الحرية – عثمان الخلف:
أكدت مصادر محليّة لـ«الحرية» انسحاب قوات التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة الأمريكية من قاعدتيه في معمل غاز «كونيكو»، وحقل العمر النفطي بريفي دير الزور الشمالي والشرقي مع الإبقاء على قوة صغيرة في الأخيرة، إضافةً لنقطة تتمركز في بلدة الباغوز عند الحدود السورية- العراقيّة.
وأشارت المصادر أنها شاهدت أرتالاً عسكرية وهي مُنسحبة من تلك المواقع تضم عربات ومصفحات ومعدات عسكرية ولوجستية ضخمة، وسط تحليق مُكثف لطيران التحالف الدولي في سماء المنطقة.
وتأتي هذه الإجراءات – حسب مراقبين – في سياق تطبيق قرار البنتاغون الأمريكي في خفض عديد قواتها من ألفي عنصر إلى أقل من ألف، فيما ما تبقى منها سيرصد أي تحركات لتنظيم «داعش» بالمنطقة تحسباً من عودة نشاطه إثر انسحابات كهذه، كما يأتي في سياق تطورات الحوار بين الحكومة السوريّة و«قسد» وحل الملفات العالقة، وبعد الاتفاق على تولي الحكومة الإشراف على سجون عناصر التنظيم ومخيمات عوائله في الحسكة لحين تفكيكها أو إخلائها بالكامل.
وكان المبعوث الأميركي إلى سوريا توم باراك قد أكد أن «الولايات المتحدة بدأت تقليص وجودها العسكري في سوريا وتهدف إلى إغلاق كل قواعدها في هذا البلد باستثناء واحدة».
وأوضح في مقابلة مع محطة «إن تي في» التلفزيونية التركية مساء أمس أن إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب تتجه لتقليص عدد قواعدها العسكرية في سوريا من ثماني قواعد إلى قاعدة واحدة فقط.
من جهة أخرى يأمل أهالي قرى وبلدات ومدن منطقة الجزيرة بدير الزور وعموم أهالي المحافظة بحل المشاكل العالقة بين الحكومة «قسد» وتعزيز الأمن والاستقرار بما يخدم تعافي الدولة السورية ووحدة أراضيها واستقلال قرارها.
يُذكر أن اجتماعاً رسمياً عُقد أول أمس الأحد بين اللجنة الحكومية ووفد من قوات سوريا الديمقراطية في أجواء إيجابية، وتم خلال الاجتماع التوافق على عدد من الملفات المهمة أبرزها تشكيل لجان فرعية تخصصية لمتابعة تنفيذ اتفاق العاشر من آذار، الموقّع بين السيد الرئيس أحمد الشرع والجنرال مظلوم عبدي، والسعي لحل المشاكل العالقة في ملف الامتحانات والمراكز الامتحانية، بما يضمن حقوق الطلبة وسلامة العملية التربوية، كما تم بحث آليات تسهيل عودة المهجّرين إلى مناطقهم، والعمل على إزالة المعوقات التي تعيق هذه العودة. كما جرى التوافق على إعادة تفعيل اتفاق حيي الأشرفية والشيخ مقصود بمدينة حلب، والسعي إلى معالجته، بما يخدم الاستقرار والسلم الأهلي.
وأكد الطرفان التزامهما بالحوار البنّاء والتعاون المستمر، بما يصبّ في خدمة وحدة سوريا وسيادتها، وتحقيق تطلعات الشعب السوري في الأمن والاستقرار، والتوافق على تحديد اجتماع آخر في القريب العاجل.