الابنة لم تخرج من البيت منذ ٤٥ عاماً.. عائلة في إدلب تستغيث..أربعة منها معوقين

مدة القراءة 5 دقيقة/دقائق

الحرية – علام العبد :

على أطراف مدينة سرمدا في ريف إدلب الشمالي، تعيش عائلة سورية، من ضمنها أربعة أشخاص معوقين واحدة منهم طريحة الفراش لم تخرج من البيت منذ ٤٥ عاماً، تعيش وضعاً معيشياً صعباً في ظل ظروف اجتماعية قاسية، أجبرتهم الحرب التي أشعل نيرانها النظام البائد على مدى ١٣ عاماً  على الفرار والنزوح من مسقط رأسهم في قرية الوسيطة بريف إدلب الشرقي التابعة لناحية أبو الظهور واللجوء إلى مدينة سرمدا درة الشمال السوري.

هذه العائلة المنكوبة ومن على باب خيمة تسكنها، تناشد الجهات المعنية والمنظمات الدولية للشؤون الإنسانية للتدخل العاجل من أجل مساعدتها على تجاوز محنتها التي تعيشها اليوم، وخصوصاً أن العائلة تضم أربعة أفراد من ذوي الاحتياجات الخاصة بحاجة ماسة إلى رعاية خاصة.

دموع سقطت من عينيه وذرفت بغزارة. يحدثنا رب العائلة محيي الدين عمر الابراهيم “أبو خالد” وسط بحة صوت كاد أن يختفي للحرقة التي تجتاحه في ملاصقة دائمة لأبنائه الأربعة المعوقين، هناء ابنة الـ٤٥ عاماً حبيسة الفراش منذ أن ولدت، ووليد ابن الـ ٢٦ عاماً،  وحليمة ابنة الـ ١٧ عاماً، ووجيهة ابنة الـ ٣٥ عاماً، كلهم من ذوي الاحتياجات الخاصة،وجميعهم يعيشون اليوم بعد نزوحهم تجمعهم داخل خيمة من مخيمات القهر والعذاب.

وفي هذا الصدد، أكد الابراهيم الأب أنه يسكنو أبنائه وحفيدته المعوقون في خيمة لا تغني من جوع ولا تحمي من برد، تفتقد لأدنى مقومات الحياة الكريمة، فالبرد يحاصرهم من كل حدب وصوب، فالخيمة غير مهيأة لاحتياجات قاطنيها المعوقين.

وما يزيد الطين بلة وحجم المعاناة اليومية، أن  مسؤولية العائلة- حسب ما ذكر الأب- عليه بشكل كامل ، فليس لهم معيل سواه بعدما توفيت زوجته وقد تجاوز من العمر ٧١ عاماً، وهو يتولى بمفرده رعاية أبنائه ومعهم حفيدته المعوقة أيضاً رغم وضعه الصحي المتدهور.

ويؤكد في حديثه لصحيفة الحرية، أن الوضع يزداد سوءاً مع مرور الوقت، وخاصة في ظل انعدام الإمكانيات اللازمة للتكفل بهذه العائلة المعوقة وغياب الموارد الضرورية لتوفير الأدوية والعلاج المناسب، وفي هذا السياق وجهت العائلة نداء عاجلاً إلى المنظمات الدولية الإنسانية العاملة في سوريا للتدخل الفوري بقصد تحسين أوضاعها المعيشية، مطالبين بالحصول على سكن لائق مهيأ خصيصاً لذوي الاحتياجات الخاصة، بالإضافة إلى توفير الدعم الاجتماعي والصحي الضروري.

وأوضح الإبراهيم أن استمرار الوضع الحالي للعائلة يشكل تهديداً مباشراً لحياة أفرادها، و لاسيما مع تقدم سن الأب المعيل الوحيد لأبنائه المعوقين، فقد أصبح عاجزاً عن تلبية احتياجاتهم اليومية التي تزداد يوماً بعد يوم في ظل غياب الدعم المؤسساتي.

ويعرب الابراهيم عن أمله في أن تجد صرخته هذه آذاناً صاغية لدى الجهات المعنية من أجل التدخل العاجل لوضع حد لمعاناتهم، وتمكينهم من العيش في ظروف تحفظ كرامته وكرامة أبنائه المعوقين . وينتظر أن تلقى هذه القضية اهتماماً من الجهات المعنية،و خاصة ،أنها تتعلق بفئة هشة تحتاج إلى رعاية مستمرة وفق ما تنص عليه البرامج الاجتماعية التي تستهدف ذوي الاحتياجات الخاصة.

الناشط والمنسق الإعلامي في مجال العمل التطوعي والإنساني أسامة راغب كل، كونه من أبناء مدينة سرمدا ومطلع ومتابع لوضع عائلة المعوقين الأربعة، يبين أنه منذ لجوء هذه العائلة إلى مدينة سرمدا لم ولن يألو المجتمع المحلي في المدينة جهداً في سبيل دعمها ومساندتها، ولكن هذا لا يكفي، إذ بات من الضروري على الجمعيات والمنظمات الإنسانية إيلاء هذه العائلة أهمية خاصة وعلاجية وتقديم العون والمساعدة لتحقيق الاندماج في أسرهم ومجتمعاتهم .

وأكد في تصريح لصحيفة الحرية على ضرورة تحمل المنظمات والجمعيات الخيرية والإنسانية مسؤولياتها تجاه ذوي الاحتياجات الخاصة، وإيجاد طرق فعالة للمضي في تقديم رسالتهم النبيلة.

ولفت إلى أن المساعدات الإنسانية لهذه العائلة حالياً متوقفة، وهي بحاجة ماسة لتأمين الحفاضات وغيرها، والعلاج الفيزيائي لثلاثة منهم قد يفيدهم في الحبو على الأيدي والركب، كما أن حفيده العائلة بعمر خمس سنوات مصاب بسرطان بالدم, يرافقه والده عند المعالجة في تركيا، ويعمل ببيع المحارم بجانب المشفى لتأمين قيمة الدواء لابنه.

وشدد “كل” على أهمية التشاركية بين الجهات الرسمية والخاصة وشرائح المجتمع المحلي لتحسين الظروف للأشخاص ذوي الاعاقة لتحقيق الدمج الشامل بين المجتمع المحلي وذوي التحديات الحركية. من خلال برامج شاملة تمكنهم من التمتع بحياة طبيعية لائقة مع مستوى أكبر من الاستقلالية والحرية والاعتماد على الذات، وتطوير قدراتهم للاندماج في مجتمعهم بطريقة سليمة دون عقبات.

Leave a Comment
آخر الأخبار