مشاركة سوريا بمؤتمر  مبادرة مستقبل الاستثمار  مقدمة لاقتصاد متطور عبر بوابة عربية

مدة القراءة 4 دقيقة/دقائق

الحرية – منال الشرع:
أكد الدكتور فراس شعبو الباحث والأكاديمي الاقتصادي أن موضوع المشاركة بمؤتمر مبادرة مستقبل  الاستثمار، ليست مشاركة رمزية بل  هي إعلان عن عودة سوريا إلى الدور الاقتصادي سواء العربي أو الإقليمي والعالمي وعبر  بوابة عربية بشكل أساسي.

جذب استثمارات

ونوه شعبو في تصريح لـ”الحرية” أن المشاركة بالمؤتمر تعزز مكانة دمشق ضمن الملفات العربية وتعطي حضوراً أكبر لها، على مستوى الاقتصاد في جذب استثمارات عربية وخليجية بالتحديد، فالسعودية  نقطة متقدمة للاستثمارات الخليجية وصناديق الاستثمار الخليجية، ومؤشر قوي وإيجابي للشركات والمستثمرين والدول العربية لعودة الثقة في الأسواق السورية على المدى الطويل والمتوسط على الأقل، الأمر الذي يؤدي إلى تحريك عجلة الإعمار وتوفير وظائف وإعادة التعافي الاقتصادي، وبالنهاية يمثل مرحلة من انتقال سوريا من مرحلة الأزمة إلى مرحلة البناء ومرحلة التعافي بشكل أساسي، إلى شراكة عربية وتعميق العلاقات العربية خاصة مع المملكة العربية السعودية التي هي تعتبر حجراً أساسياً للاستقرار الإقليمي، والحصول على دعم اقتصادي كبير جداً منها، وفتح المجال أمام استثمارات كبيرة جداً من صناديق الاستثمارات العامة السعودية والصناديق الخليجية في البنى التحتية والإسكان والطاقة بشكل أساسي.
ويضيف شعبو: إن استعادة الثقة الإقليمية اليوم بدمشق كمحور للاستقرار وليس كعبء سياسي، أمر مهم جداً، والحكومة تعمل على تهيئة هذه البيئة، ولكن هذا الأمر  يحتاج نوعاً ما إلى بنية تحتية، وهنا يبرز دور هذه الاستثمارات التي   ستدخل فيها السعودية لجذب رؤوس أموال عربية إلى قطاعات  أساسية، كـ(الطاقة، الإسكان، الزراعة، التعدين)، واستقطابات متوسطة، وتقديم التسهيلات وزيادة الفرص الداخلية التي تخفف من البطالة، وتعزيز النشاط الاقتصادي إلى المدن المدمرة بشكل أساسي.
وهي مقدمة أيضاً لأن تؤسس سوريا  لاقتصاد جديد متطور مبني على استثمارات تكنولوجية في كافة المجالات، فالسعودية اليوم متقدمة في مجال الاستثمارات التكنولوجية وخاصة في مجال الطاقة وفي المجال الإلكتروني أيضاً وصلت لمرحلة تعتمد على التطبيقات الذكية والرقمنة والحكومة الإلكترونية في جميع الأعمال وفي جميع مؤسساتها ما يخفف الفساد و الرشوة ويرفع كفاءة ويزيد فعالية وسرعة الأداء الحكومي، هذا إضافة إلى إمكانية أن يرتبط الاقتصاد السوري بمنصات التمويل الاستثمارية مستقبلاً.
وما إن تتم  إزالة العقوبات بشكل تام وعودة سوريا إلى ما كانت عليه في السابق من حيث القدرة على التحويل المصرفي والقدرة على  دخول الأموال وخروجها من دون أي قيود والقدرة على التصدير، تعود البلد إلى مسارها الطبيعي في ناحية الاستثمار الاقتصادي وتحسين البيئة الاقتصادية والاستثمارية.

نقطة انطلاق مهمة

من جانبه، نوه الباحث الاقتصادي محمد المحمد بأن مؤتمر مبادرة مستقبل الاستثمار  يُعد أكبر تجمع اقتصادي دولي في المنطقة، إذ يجمع نخبة من  قادة  الحكومات وصُنّاع السياسات والرؤساء التنفيذيين والمستثمرين العالميين، إلى جانب المبتكرين ورواد الأعمال، في منصة تحولت منذ انطلاقها عام 2017 إلى بوصلة ترسم أجندة الاستثمار العالمي.
واليوم مشاركة سوريا ممثلة  بالسيد الرئيس أحمد الشرع ما هي إلا نقطة انطلاق مهمة في الميدان الاقتصادي ونقلها لفضاء أوسع في هذا المجال، وفرصة ذهبية لسوريا لإعادة شبكة علاقاتها التجارية مع الدول العربية والأجنبية وإيجاد خط تبادل تجاري يعيد نبض الحياة الاقتصادية لسوريا.
ويضيف المحمد: هذا المؤتمر سينقل سوريا إلى حالة تقنية اقتصادية تستطيع من خلالها توظيف كل الإمكانيات المكتسبة منه لإنتاج فائض في ميدان العمل، ويضعها في صدارة الدول التي تنتقل من دولة تتقبل المساعدات إلى دولة مساهمة في تقديم المساعدات لدول أخرى، وهذا يقودنا إلى ضرورة وضع برنامج عمل اقتصادي وتكنولوجي مستوحى من برنامج المؤتمر ومقرراته بشكل عام .

Leave a Comment
آخر الأخبار