الحرية – علام العبد:
تجد زراعة البطيخ الأحمر ( الجبس ) في عدد من المحافظات السورية رواجاً كبيراً، حيث يعتبر البطيخ من المحاصيل الصيفية المحبوبة في المنطقة. ويمكن زراعة البطيخ في سوريا خلال فصلي الربيع والصيف، مع الأخذ في الاعتبار توفير الظروف المناسبة لنموه.
ويرفد هذه الأيام عدد كبير من الأراضي الزراعية في ريف إدلب السوق المحلية بمحصولها من البطيخ الأحمر، إلى جانب ما يرد إلى منافذ البيع من مختلف المناطق.
وتشهد أسواق الخضار والفواكه في مدن المحافظة كمدينة إدلب وجسر الشغور وأريحا ومعرتمصرين غيرهم، وفرة في حجم المعروض من البطيخ الأحمر أو ما يسمى محلياً بـ ” الجبس ” بمختلف أنواعه يقابله حركة شرائية نشطة، تجري وسط آلية تنظيم تنتهجها اللجان المشرفة على أسواق الهال.
ويقدر المزارع حسين حجو من منطقة إدلب حجم المبيعات اليومية وفقاً لزيادة العرض والطلب، حيث يرد إلى أسواق الهال في مدن المحافظة عشرات السيارات يومياً محملة بكميات كبيرة من ” الجبس” الذي يلقى رواجاً مع ارتفاع درجات الحرارة.
ويشير في تصريح لصحيفتنا ” الحرية” إلى أنه يستقبل سوق هال مدينة إدلب مع بداية الموسم محاصيل مختلف المناطق المشهورة بزراعة البطيخ الأحمر تستهل بمنتجات سهل الروج ووادي العاصي والغاب وزردنا وسراقب والهبيط وكفرعويد، ويستمر الضخ في السوق لنحو ثلاثة أشهر تحكمه تباين درجات الحرارة في مناطق الزراعة لتأثيرها على نضج الثمار.
وتبدأ عملية التسويق في الصباح الباكر عبر مزاد علني في سوق الجملة، في حين يستمر سوق المفرق لفترة المساء مستعيناً في مبيعاته على الطلبات المنفذة بوساطة المحال المرخصة وخدمة التوصيل للمستهلك.
وينشط في مجال البيع والشراء بالسوق جيل الشباب سعياً لتحقيق العائد المادي، وهو ما أكده الشاب محمود أحمد سطوف أحد تجار المفرق فمع توفر المعروض وما يقابله من استهلاك ، الفرصة تكون مناسبة لعمل الشباب .
وقال: مع بداية الموسم يرد لأسواق إدلب كميات كبيرة من البطيخ الأحمر وبجودة عالية وأسعار معتدلة ، كما أن تزامن الموسم مع عودة المغتربين أسهم في زيادة المبيعات.
من جانبه أشار محمود غزال إلى أن مبيعاته اليومية تصل لأكثر من مليون ليرة سورية نظراً لجودة زيادة الاستهلاك.
أما المتخصص في مجال الاستثمار الزراعي أحمد الصادق من بلدة زردنا فبين بدوره أن زراعة البطيخ الأحمر تعتمد على التربة الخصبة والمياه الوفيرة والتسميد العضوي وتستغرق فترة النمو من 80 إلى 90 يوماً حتى وقت الجني .
وقال: قطاع التسويق في المجال ذاته يحقق إيرادات جيدة، ويمكن التوسع في الإنتاج بإدخال البطيخ الأحمر في مكونات الحلوى والعصائر والوجبات الغذائية.
فيما أشارت المهندسة الزراعية وجد غريب إلى أهمية زراعة البطيخ في سوريا فهي تسهم في تلبية احتياجات السوق المحلية من هذه الفاكهة المحبوبة. وتساهم زراعة البطيخ في توفير فرص عمل وتحسين الدخل للمزارعين. وتعيد إحياء الأراضي الزراعية وتساهم في الحفاظ على التراث الزراعي.
ونوهت في تصريح لصحيفتنا “الحرية” بأن وزارة الزراعة تحرص على تمكين المزارعين من خلال تقديم كل الدعم والخدمات، لتشمل التوجيه الفني، والتسهيلات التمويلية، والتوسع في تطبيق التقنيات الزراعية الحديثة، بما يسهم في رفع كفاءة الإنتاج وجودته، كما تعمل الوزارة على دعم سلاسل الإمداد والتسويق من خلال تنظيم البرامج الموسمية والمعارض المحلية، بما يعزز وصول المنتجات الوطنية إلى المستهلكين بكل يسر وسهولة، وتعظيم أثرها الاقتصادي.
من جانبها ذكرت خبيرة التغذية براءة أبو عيون السود أن للبطيخ فوائد عدة منها تقليل ترسب حمض البوليك في الدم وتخفيف الكولسترول في الدم، وهو من أهم مضادات الأكسدة لاحتوائه عناصر البروتين، والكالسيوم، والحديد ، والصوديوم ، والمغنيسيوم ، والفسفور ، والبوتاسيوم .
لم يبقَ إلا أن نشير إلى أن البطيخ الأحمر ” الجبس ” يشتهر في الأسواق السورية بتنوع أصنافه، وبجودته العالية، ويساهم في دعم الصناعات التحويلية مثل العصائر والمثلجات والحلوى، ما تُسهم وفرة إنتاجها وتنوع أصنافها، وتعدد صناعاتها؛ في تعزيز الأمن الغذائي، ودعم الاكتفاء الذاتي من المحاصيل الموسمية، وتنمية الاقتصاد الوطني.