رؤية جديدة تعكس التحول من اقتصاد المعونات إلى اقتصاد استثماري مستدام

مدة القراءة 3 دقيقة/دقائق

الحرية – باسمة اسماعيل :
تبرز المشاركة الإستراتيجية للرئيس أحمد الشرع في منتدى “مستقبل الاستثمار” بالرياض كخطوة مهمة نحو رسم ملامح مستقبل اقتصادي مستدام ، وهي تعكس رؤية جديدة لتحويل سوريا إلى وجهة استثمارية واعدة، ويبرز الدور المحوري للدول الشريكة في تعزيز الاستقرار الاقتصادي والتنمية الإقليمية.

رؤية إستراتيجية لمرحلة جديدة

عميد كلية الاقتصاد في جامعة اللاذقية، الدكتور عبد الهادي الرفاعي بيّن في تصريحه لــ “الحرية” أن المشاركة التاريخية لفخامة الرئيس أحمد الشرع تُعيد رسم مكانة سوريا على الخارطة الاستثمارية، وقد مثّلت المشاركة اللافتة للرئيس أحمد الشرع في منتدى مستقبل الاستثمار بالرياض نقلةً نوعية في تصوير الوضع السوري، فلم تكن مجرد ظهور بروتوكولي، بل حملت رؤية إستراتيجية واضحة لتحويل سوريا من “دولة الأزمات” إلى “قاطرة للاستقرار والاستثمار” في المنطقة.
مضيفاً: إن فخامته أكد على محورية الدور السعودي كشريك إستراتيجي في تصميم مستقبل المنطقة، وليس مجرد داعم، مشيراً بذلك إلى الرؤية السعودية الشاملة التي تتجاوز الحدود لبناء اقتصاد إقليمي متكامل.

تحولات اقتصادية: استثمار في الموارد البشرية والبنية التحتية

وأوضح د. عبد الهادي أن الكلمة التي ألقاها الرئيس الشرع في المنتدى، حملت رسالةً داخلية قوية بضرورة التحول من اقتصاد المعونات إلى اقتصاد الإنتاج والاستثمار، مستنداً إلى الموارد البشرية والطبيعية السورية، التي تؤهلها لئلا تكون عبئاً على أحد ، كما لفت في كلمته أن الموقع الجيوإستراتيجي الفريد لسوريا كـ”بوابة للشرق” وجسر آمن للتبادل التجاري بين القارات.

شركاء وليس ممولين

وأضاف د. عبد الهادي أن الرئيس أوضح أن الدولة السورية الجديدة، وفقاً لرؤيته تبحث عن شركاء في البناء وليس عن ممولين للمساعدات، معوّلة بذلك على تكاملها الإقليمي مع المملكة العربية السعودية ودول الجوار، لتحقيق نهضة اقتصادية تكون ركيزةً للأمن الوطني.
وكذلك تحويل الصورة النمطية: السعي لتغيير نظرة المجتمع الدولي لسوريا، من دولة منهكة بالصراع إلى دولة واعدة، قادرة على أن تكون مركزاً للاستقرار والاستثمار.
كما أكد فخامته على رفض نموذج المساعدات الخارجية الذي يضعف الاقتصاد الوطني، والتركيز بدلاً من ذلك على بناء اقتصاد إنتاجي قائم على الاستثمار، لضمان الاستقلالية والنمو طويل الأمد، من خلال تسليط الضوء على المزايا التنافسية لسوريا، وأبرزها:
-الموقع الجيوسياسي: كونها ممراً لوجستياً حيوياً بين آسيا وأوروبا.
-الموارد البشرية: الاعتماد على شعبها الأصيل والمبدع كرأس مال أساسي للبناء.
-الفرص الاستثمارية: مثل القطاع العقاري ذي الطلب الكبير.

نحو مستقبل اقتصادي واعد

من خلال هذه الرؤية الشاملة التي قدمها الرئيس أحمد الشرع، تتطلع سوريا إلى إعادة بناء اقتصادها على أسس مستدامة، مع التركيز على الاستثمار الداخلي والإقليمي، وتعزيز مكانتها في المنطقة كداعم للاستقرار والتنمية.

Leave a Comment
آخر الأخبار