الأبواب المفتوحة.. ثلاثون عاماً من المحبة

مدة القراءة 3 دقيقة/دقائق

الحرية- حسيبة صالح :

افتتح المعرض السنوي لجماعة “السفينة” في دمشق، لتعلن أن ذوي الإعاقة ليسوا على هامش الحياة بل في قلبها.

جاء المعرض ليحوّل الإنجاز إلى احتفال، والمنتج البسيط إلى شهادة حياة. هنا، حيث تتلاقى القلوب، يقف المشاركون خلف طاولاتهم بابتسامة، يبيعون ما صنعته أياديهم، ويشعرون أن المجتمع يراهم ويحتفي بهم.

مسؤولة قسم سند ودعم العائلات ومديرة الموارد البشرية في “السفينة” لينا كيبوركيان، تحدثت لـ”الحرية” عن البيت الثاني للسفينة، الذي يحتضن خمس بنات وأربعة شباب مع خمسة مساعدين، يعيشون فيه حياة يومية تشبه العائلة، يتشاركون ترتيب البيت، إعداد الطعام، والأنشطة، ليصبح المكان أكثر من مجرد مأوى؛ إنه بيت يزرع الأمان والانتماء ويمنح معنى جديداً لكلمة “العيش المشترك”.

تقول كيبوركيان: “هذا البيت كان البداية، ومنه انطلقت المشاغل التي تحوّل الورق المعاد تدويره إلى بطاقات ولوحات فنية تحمل بصمة من لا يُنسى”. وتضيف: بعد أن امتدّت أيادي الخير وتبرعت لهم ببيت ثانٍ، من هنا بدأ توسع المشغل وانضمام إعداد جديدة من ذوي الإعاقات الذهنية الكبيرة والمتوسطة، ولكنهم غير مقيمين يتم نقلهم بالباصات وإعادتهم لبيوتهم بالباصات، ليشاركوا في العمل والإبداع والنشاطات التي تقيمها السفينة.

كما تؤكد كيبوركيان أن الهدف من المعرض ليس الكمية، بل الكرامة والمشاركة. كل معرض يتحول إلى احتفال بالإنجاز، حيث يبيع المشاركون منتجاتهم ويشعرون بفرح الانخراط في المجتمع، وكأن كل قطعة ورقية أو شوكولا هي شهادة حياة. وتضيف: “السفينة اليوم تحتفل بعيدها الثلاثين، وما زلنا نزرع المحبة ونبني شبكة دعم تمتد بين الأهل والمراكز الأخرى لنضمن لكل شخص مكاناً يليق به”.

 

أصوات من القلب

رغد القران، مصابة بمتلازمة داون، عبّرت عن سعادتها بالمشاركة في المعرض، وقالت إنها تعتبر كل من في السفينة إخوتها، وأهدت السوريين رسالة حب: “كل عام وأنتم بخير… سوريا هي الحب.” أما قمر، فكانت تصنع الشمع بطريقة فنية، وتشكر رفيقاتها اللواتي يساعدنها ويقفن معها في كل نشاط.

اليوم، ومع عيدها الثلاثين، تحتفل “السفينة” بثمارها التي تجسدت في وجوه مبتسمة، وأيادٍ تعمل بحب، وقلوب وجدت مكانها في هذا العالم. إنها ثلاثون عاماً من زرع المحبة، بفضل مجلس الإدارة والمتبرعين، وبفضل كل من آمن أن الكلمة الطيبة والعمل الصادق يمكن أن يغيّرا حياة إنسان.

الأبواب المفتوحة.. ليست معرضاً فقط، بل نافذة على عالم من الحب والكرامة، وبيت لا يغرق لأنه يبحر بالمحبة.

Leave a Comment
آخر الأخبار