الاستثمار في التنمية البشرية قبل أي تنمية أُخرى.. الصعب العسير؟

مدة القراءة 3 دقيقة/دقائق

الحرية – محمد فرحة:

من أسهل حركات البناء وإشادة المصانع هو بناء ناطحات السحاب والمنشآت والجسور ، لكن بناء الإنسان هو الصعب العسير ، فكم نحن اليوم أحوج إلى بناء الناشئة والاستثمار البشري لبناء رجال المستقبل والتي هي أغلى وأثمن الثروات جميعا ، من هنا نرى أن الاستثمار في مجال التنمية البشرية أو الإنسانية من أعظم وجوه الاستثمار.
لماذا ؟
لأن الإنسان ثروة دائمة وغير قابلة للنضوب.. كما بقية الثروات كالنفط والحديد والغاز والفوسفات.. فالإنسان هو صانع الحضارة ولذلك فهو صانع التنمية، وإليه يجب أن ترتد عوائد ونتائج الجهود التنموية.
بمعنى أوضح ما الفائدة أن يكسب الإنسان كل ثروات الأرض ويخسر نفسه ، فما نسمعه اليوم من أحاديث بعض أركان حكومتنا ووسائل إعلامنا بأن جلَّ الاهتمام يتجه نحو النهضة العمرانية وتنميتها بخطى أسرع وتركيز أكبر من الجهود نحو التنمية البشرية وفي المجال الإنساني، بل هناك من يتحدث عن السياحة، ولذلك نرى من الأولوية اليوم التركيز البالغ والشديد على التنمية البشرية / جيل الناشئة / وإعداده الإعداد السليم أو على الأقل أو من القليل تحقيق نوع من التوازن بين جهود التنمية الاقتصادية والتنمية الإنسانية،
لكن كيف؟
الجواب: من خلال نشر العلم والمعرفة والتعليم الجيد والمتميز ونشر الثقافة الرفيعة والاهتمام بالآداب والعلوم والفنون والعناية بصحة الإنسان الجسمية والنفسية وبقيمه ومعاييره الأخلاقية.. والوطنية والروحية لتكوين الشخصية السوية.

يقول الخبير مهنا المحمد: إذا ما أردنا النهوض بأي خطوة تنموية علينا أولاً التركيز على التنمية البشرية والتحيز إليها بأكبر قدر ممكن، وباقي الاستثمارات التنموية كالبناء وإعادة الإعمار والتنمية الزراعية المستدامة فجميعها تحصيل حاصل فهي السهل اليسير ، ولكن بناء البشر بمختلف أعمارهم وتحديداً الناشئة منهم يعني في التنمية البشرية الصعب العسير ..
وزاد الخبير الاقتصادي مهنا: علينا أن نغيَّر من مناهج وأساليب حياتنا التي كانت سائدة في العقدين الماضيين وأن نرشّد جهود التنمية، بحيث يتلقى الجيل تعليماً جيداً وراقيا وحضارياً وفقاً لأحدث نظم التعليم ، من منابعها الفكرية ، وعند ذلك كل الاستثمارات الأخرى تأتي تباعاً ، ويتطور الاقتصاد ويزدهر من خلال التنمية المستدامة للقطاع الزراعي والاستثمار به من خلال اتباع سياسات زراعية رشيدة ، تعتمد على التكنولوجيا العلمية الحديثة .
خاتماً حديثة بضرورة ربط التنمية الثقافية بالتنمية البشرية والاقتصادية ..
الخلاصة: إن دور التنمية البشرية والاستثمار فيها هو قمة الاستثمار وواجهة كل الاستثمارات، ولا ضير أن نستفيد من التجارب التنموية الناجحة لدول آسيا وأن نهتم ببناء الإنسان قبل الاهتمام ببناء الحجر.. عند ذلك سيزدهر البلد قوة وحصانة ومنعة في وجه كل تحديات العصر..

Leave a Comment
آخر الأخبار