الاحتفال بكبار السن .. سلوك يومي وقيمة إنسانية وأخلاقية..

مدة القراءة 4 دقيقة/دقائق

الحرية- دينا عبد:

يصادف الأسبوع الأول من شهر أكتوبر “اليوم العالمي للاحتفال بكبار السن” الذين يعتبرون محوراً أساسياً في بناء المجتمعات والحفاظ على هويتها، فالعائلة هي الخلية الأولى التي تنشئ الأفراد وتغرس فيهم القيم والأخلاق، بينما يحمل كبار السن كنوز الحكمة والتجارب التي لا تقدر بثمن، فالعلاقة بين العائلة وكبار السن تكاملية أساسية لبناء مجتمع متماسك وقوي.

فهي ليست مجرد علاقة عاطفية أو اجتماعية، بل هي أساس لترسيخ القيم والأخلاق، ونقل المعرفة والتجارب، وتعزيز الشعور بالانتماء والمسؤولية بين الأجيال.

اختصاصية اجتماعية: الاحتفال بالمسنين  محطة للتوقف عند أفضالهم والتذكير بدورهم في بناء المجتمع وغرس ثقافة الوفاء في نفوس الأجيال الجديدة.

“الحرية” قامت باستطلاع آراء عدد من المواطنين للتعرف على مكانة كبار السن في مجتمعنا وكيفية الوقوف على احتياجاتهم ورعايتهم بالشكل الصحيح  انطلاقاً من التمسك بتعاليم ديننا وعاداتنا وتقاليدنا الأصيلة.

يجب تقديرهم

تصف هبة جبارة (موظفة) وجود كبار السن في حياتنا بنعمة كبيرة يجب تقديرها والاهتمام بهم لأننا تعلمنا الكثير منهم لجهة العلم والأصول والمعارف والكثير من الأمور النافعة في هذه الحياة لذا يجب تكريمهم  وذلك عن طريق منحهم المزيد من الاهتمام، وتقدير مساهماتهم وإنجازاتهم السابقة في خدمة مجتمعاتهم.

رعايتهم من الخصال الحميدة ..

السيدة روضة بينت أن كبير السن يعيش تحت ضغوطاُ نفسية كثيرة لإحساسه بالضعف، وبحاجته إلى المساعدة والعون، وتخفيف هذه الضغوط عنه مسؤولية كل من حوله، فأبناؤه مطالبون أن يشعروه بأنه لا يزال كما هو المسؤول وصاحب الرأي والمشورة في العائلة، وبأن هذه المرحلة من العمر من سنن الحياة يمر بها كل إنسان، لذلك عليه ألا يخجل من طلب المساعدة إذا أراد قضاء الحاجة أو عند الاستحمام وتبديل الملابس، وإن كان كبير السن قد دخل في مرحلة متقدمة من الشيخوخة بحيث لم يعد يعي ما حوله، فعلى ذويه انتهاز الفرصة لأخذ الأجر والثواب من الله بسبب القيام على رعايته حق الرعاية وعدم إهماله، فهو أمانة الله بين أيديهم.

‏وأضافت: لدينا الوعي برعاية كبير السن، وبر الوالدين ، لأننا تربينا على هذه الخصال الحميدة والسجايا الرفيعة.

تكريم المسن قيمة إنسانية

الاختصاصية الاجتماعية والتربوية د. يارا أحمد بينت خلال حديثها لصحيفة الحرية أن  مرحلة الشيخوخة هي من أسمى المراحل العمرية التي يصل إليها الإنسان، فهي ثمرة سنوات طويلة من العطاء والعمل والتضحيات في سبيل أسرهم ومجتمعاتهم .

إن كبار السن هم جيل الخبرة والحكمة وهم الذاكرة الحية التي تحفظ قيمنا وتاريخنا ومن واجبنا أن نرد لهم بعضاً مما قدموه.

مشيرة أن تكريم كبار السن ليس مجرد احتفال رمزي في يوم محدد بل هو سلوك يومي وقيمة إنسانية وأخلاقية يجب أن تترسخ في تعاملنا معهم فإحاطتهم بالاحترام والتقدير وتوفير الرعاية الصحية والنفسية والاجتماعية لهم يعكس إنسانيتنا ويؤكد صلة الرحم وروح التضامن الاجتماعي.

الاحتفال بالمسنين يُعد محطة للتوقف عند أفضالهم والتذكير بدورهم في بناء المجتمع وغرس ثقافة الوفاء في نفوس الأجيال الجديدة كما أنه فرصة لتسليط الضوء على احتياجاتهم وحقوقهم وتعزيز الوعي المجتمعي بأهمية دمجهم في الحياة الاجتماعية ومنحهم مساحة للمشاركة الفعالة.

ونوهت أن واجبنا كأبناء ومؤسسات ومجتمع أن نكون سنداً لهم نشعرهم بالأمان والطمأنينة ونحفظ مكانتهم بيننا فبر الوالدين ورعاية كبار السن ليس فقط واجباً دينياً وأخلاقياً بل هو أيضاً استثمار في إنسانيتنا ومستقبلنا فكما نعاملهم اليوم سيعاملنا الجيل القادم غداً.

Leave a Comment
آخر الأخبار