواق الداخلية، علماً أنه في عهد النظام البائد قام عدد من التجار بتصدير رؤوس من ذكور العواس إلى الخارج واستيراد رؤس “بيلا” لتغطية حاجة السوق المحلية إلا أنهم تفاجؤوا أن الأمر غير رابح، لأن سعر “البيلا” قريب من سعر العواس.
إقبال على “البيضاء”
وفي سياق آخر، أكد العيسى أن هناك انخفاضاً بسعر اللحوم وخاصة البيضاء، إذ سجل سعر كيلو غرام الفروج المذبوح 28 ألف ليرة وكيلو الشرائح بين 38-42 ألف ليرة، ومرد رخص أسعار لحوم الفروج يعود إلى انتعاش تربية الدواجن وسهولة جلب الصوص من تركيا، مقدراً كميات استهلاك مدينة دمشق من الفروج يومياً بحوالي 300 طن.
ولم يخفِ العيسى خشيته من تأثر تربية الأغنام بالانحباس المطري الذي عانت منه سوريا خلال موسم الشتاء والذي ألقى بظلاله الثقيلة على المراعي، مؤكداً أنّ ذلك الأمر سيدفع المربين الى بيع إناث الأغنام لتجار اللحوم.
الاستهلاك
وبحسب العيسى فإن أسعار اللحوم الحمراء تشهد انخفاضاً ملموساً وذلك نتيجة لانخفاض سعر الأعلاف وتوفرها، موضحاً أن سعر كيلو غرام الخاروف بريف دمشق يتراوح بين ٩٠- ١٠٠ ألف ليرة، في حين يتراوح سعره بمدينة دمشق بين ١٢٠-١١٠ آلاف ليرة، في حين يتراوح سعر كيلو غرام لحم العجل “واقف” بين ٣٠- ٣٢ ألف ليرة، ولدى محال القصابة يتراوح بين ٩٠- ١٢٠ ألف ليرة.
كاشفاً أنه يتم يومياً بمسالخ مدينة دمشق تسجيل ذبح ما بين ٥٠٠- ٦٠٠ رأس من الخاروف، وبين ١٧- ٢٥ رأس عجل، منوهاً بأن كمية استهلاك اللحوم ترتبط حكماً بالوضع الاقتصادي.
وفيما يتعلق بلحوم الجمال، بين العيسى أنّ استهلاكها اليومي قليل جداً وينشط لدى عدة محال قصابة بمنطقة دوما بريف دمشق.
يشار إلى أن عدد محال القصابة المسجلة لدى جمعية اللحوم بدمشق يقدر بنحو ١٢٠٠ قصاب.