الاستزراع السمكي في صنوبر جبلة.. مشروع فردي يتحول إلى مصدر دخل

مدة القراءة 2 دقيقة/دقائق

الحرية ـ نهلة أبوتك:

في قرية صنوبر جبلة الواقعة قرب مصب نهر الصنوبر والذي يتلاقى فيها النهر بالبحر ، أطلق ابن قرية الصنوبر  أيوب خليل مبادرة  فردية بسيطة سرعان ما تحولت إلى مشروع منتج يعتمد على استزراع الأسماك في أحواض إسمنتية تغذيها مياه النهر، لتشكل تجربة ريفية ناجحة تحقق دخلاً ثابتاً لأسرته، وتقدم نموذجاً فعّالًا للتنمية الذاتية في الأرياف.

البيئة تخدم المشروع

اختار خليل موقع مزرعته بعناية. فمصب النهر الذي يمر بجوار القرية يتمتع بخصائص بيئية مميزة، مثل توافر المياه بشكل دائم وملوحة معتدلة تسمح بتربية أنواع متعددة من الأسماك، منها المشط والكارب والبوري. هذه المزايا الطبيعية قلّلت الحاجة لاستخدام مضخات أو أنظمة تهوية صناعية، مما ساعد في تقليل التكاليف التشغيلية.

خطوات عملية وبداية مثمرة

بدأ المشروع بعدد من الأحواض الإسمنتية، واستقدم أصبعيات أسماك محلية، معتمداً على أعلاف بسيطة محضرة من مكونات نباتية وحيوانية محلية.
ومع مرور الوقت، نمت الأسماك بشكل جيد، وبدأ خليل ببيع الإنتاج في سوق جبلة والأسواق المجاورة، محققاً عائداً مادياً ساعده على إعالة أسرته وتحسين وضعه المعيشي.

تحديات المشروع

رغم النجاح، يواجه خليل  عدة تحديات، أبرزها: صعوبة تأمين أصبعيات الأسماك في بعض الفصول، كذلك ارتفاع تكلفة الأعلاف في مواسم معينة.
ويؤكد خليل  أن مشروعه قام بالكامل على جهده الخاص ومادياته المتواضعة، دون الاعتماد على إرشاد زراعي أو تقني، وهو ما يجعل توسيع المشروع تحدياً يتطلب قدرة شخصية وإرادة مستمرة.

فرصة قابلة للتكرار

تجربة خليل  ليست حالة فردية فقط، بل فرصة للتكرار والتوسع في مناطق ريفية عديدة تشبه بيئة صنوبر. فالاستزراع السمكي يمكن أن يتحول إلى مصدر دخل مستقر للأسر، ويشكّل مساهمة فاعلة في دعم الأمن الغذائي المحلي وتقليل الاعتماد على الصيد البحري التقليدي.

من ضفة النهر إلى مصدر دخل مستدام

تُبرهن تجربة ايوب خليل أن الاستفادة الذكية من الموارد الطبيعية المحلية، حتى عبر مبادرات فردية بسيطة، قادرة على خلق فرص عمل وتحسين واقع العيش في القرى الريفية.

في صنوبر تحوّل مشروع صغير إلى مصدر رزق دائم، مؤكداً أن التنمية تبدأ بخطوة جدية، وأن الإرادة والجهد يمكن أن يصنعا الفارق.

Leave a Comment
آخر الأخبار