التحضيرات تسبق قدومه بأيام.. عيد الأضحى المبارك طقوس متجذرة وأجواء من الفرح حاضرة وتتجدد

مدة القراءة 5 دقيقة/دقائق

الحرية – عمار الصبح:

لا تزال الكثير من تقاليد وعادات استقبال الأضحى المبارك في محافظة درعا حاضرة بما تحمله من قيم المحبة والألفة وأجواء الفرح التي ترتسم على الوجوه، والتي لا تقتصر فقط على يوم العيد بل تسبق قدومه بأيام يجري فيها الاستعداد لاستقباله والاحتفاء به بأبهى حلة تليق بمكانته الدينية والاجتماعية.

استنفار كامل

تبدأ طقوس العيد عادة قبل أيام من قدومه اذ يجري التجهيز على قدم وساق، من حيث شراء الملابس وإعداد الحلويات إما شراؤها جاهزة أو تحضيرها في المنازل، مع تجهيز القهوة العربية المرة والتي تعد الراعي الرسمي لضيافة العيد.

تقول السيدة أم محمود من بلدة القنية إنّ التجهيزات التي تسبق يوم العيد تتطلب استنفاراً كاملاً على مدى أيام، فتحضير الحلويات يتطلب مجهوداً كبيراً يمتد ليومين على أقل تقدير، وهي من الطقوس المحببة لكثير من الأسر التي يتحول فيها الجميع إلى ورشة عمل لا تقتصر المشاركة فيها على نساء وفتيات البيت الواحد فقط، بل تشمل أيضاً جارات الحي اللاتي يجتمعن على تحضير الحلويات للاستفادة من تجاربهن أو لتعليم الراغبات منهن، موضحة أن أبرز الأصناف المنزلية التي يجري تحضيرها المقروطة والمعمول بالعجوة والغريبة وخبز الطابع.

ويعد تنظيف المنزل أو ما يطلق على تسميته “التعزيل” من الطقوس التي يجب أن تسبق العيد، وحسب أم محمود فالأمر يشمل المنزل بأكمله بدءاً من المضافة مروراً بغرف المنزل وصولاً إلى المداخل التي تكنس بعناية وترش بالماء، استعداداً لاستقبال ضيوف العيد ومهنئيه بأبهى حلة.

الاحتفاء بالكبار

عادات استقبال العيد وطقوسه لم تختلف  كثيراً مع تعاقب السنين، وإن اختلفت قليلاً في التفاصيل فإنها متجذرة بعناوينها العريضة والرئيسة والتي تحمل معاني التسامح والمحبة وصلة الارحام.

في صباح أول يوم العيد وبعد الانتهاء من الصلاة وزيارة المقابر التي تتزين بأكاليل الآس، تتجه كل عائلة برجالاتها وصغارها إلى منزل كبير العائلة لمعايدته والاجتماع عنده، وهنا يشير ابراهيم الجباوي إلى أن زيارة كبير العائلة تعد من الواجبات التي لايزال الأهالي في درعا يحرصون عليها لما للكبير من مكانة اجتماعية مرموقة لا يمكن تجاوزها، لافتاً إلى زيارة كبير العائلة في صباح العيد عادة ما تكون مناسبة طيبة للقاء أفراد العائلة الواحدة بعد فترة من غياب البعض منهم، إما لظروف السفر إلى الخارج أو بحكم العمل، إضافة إلى أنها تتيح لقاء المتخاصمين من أفراد العائلة الواحدة فيجري لمُّ شملهم بمعية كبير العائلة وحل الخلاف بينهم.

ويشير الجباوي إلى أن من العادات المحببة التي لايزال يحرص عليها الأهالي هي اصطحاب الصغار إلى منزل كبير العائلة، في مبادرة تهدف، حسب قوله، إلى ترسيخ هذه العادات في نفوس الصغار كي تظل بمثابة الواجب الديني والاجتماعي في آن معاً، مضيفاً أن بقية الطقوس تأتي تباعاً كصلة الأرحام التي تحظى بنصيب وافر من واجبات العيد وتقديم الهدايا و”العيدية” لهن، فضلاً عن زيارة الأصدقاء والمرضى.

الشعيرة الأبرز

وتظل شعيرة الأضحية الركن الأبرز والسمة المميزة لعيد الأضحى، إذ تشهد أيام العيد ذبح الأضاحي بخط بياني يبدأ تدريجياً من اليوم الأول ويتصاعد ليبلغ ذروته في اليومين الثاني والثالث لينتهي مع اليوم الرابع.

وفي هذا السياق يذكر معتز الجبر أن ثمة كثيرين لا يزالون يفضلون ذبح أضاحيهم في بيوتهم ليتاح لأهل البيت الواحد المشاركة في “مراسم” الأضحية على حد وصفه، فيما يعمد البعض إلى التوجه إلى المسالخ المعتمدة التي تتولى مهمة ذبح الأضحية وتقطيعها ووزنها وتغليفها لتسلم جاهزة إلى صاحبها، مبيناً أن التوزيع عادة ما يتم على ثلاثة أقسام، إذ يترك صاحب الأضحية ثلثها لأهل بيته ويوزع البقية على الأرحام والجيران والأصدقاء والفقراء والمحتاجين.

وأعرب الجبر عن اعتقاده أن يكون تقديم الأضاحي هذا العيد بشكل أكبر لرخص ثمنها من جهة، وعودة الكثير من المغتربين لقضاء عطلة عيد الأضحى في بلدهم.

ويختم الجبر حديثه بالإشارة إلى التحضيرات التي يقوم بها أهالي الحجاج حيث جرت العادة على تجميل واجهات منازل الحجاج بالزينة والرسوم التي تعبر عن رحلة الحج، وعبارات دينية وآيات من القرآن الكريم والأحاديث الشريفة وتعليق الرايات على أسطح المنازل.

Leave a Comment
آخر الأخبار