الحرية- علاء الدين إسماعيل:
بادرت الجمعية الطبية السورية الأمريكية (SAMS) إلى تنفيذ استجابة طبية وإنسانية عاجلة، بالتعاون مع الشركاء المحليين والدوليين، للمساهمة في تخفيف الآثار الصحية والإنسانية للكارثة التي وقعت بعد الحرائق الواسعة التي اجتاحت مناطق عدة من محافظة اللاذقية.
مدير مكتب الساحل في الجميعة الطبية السورية الامريكية “سامز” قال لـ”الحرية”: منذ اللحظات الأولى، جرى تنسيق مباشر ومستمر بين سامز ومديرية صحة اللاذقية، التي تربطها بالجميعة علاقة تعاون وثيقة، وخصوصاً مع الدكتور خليل آغا، مدير الصحة في المحافظة، وهو من الكوادر الصحية الفاعلة في المنطقة.
وأكد بكرو استجابة سامز للاحتياجات العاجلة الواردة من المديرية ومن الميدان، حيث قامت بتأمين شحنة أولى من الأدوية والمستهلكات الطبية الأساسية من مخازنها لتلبية النقص في المناطق المتضررة. بالإضافة إلى تسيير سيارتي إسعاف تابعتين لمنظومة الإسعاف في شمال غرب سوريا إلى مناطق الحرائق، وذلك بعد الحصول على موافقة من منظمة الصحة العالمية (WHO). وقد تمركزت إحدى السيارتين في “النقطة صفر” الأقرب لمواقع النيران، وساهمت بنقل عدد من المصابين إلى مراكز طبية قريبة.
مشيراً إلى تقديم دعم مالي مباشر بقيمة 10 آلاف دولار أمريكي لتأمين الاحتياجات الطبية الطارئة، تلاها دعم إضافي بقيمة 40 ألف دولار، تم تخصيصه لتأمين المحروقات اللازمة لآليات الدفاع المدني التي تعمل على مكافحة النيران.
كما تواصلت SAMS مع شركائها في المجلس التنفيذي وأعضاء مجلس الأمناء حسب الدكتور محمد بكرو، لتوسيع نطاق الاستجابة، ونسقت مع الدفاع المدني السوري لتحديد الأولويات الميدانية.
وفي سياق متصل، نوه بكرو بعدم توقف جهود SAMS في دعم القطاع الصحي في الساحل السوري، حيث تستمر الجمعية في تطوير البنية التحتية الطبية في المحافظة. فقد تم مؤخراً تشغيل أول جهاز مسرّع خطي للعلاج الإشعاعي في مستشفى اللاذقية، ما يمثل نقلة نوعية في رعاية مرضى الأورام. وبفضل جهود فريق SAMS، تم أيضاً تأمين قطع الغيار الخاصة بالجهاز الثاني، ومن المتوقع تشغيله خلال الأيام القليلة القادمة.
مؤكداً أن منظمة SAMS تجدد التزامها الثابت بدعم المجتمعات المتضررة في جميع أنحاء سوريا، والاستجابة السريعة للأزمات الإنسانية والطبيعية بالتنسيق مع الهيئات الصحية المحلية والدولية.
بدوره أفاد مدير المكتب الاعلامي لمنظمة سامز محمد الشيخ يوسف بأن كارثة الحرائق التي شهدها الساحل السوري مؤخراً، لم تكن مجرد أزمة بيئية وإنسانية، بل شكّلت جرس إنذار أعاد توجيه الأنظار إلى أهمية التكاتف المجتمعي والمؤسساتي في مواجهة المخاطر الكبرى.
وأضاف: لقد وحّدت هذه الكارثة الجهود، وأظهرت أن العمل المشترك، المبني على الشعور بالمسؤولية، هو السبيل الوحيد لتقليل حجم الخسائر، والوقوف صفاً واحداً في وجه التحديات.
وتابع: إن مثل هذه الأزمات تذكّرنا بضرورة العمل الجاد على تنمية الموارد الموجودة وتطويرها، سواء على مستوى الاستجابة السريعة أو البنية التحتية الصحية واللوجستية، لنكون أكثر جاهزية وفعالية في التصدي لأي خطر مشابه مستقبلاً، سواء كان على شاكلة هذه الحرائق، أو كما شهدنا سابقًا في كارثة الزلزال عام 2023 أو جائحة كورونا.