الحرية – عمار الصبح:
شهدت أسعار الخضروات في أسواق درعا استقراراً نسبياً في معظم الأصناف الرئيسية، مع تسجيل انخفاض واضح في أسعار بعض الأصناف بالمقارنة مع تلك التي شهدتها طيلة شهر رمضان الفائت، في وقت لوحظ فيه تفاوت طفيف بين سوق وآخر ومنطقة وأخرى، حسب نوعية المادة إذا كانت من إنتاج المحافظة أو إنتاج محافظات أخرى.
وفي جولة لصحيفة الحرية على عدد من الأسواق، تصدرت أصناف مثل الكوسا والفاصولياء قائمة الخضروات التي سجلت انخفاضاً ملموساً، إذ سجل سعر كيلو الكوسا قرابة ٥ آلاف ليرة بالمقارنة مع ١٠ آلاف ليرة كانت سجلتها في وقت سابق، فيما انخفض سعر كيلو الفاصولياء من ٣٠ ألف ليرة إلى ما يقارب ٢٠ ألفاً حالياً، كما شهدت أسعار الخضار الورقية (البقدونس والخس) هبوطاً في الأسعار بنسب تجاوزت الـ٤٠٪، في حين سجلت أسعار الأصناف الأخرى كالبندورة والبطاطا والخيار تغيرات طفيفة منخفضة بنسب لم تتجاوز ١٠-٢٠٪ فقط.
وأعاد مؤيد الخطاب تاجر خضار في السوق المركزي بمدينة الصنمين، أسباب الانخفاض الواضح في أسعار بعض الأصناف إلى دخول الخضروات البلدية المزروعة في منطقة حوض اليرموك حيز الإنتاج، وهي التي يطلق عليها بالباكورية، إذ بدأت بواكير الإنتاج من محصول الكوسا والفاصولياء تصل إلى الأسواق، ومن المتوقع أن تشهد أصناف أخرى مثل الخيار البلدي حضوراً أكبر مع بداية نضوج المحصول بعد منتصف الشهر الجاري.
وأشار الخطاب إلى أن انخفاض الأسعار شمل أيضاً الثوم الأخضر (٨ آلاف ليرة) والبصل الفريك (٣ آلاف ليرة)، وذلك بالتزامن مع بدء إنتاج هذين المحصولين في المحافظة، معرباً عن اعتقاده بأن تشهد الفترة القريبة القادمة زيادة في الكميات المعروضة من محصول البازلاء والفول مع وصول الإنتاج إلى ذروته، ما قد يسمح بانخفاض أكبر بأسعار هاتين المادتين ويتيح إمكانية توفيرها بقصد المؤونة.
وتعد الخضروات الباكورية المزروعة في منطقة حوض اليرموك غرب درعا من أهم الزراعات التي توفر سلة خضار مناسبة للسوق المحلية، وتساهم في تلبية احتياجات المستهلكين في فترة توصف بالحرجة والفقيرة نسبياً من ناحية توفر بعض أنواع الخضروات.
وحسب الروزنامة الزراعية كان من المفترض أن يبدأ طرح هذه الخضروات في الأسواق بدءاً من شهر آذار الفائت، غير أن الإنتاج تأخر هذا الموسم لأسباب عزاها أحد مزارعي المنطقة إلى الظروف الجوية، فموجة الصقيع التي ضربت المنطقة نهاية شهر شباط الماضي أبطأت عملية الإنتاج على حد قوله، وخفضت على ما يبدو من توقعات الإنتاج التي كانت تصل في مواسم سابقة إلى ٢٠ طناً من الكوسا وستة أطنان من الفاصولياء ومثلها من الخيار يومياً.
ورغم عدم توفر أرقام إحصائية رسمية عن المساحات المزروعة بالخضروات الباكورية هذا الموسم، إلا أن مزارعي المنطقة يقدرون المساحة بثمانية آلاف دونم، وهي تتركز في حقول وأودية بلدات كويا وبيت آره والشجرة وحيط، وتعتبر مصدر رزق للكثير من الأسر.