الحرية- عمران محفوض:
اعتاد السّوريون عبر تاريخهم الموغل في العمل الإنساني والخيري على التّبرّع، ومساعدة جميع الشعوب المُستَضّعفة والمحتاجة في مشارق الأرض ومغاربها؛ شمالها وجنوبها؛ لم يبخلوا قط بما “ملكت أيمانهم” من أموال وأغذية وأدوية ومعونات مختلفة، من دون أن يكون لهم مأرب أو غاية من وراء تقديم هذه المساعدات؛ فضلاً عن أنّ الكثير من هذه الأعمال الإنسانية يمنحها الشعب السوري بالخفاء؛ عملاً بالعادات والتقاليد، والتزاماً بأصول الأخلاق والشريعة.
اليوم.. السّوريون هم أنفسهم في حاجة ماسّة إلى هذا النوع من المبادرات، ولذلك، قاموا بإحداث صندوق التنمية ليكون الوعاء القانوني والمالي الجامع لجميع أشكال وجهات التّبرّع، والمانع لكل تصرف قد يسيء لأهدافه النبيلة والسّامية سواء أتت الإساءة من جهة موجودة داخل البلاد أو خارجها، نظراً لكون هذا الصندوق أكثر من ضروري بالنسبة لسوريا في هذه الظروف الصعبة..
– يسرّع في إعادة الإعمار، وترميم وتطوير البنية التحتية للمواطنين من خدمات ومرافق كالطرق والجسور وشبكات المياه والكهرباء والمطارات والموانئ وشبكات الاتصالات وغيرها، وتمويل المشاريع المتعددة من خلال القرض الحسن.
– يساهم في تحقيق العدالة الاجتماعية وتوفير فرص عمل متكافئة للشباب العاطلين عن العمل.
– يعتبر وسيلة فعّالة لتشجيع السوريين على التّبرّع بالمال والوقت والمعرفة، وتحمُّل المسؤولية تجاه الآخرين والمساهمة في دعم المجتمع، وتحقيق الاستقرار الاجتماعي والتنمية الاقتصادية الشاملة.
– يساهم التّبرّع عبر الصندوق في سد احتياجات الفقراء ومحدودي الدخل، من غذاء ودواء وتعليم، ما يخفف من معاناتهم الحياتية ويرتقي بمستوى معيشتهم.
كثيرة هي المنافع التي يعود بها فعل التّبرّع لصندوق التنمية على الأفراد والمؤسسات الحكومية والخاصة، وكثيرة هي الأيادي البيضاء والفاعلة للخير من السوريين؛ داخل البلاد وخارجها؛ والتي كانت بانتظار الوسيلة القانونية لضبط طرق جمع وحساب وإنفاق تبرعاتهم، فكان مرسوم إحداث صندوق التنمية الذي لبّى تطلعاتهم في المساهمة في إعادة الإعمار على أسس قانونية ووفق مبادئ الشفافية والنزاهة والحوكمة الرشيدة المتبعة في معظم دول العالم، وما مبادرات التّبرّع الفردية والجماعية التي تسابق إليها السوريين منذ اللحظات الأولى لإعلان انطلاقة الصندوق، إلا تعبير حي وسريع عن هذه العادة والعبادة المتأصلة في وجدان جميع السوريين، وتصريح واضح عن مدى انتمائهم اللامحدود لوطنهم الغالي سوريا.