الحرية – محمد زكريا:
رغم المطالبات والتعاميم المتكررة من الإدارة العامة لبنوك الدم، لفروعها بالمحافظات بضرورة التقييد بإعفاء مرضى التلاسيميا من إحضار متبرعين بالدم لهم، وذلك تسهيلاً وخدمة لهم، لاسيما وأن المريض الواحد يحتاج إلى تجديد دمه مرتين خلال الشهر الواحد، ورغم تأكيد التعاميم الصادرة بهذا الخصوص من قبل الإدارة المركزية لبنك الدم، إلا أن بعض الفروع، لاسيما فرع حمص لبنك الدم، له رأي مخالف ومغاير لتكك التعاميم حيث لا يزال يصر على إلزام مرضى التلاسيميا بمحافظة حمص، على إحضار معهم متبرعين وإلا يتم حرمان من لم يتقيد بتعليمات الفرع،
إلزام وليس إعفاء
وفي التفاصيل يروي أحمد أبو كنعان أن ثلاثاً من أبناءه مصابين بالتلاسيميا، ومسجلين بمركز التلاسيميا بحمص منذ خمسة عشر سنة، مبيناً أن إدارة مركز التلاسيميا بحمص لم تقصر مع المرضى، حيث تسعى إلى تأمين مستلزمات المريض المخبرية والطبية وإلى غير ذلك، إلا أن المشكلة التي تواجه مرضى هذا المركز، حسب رأيه هي الشروط التي يضعها بنك الدم بحمص حيث يطلب من مرضى هذا المركز، إحضار متبرعين معه وإلا ليس بمقدوره الحصول على الدم، إضافة إلى إحضار المريض أو مرافقه شخصياً لاستلام الزمر الدموية وهذا مكلف ومجهد، وبين آخرون مما التقتهم صحيفة ” الحرية ” أن الخدمة الطبية والتمريضية والمخبرية لدى المركز جيدة، لكن يشوبها ضيق المكان حيث لا يتسع سوى لعشرة مرضى في حين يستقبل بحدود 30 مريض يومياً، مؤكدين على أن مشكلتهم تكمن بالقرارات الشفهية الصادرة عن بنك الدم فرع حمص والمتمثلة في إحضار متبرعين
تعاون مسؤول
المدير العام لبنوك الدم في سورية الدكتور مصطفى الجازي أبدى استغرابه حيال ما أشرنا إليه.. ! المهم أنه لم يتوانى في متابعة ومعالجة المشكلة، وبالتالي سيتم التأكيد على فروع البنوك الدم بالمحافظات التقيد بالتعاميم الصادرة لمرضى التلاسيميا، وبين الجازي في تصريح لصحيفتنا ” الحرية ” أن الإدارة المركزية لبنوك الدم، تعمل بشكل مستمر على تأمين كافة الزمر الدموية للمرضى، ولاسيما لمرضى الامراض المزمنة، ومنها التلاسيميا، حيث تقوم الإدارة بتوجيه فروعها بالمحافظات بعدم إلزام مرضى التلاسيميا بإحضار متبرع بديل عند صرف الدم، وذلك نظراً لطبيعة مرضى التلاسيميا واحتياجاتهم الدائمة للدم، ولتخفيف الأعباء عليهم، مبدياً تعاونه التام ، وبالتالي سيتم التأكيد من جديد على كافة فروع البنك بالمحافظات للتعاون وتطبيق التعاميم الصادرة بهذا الخصوص وذلك لتسهيل عملية تسليم الدم لمرضى التلاسيميا.
لضبط المخزون
وبخصوص تسليم زمر الدم باليد للمريض، أوضح الجازي أنه لعدة اعتبارات منها هو لتخفيف الهدر، وتوجيه الدم بالطريقة الصحيحة لهؤلاء المرضى ليوصلهم بالشكل المناسب وبالكمية المناسبة، وحتى يكون في توافر بالزمر الدموية بشكل مستمر في بنوك الدم، منوهاً إلى أن ذلك يأتي ضمن حملة إجراءات وسياسات جديدة يتم العمل عليها، كما أن من إيجابيات تسليم الدم باليد هو لضبط المخزون من الزمر الدموية، ولضبط الصادر مع الوارد من الزمر الدموية، بحيث تكون الأمور منضبطة نوعا ما بصرف الوحدات الدموية.
مشروع التبني الدموي
رئيس دائرة الأمراض المزمنة بوزارة الصحة الدكتور ياسر مخللاتي أشار إلى أن بنوك الدم هي المسؤولة عن تأمين الدم لمرضى التلاسيميا، حيث يصل عدد المرضى في سوريا حوالي 6 آلاف مريض، موزعين بكافة المحافظات السورية، موضحاً أن جميع مراكز التلاسيميا بالمحافظات تقدم الخدمات الطبية والتمريضية والمخبرية للمرضى بالمجان، مشيراً إلى أن غالبية الكوادر التي تعمل ضمن هذه المراكز هي من أصحاب الخبرات والسمعة الطيبة، وهم يخضون لدورات تأهيلية لجهة التعامل مع المرضى، ولم يخف مخللاتي حالة ازدياد الطلب على الدم قبل فترة الأعياد والعطل، حيث أغلب المرضى يأتون قبل العطل من أجل تأمين العلاج لهم، تفادياً من حصول مضاعفات خلال فترة العطل، منوهاً إلى أن الوزارة تعمل على مشروع التبني الدموي والذي يهدف إلى إيجاد متبرعين أصلاء دائمين، كما ان الدور الرئيسي في ذلك هو التوعية والتثقيف.