اقتصاد يتنفس بقلق.. أسبوع محموم بين قرارات الفيدرالي وصواريخ الشرق الأوسط

مدة القراءة 6 دقيقة/دقائق

ترجمة وتحرير: لمى سليمان:

نشر الموقع الالكتروني لبنك «‌‎«SAXO‏ الكندي للتجارة والاستثمار ملخصاً Hسبوعياً لتقلبات السوق ‏الاقتصادية حتى يوم 16/6/2025, وخلال الأيام المقبلة مؤكداً أن التوترات الجيوسياسية وعدم اليقين ‏السياسي كانتا المحرك الأساسي للأسواق العالمية هذا الأسبوع، وقد أدى الصراع الإسرائيلي_ الإيراني ‏إلى تقلبات حادة في أسعار النفط والذهب والأسهم، وجاءت بيانات التضخم الأمريكية مفاجئة، مما أنعش ‏الآمال في خفض أسعار الفائدة من قِبَل الاحتياطي الفيدرالي، إلا أن التهديدات الجديدة بفرض رسوم ‏جمركية وتقلب أسعار السلع الأساسية أبقت المعنويات هشة. وارتفعت التقلبات بشكل حاد في أواخر ‏الأسبوع مع تحول تركيز المستثمرين إلى قرار الاحتياطي الفيدرالي القادم بشأن أسعار الفائدة، ومبيعات ‏التجزئة، وأرباح الشركات الرئيسية، وواجه المستثمرون بيئةً قد تؤدي فيها عناوين الأخبار إلى تحولات ‏سريعة في المعنويات وأسعار الأصول.‏
وبحسب الموقع فقد شهدت الأسهم الأمريكية تداولات متقلبة، حيث أفسح التفاؤل الذي ساد بداية الأسبوع ‏بشأن محادثات التجارة الأمريكية_الصينية المجال لعمليات بيع مكثفة يوم الجمعة تزامناً مع الهجوم ‏الإسرائيلي على إيران (13 حزيران). وانخفض مؤشر ستاندرد آند بورز 500 بنسبة 1.1%، وناسداك ‏بنسبة 1.3%، وداو جونز بنسبة 1.8% يوم الجمعة، مدفوعةً بانخفاضات في قطاعات التكنولوجيا ‌‏(إنفيديا بنسبة 2.1%، وآبل بنسبة 1.4%)، والخدمات المالية (فيزا وماستركارد بنسبة 4%). وارتفعت ‏أسهم أوراكل بنسبة 13% بفضل أرباحها (12 حزيران)، معوضةً بذلك انخفاض بوينغ بنسبة 4.7% ‏بعد الحادث.‏
‏ وتفوق أداء قطاعي الدفاع والطاقة (لوكهيد مارتن، وإكسون، وشل)، بينما تراجعت أسهم شركات ‏الطيران والسيارات، وسجلت أوروبا أدنى مستوياتها خلال شهر (ستوكس 50 بنسبة 1.4%)، حيث ‏ارتفع قطاعا الطاقة والدفاع بفضل الطلب على الملاذ الآمن، بينما تأخر أداء البنوك والتكنولوجيا، في ‏حين تراجعت أسواق الأسهم الآسيوية يوم الجمعة نتيجةً لانخفاض المخاطر، حيث انخفض مؤشر نيكاي ‏بنسبة 1.2% ومؤشر كوسبي بنسبة 1.3%. وكان تناوب القطاعات واضحاً، حيث فضّل المستثمرون ‏الأسهم الدفاعية على أسهم النمو والأسهم الدورية بنهاية الأسبوع.‏
وكما جاء في الموقع فقد شهدت السوق تقلبات حادة أواخر الأسبوع، حيث ارتفع مؤشر التقلبات (‏VIX‏) ‏بنسبة 15.5% ليصل إلى 20.8 في 13 حزيران، وهو أعلى مستوى له في شهر مع تصاعد الصراع ‏في الشرق الأوسط، وارتفعت مؤشرات المدى القصير (‏VIX1D‏) فوق 21، لكنها تراجعت عند الإغلاق. ‏ولا يزال التقلب دون مستويات الذعر التي سُجلت في نيسان، مما يشير إلى اتخاذ مواقف دفاعية بدلاً من ‏حالة ذعر صريحة.‏
ويعكس الارتفاع المفاجئ في التقلبات تزايد المخاطر الجيوسياسية، لكن الأسواق لم تشهد الاضطراب ‏الذي شهدته خلال فترات الأزمات السابقة.‏
وبالنسبة للأصول الرقمية فقد تأثرت العملات المشفرة بتقلبات أسعارها وانخفض سعر بيتكوين بنسبة ‌‏1.4% ليصل إلى 104,200 دولار أمريكي، وانخفض سعر إيثريوم بنسبة 5% ليصل إلى 2,510 ‏دولارات أمريكية يوم الجمعة وسط اضطرابات جيوسياسية. وشهدت صناديق الاستثمار المتداولة ‏الرئيسية (‏IBIT -1.8%‎، ‏ETHA -4.3%‌‏) تدفقات خارجية طفيفة، لكن التدفقات الصافية الداخلة على مدى ‏ثلاثة أسابيع تُشير إلى استمرار الطلب المؤسسي، وتراجعت أسهم العملات المشفرة مثل كوين بيس ‏ومايكروستراتيجي، وبشكل عام، لا تزال أسواق العملات المشفرة حساسة لأهم أخبار الاقتصاد الكلي، ‏وتنتظر توجيهات الاحتياطي الفيدرالي.‏
ومع ذلك فقد استمر الإقبال المؤسسي على أدوات العملات المشفرة الخاضعة للتنظيم حتى مع تراجع ‏نشاط التجزئة نتيجة ارتفاع التقلبات.‏
وبالنسبة للعوائد الثابتة يؤكد الموقع ارتفاع عوائد سندات الخزانة الأمريكية يوم الجمعة مع ارتفاع أسعار ‏النفط؛ حيث تم تداول سند العشر سنوات عند 4.43% (ارتفاعاً من 4.36% يوم الخميس)، أدى ‏انخفاض مؤشر أسعار المستهلك الأمريكي ومؤشر أسعار المنتجين في وقت سابق من الأسبوع إلى ‏انخفاض العوائد لفترة وجيزة، لكن تدفقات الملاذ الآمن هيمنت بعد الهجمات الإسرائيلية الإيرانية. وفي ‏حين ارتفعت عوائد السندات الألمانية إلى 2.54%, انخفضت عوائد السندات اليابانية بسبب العزوف ‏العالمي عن المخاطرة، لكنها ارتفعت قليلاً قبل اجتماع بنك اليابان.‏
وقد استجابت أسواق السندات لقوى الدفع والجذب بين انخفاض التضخم وتجدد الطلب على الملاذات ‏الآمنة الجيوسياسية.‏

وفيما يخص أسعار النفط الخام والذهب, فيشير الموقع إلى ارتفاع أسعار النفط الخام بنسبة 13% لتصل ‏إلى 78.50 دولاراً أمريكياً (برنت) بعد الهجوم الإسرائيلي على إيران، قبل أن تتراجع مكاسبها، ‏وساهمت مخاطر الإمدادات حول مضيق هرمز في ارتفاع الأسعار وتقلباتها. وقفز الذهب فوق 3400 ‏دولار أمريكي بفضل الطلب التقليدي على الملاذ الآمن، وشهد البلاتين والفضة عمليات جني أرباح بعد ‏أدائهما المتفوق مؤخراً,وارتفع مؤشر بلومبرغ للسلع الأساسية بنسبة 8.3% منذ بداية العام.‏

في حين شهدت السلع الأساسية تحركات متبادلة، حيث تحوّط المستثمرون من صدمات العرض ‏والتقلبات السريعة في المعنويات.‏

وفيما يخص العملات يبين الموقع أن الدولار الأمريكي تذبذب، إذ ارتفع يوم الجمعة مع تراجع شهية ‏المخاطرة، وصل اليورو/الدولار الأمريكي إلى مستوى الدعم عند 1.15، بينما ظل الدولار/الين الياباني ‏ضعيفاً بفعل التداولات التي تحركها أسعار النفط وفروق العائدات. وقد واجهت عملات الأسواق الناشئة ‏ضغوطاً متجددة. وانخفض الين الياباني مع تدفقات الملاذ الآمن التي عززت مكاسبه لفترة وجيزة، لكن ‏ارتفاع العائدات العالمية حدّ من المكاسب.‏

وبتأكيد الموقع فإن تقلب العملات يعكس التوترات العالمية، حيث تحولت التدفقات بسرعة بين التداولات ‏التي تحركها أسعار النفط والتداولات التي تحركها العائدات.‏

Leave a Comment
آخر الأخبار