الأسبوع العالمي لريادة الأعمال بانطلاقته الأولى في سوريا

مدة القراءة 6 دقيقة/دقائق

الحرية _ لمى سليمان:

انطلقت اليوم فعاليات الأسبوع العالمي لريادة الأعمال وللمرة الأولى في سوريا تحت شعار “معاً نبني” لتنضم بذلك إلى أكبر احتفالية لريادة الأعمال حول العالم.
وتهدف فعاليات هذا المؤتمر إلى الاحتفاء بثقافة ريادة الأعمال ومناقشة القضايا الاقتصادية، واضعة البلد على خارطة الابتكار العالمية، إضافة إلى تعزيز دور المرأة الريادي والتركيز على قضايا الاستثمار والآثار المجتمعية.
وفي تصريح لـ”لحرية” قال ميخائيل أونماخت رئيس بعثة الاتحاد الأوروبي إلى سوريا: مشاركة سوريا في فعاليات الأسبوع العالمي لريادة الأعمال تشكل رمزاً لعودة سوريا إلى المجتمع العالمي وخاصة في المجالات الاقتصادية والتنموية، مؤكداً أن وجود الشركات الجديدة ورواد الأعمال إضافة إلى وجود الشباب والشابات والعديد من المؤسسات في سوريا هو أمر مميز ومشجع جداً.
وحول نظرة الاتحاد الأوروبي إلى سوريا الجديدة والخطوات التي يمكن تقديمها لدعم رواد الأعمال والمبتكرين فيها، قال أونماخت: إن التطور الاقتصادي أساسي لمستقبل سوريا الجديدة وهناك الكثير من الإمكانيات فيها وهذا المنتدى هو دليل بدء عملية التطورات الاقتصادية، وبعد مرور ١٤ سنة من الكارثة الإنسانية والاقتصادية في سوريا، يجب النهوض بها وهو ما يحتاج بدوره إلى رفع العقوبات الاقتصادية عن سوريا، وهو ما سنراه قريباً فيما يتعلق بقانون قيصر.
كما نحتاج إلى بيئة مناسبة للاستثمار وللأنشطة الاقتصادية، وأيضاً نحتاج مشاركة كل السوريين و السوريات في هذا المشروع الكبير و المميز.

رئيس بعثة الاتحاد الأوروبي لـ”الحرية”: أنا متفائل ولدي أسباب كثيرة..التطور الاقتصادي مهم لمستقبل سوريا الجديدة

ويؤكد أونماخت أننا سنرى كوادر قانونية ستسهل الاستثمار الداخلي والخارجي وهناك تطورات جيدة من حيث عودة نظام swift  إلى البنوك.
وكما يراها أونماخت فهي بداية جيدة من أجل مستقبل أكثر نمواً اقتصادياً ومشاركة الشباب والمرأة في الاقتصاد وهو أمر هام جديد في مسار التطوير.


وحول إقرار أي خطة من الاتحاد لدعم مشاريع الابتكار الجديدة للشباب السوري، أجاب أونماخت بأن لدى الاتحاد الأوروبي فكرة عن البرنامج الجديد وهناك مناقشة مع السلطات حول كيفية العمل المشترك بغية التقدم.
ففي السنوات السابقة لم يكن هناك أي تواصل مع النظام السابق ولكن الآن هناك حكومة جديدة ومن المهم القيام باتفاقيات مع كل الحكومات حول العالم كله، وبدأت المناقشات ولدينا رؤية مشتركة للسنة المقبلة حول إمكانية مساعدة الاتحاد الأوروبي وهو ما يشكل تغييراً كاملاً بسياسة تعامل الاتحاد الأوروبي مع سوريا.
وركز أونماخت على أهمية القطاع الخاص بعملية الاستثمار لأن الاستثمارات اللازمة لإعادة بناء سوريا لا تأتي فقط من القطاع العام وميزانية الدولة والمساعدات الدولية وإنما مساهمة القطاع الخاص السوري والعربي والدولي والتطورات القادمة ستسهل حدوث هذه الاستثمارات.
ويظهر أونماخت تفاؤلاً كبيراً بأن في سوريا فرصة جديدة لتكون شمولية تحتضن كل المكونات وسنرى خطوات متتابعة نحو التقدم والتطور.
بدوره قال فادي بشارة رئيس مجلس إدارة  startup لـ”الحرية” إن البداية كانت بأكثر من ٥٠٠ مشارك من سوريا مع ٣٠٠ مشروع وتهدف المنظمة إلى إنجاز المشاريع لمساعدة الداخل السوري في تجاوز بعض عقباته، فالهدف الأساسي ليس الربح المادي وإنما اعتماد حلول تقنية مبتكرة وأفكار جديدة لتحسين وتطوير سوريا، والمشروع يمتد على كافة المحافظات السورية محتضناً كل الشباب والشابات السوريين المهتمين وحتى المراهقين ممن لديهم أفكار مبدعة لجمعهم باسم العمل والشغف للبدء بمشاريع صغيرة وتحويلها من لا شيء إلى شيء للمساهمة في تطوير الاقتصاد السوري.
بدوره أكد ماثيو روكيت مدير Mercy corps المشاركة في سوريا لـ”الحرية” أنه مع حلول الذكرى السنوية للتغيير الذي حصل في سوريا هو دليل على حافز و قدرة الشعب السوري على إقامة مثل هذا الحدث الكبير مع اقتراب هذه الذكرى و يدل على حيوية كل القطاعات في سوريا وقدرة الحكومة وكذلك القطاع الخاص للعمل معاً لضمان مستقبل أفضل لسوريا.
وكما يرى روكيت في سوريا الجديدة الأمل والفرص الكثيرة على الرغم من التحديات ولكن الأمور تتطور نحو الأفضل و بإمكاننا الشعور بكل هذه الطاقة في دمشق باختلاف كبير عن السنوات السابقة وهو ما يظهر بأن لا حدود للشباب السوري والعقول العظيمة التي تستطيع أن تخلق الظروف المناسبة لكل الاستثمارات وسيكون هناك الكثير من الاستثمارات قريباً.


وبرأي روكيت فإن القطاع الزراعي هو من أهم الفرص للاستثمار في سوريا ويجب العمل على تجديد الأراضي والتربة وكذلك البنى التحتية وقطاعات الطاقة.
بدورها تحدثت دانيا اسماعيل إحدى مؤسسي منظمة “جسور” المشاركة في المنتدى عن عمل المؤسسة لدعم الشباب السوري في مجالات مختلفة أهمها التعليم.

بشارة: الهدف هو اعتماد الأفكار المبتكرة لتطوير سوريا

وبدأت المنظمة منذ ٢٠١١ بتقديم الدعم من خلال برنامج إرشادي تعليمي لطلاب الجامعات السوريين وكذلك برنامج منح ومن ثم مدارس للاجئين في لبنان، ومن ثم مشروع ريادي لإقامة دورات تدريبية مكثفة لرواد أعمال سوريين، ويتم العمل حالياً لإدخال هذا البرنامج، الذي أطلق العديد من الشركات والمديرين الناجحين، إلى سوريا لتعذر الأمر سابقاً والمهم هو تدريب الشباب على القدرات الأساسية لرواد الأعمال لفهم أصول تقديم العروض ووضع القوائم المالية وتسجيل الشركات بطريقة رسمية، ويتم العمل على برنامج جديد لتجهيز الشركات الناشئة لتستطيع تقديم شركاتها للطرح مع المستثمرين والتركيز على وصول المستثمرين لداخل الشركات في سوريا.
وبالتعاون بين وزارة الاتصالات وتقانة المعلومات ومنظمة “ستارت اب”، تستمر فعاليات أسبوع ريادة الأعمال حتى الثلاثين من الشهر الجاري موزعة على 25 مدينة وبلدة في سوريا، متضمنة أكثر من 75 نشاطاً ومتزامنة مع الفعاليات المقامة في العديد من دول العالم.

Leave a Comment
آخر الأخبار