“الأمير والحوت الزهري”.. حكاية عربية تعبر إلى العالم

مدة القراءة 4 دقيقة/دقائق

الحرية – أحمد محمود الباشا:

يسعى الكتّاب دائماً إلى نشر أعمالهم الأدبية بمختلف فنونها لتصل إلى أوسع شريحة ممكنة من القرّاء، ولا يتحقق ذلك على نحو فعّال إلا عندما تُترجم هذه الأعمال إلى لغات أخرى.

واليوم نقف عند تجربة الكاتب أمين الساطي الذي، رغم بدايته المتأخرة في عالم الكتابة، قدّم مجموعة واسعة من الأعمال المتنوعة والممتعة، ونقل القارئ بين عوالم الخيال واللاواقعية والأحلام، سواء في قصصه القصيرة أو الطويلة أو رواياته.

ومن بين أعماله اللافتة، كتب الساطي للأطفال قصة “الأمير والحوت الزهري” التي ترجمها إلى اللغة الإنكليزية بهدف إيصالها إلى ثقافات متعددة، وهو ما لاقى ترحيباً كبيراً لدى القرّاء، وقد شجّع هذا النجاح الكاتب على المشاركة بالقصة المترجمة في معرض الشارقة الدولي للكتاب في دولة الإمارات العربية المتحدة، حيث كان حضوره مميزاً وترك بصمة واضحة بين الكتّاب والقاصين العرب.

ملخص القصة

تبدأ الحكاية عندما يقيم الملك حفلاً لابنه الأمير يودا في عيد ميلاده الحادي عشر، ويضع أمامه إحدى عشرة شمعة وحوتاً صغيراً من البورسلين رمزاً لعمره وبرجه. يثير الحوت فضول الأمير، فيسأل أستاذه عنه، فيخبره بأنه حيوان بحري ضخم يتنفس عبر رئتين مثل البشر، ومن شدة تعلقه بالحوت الزهري، يتمنى الأمير رؤيته في الواقع.

في صباح اليوم التالي، يتوجه الأمير إلى الميناء حيث يلتقي حصاناً يُدعى برونو يستطيع التحدث كبقية البشر، يوافق الحصان على إيصاله إلى البحر مقابل قطعة ذهبية، وفي الطريق يسأل الأمير رجلاً عجوزاً عن مكان السفينة التي يستخدمها الصيادون لصيد الحيتان، فيطلب منه العجوز قطعة ذهبية أخرى مقابل المعلومة، يصل الأمير إلى السفينة ويطلب من قائدها مرافقته في رحلة الصيد، فيرفض بدايةً، لكنه يوافق بعد أن يمنحه الأمير خاتماً مرصعاً بالألماس.

تنطلق السفينة في اليوم التالي، وتمضي ساعات طويلة دون ظهور أي حوت، ما يبعث الراحة في نفس الأمير رغم شغفه برؤية الحوت الزهري، لكن أحد الصيادين يصرخ معلناً اقتراب حوت، فينطلق الصيادون بقوارب صغيرة لمهاجمته، عندها يطلق الأمير المدفع الأمامي لتحذير الحيتان من الخطر، فتقوم الحيتان بقلب القوارب، ثم يطلق المدفع الخلفي لتنبيهها مرة أخرى، فتغرق السفينة بالكامل.

يرى الحوت الزهري أن الأمير الصغير أنقذهم من الموت، فيقترب منه ويحمله على ظهره إلى شاطئ آمن، يتابع الأمير طريقه عائداً إلى القصر، فيلتقي الحصان برونو الذي يخبره بأن الملك وأسرته يبحثون عنه، فيعيده إلى القصر حيث يعتذر لوالديه ويعدهما بعدم الخروج دون إذن، ويكفيه أنه حقق حلمه برؤية الحوت الزهري.

رسالة القصة

تحمل القصة قيماً تربوية مهمة للأطفال، أبرزها ضرورة استشارة الوالدين قبل القيام بأي خطوة، إضافة إلى تعزيز مفاهيم الشجاعة، والرحمة، والامتنان، وقد نجح الكاتب الساطي في إيصال رسالته إلى القارئ، سواء بشكل مباشر أو عبر توجيه الأهل لأطفالهم.

وتُعد ترجمة هذه القصة إلى اللغة الإنكليزية خطوة مهمة في مسار الكاتب أمين الساطي نحو توسيع دائرة انتشار أعماله، وفتح نافذة جديدة للأدب العربي على القارئ الغربي.

كما تشكّل التجربة نموذجاً عملياً لكيفية انتقال الأدب الموجّه للأطفال من بيئته المحلية إلى فضاءات ثقافية أوسع، بما يعزز حضور السرد العربي في المكتبات العالمية ويعرّف القرّاء على خصوصيته الفنية والإنسانية.

Leave a Comment
آخر الأخبار