الحرية- مديرة التحرير- يسرى المصري:
أعمال المجرمين جميعاً مسطرة في “كتاب مرقوم ” قال تعالى : وَوُضِعَ الْكِتَابُ فَتَرَى الْمُجْرِمِينَ مُشْفِقِينَ مِمَّا فِيهِ وَيَقُولُونَ يَا وَيْلَتَنَا مَالِ هَٰذَا الْكِتَابِ لَا يُغَادِرُ صَغِيرَةً وَلَا كَبِيرَةً إِلَّا أَحْصَاهَا وَوَجَدُوا مَا عَمِلُوا حَاضِرًا وَلَا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَدًا (49) سورة الكهف
أضاء التحرير قلوب من فقدوا أحبابهم آباء وأمهات وأطفالاً وأصدقاء ..وكان الحزن كبيراً .. واليوم انطلقت الأرواح لتروي مظالم ومجازر لطالما كانت حبيسة الصدور ..
فخامة الرئيس أحمد الشرع صاحب البصر والبصيرة اجتمع مع عدد من الناجين من مجازر الكيماوي التي ارتكبها النظام البائد، وقد بر بوعده في تحرير البلاد من القوم الظالمين نراه كل يوم يرقى في درجات القرب من السوريين مؤكداً على تحقيق العدالة ولا يقبل إلا أن يكون الجميع في سوريا ينعمون بالأمن والأمان فهو دوماً في أعمال عالية مع شعبه بكل طوائفهم وانتماءاتهم براً وإحساناً وقد وفى ما وعد ..”أن هذه الجرائم ستبقى شاهداً على معاناة السوريين وإصرارهم على نيل الحرية والكرامة، وأن محاسبة مرتكبيها وتحقيق العدالة حق لا يسقط بالتقادم “.
وكل يوم يخرج فصل جديد من الرواية التي كانت حبيسة الصدور ومع تحقيق العدالة ستخرج كاملة، أو هي قد خرجت بالفعل، وبقي فقط أن تصل إلى كل السوريين .
صارت سردية مجزرة الكيماوي أيقونة سورية عالمية، وحملت مدن وأحياء وشوارع كثيرة أسماء الضحايا ..
ومن شهد ليس كمن سمع .. بالأمس أحيت سوريا ذكرى مجزرة الكيماوي.. آب 2012 التي ارتكبها النظام البائد، في فعاليات رمزية جمعت أهالي الشهداء والناجين وشهدت الفعاليات إقامة خيم رمزية وجدارية تفاعلية، خطّ عليها ذوو الضحايا أسماء أبنائهم تأكيداً على أن العدالة حق لا يسقط بالتقادم، ورفضاً لنسيان واحدة من أفظع الجرائم التي شهدتها مدن وقرى في سوريا .
العدالة لن تكون فردية أو تأخذ طابع الثأر والانتقام ..العدالة في سوريا الحرة ستكون عبر المحاكمة كضمانة ديمقراطية ..تعنى بالحسم في الإدانة أو البراءة على أساس لوائح الاتهام المرفوعة بعد اكتمال التحقيق وبصورة منفصلة عنه، وفق مبادئ العلنية وتكافؤ الخصوم.
وترتكز مرحلة المحاكمة على مبدأ المساواة بين الخصوم، فيخضع الدليل فيها للجدل والاختبار من جانب الادعاء والدفاع، ويحافظ القضاة على الحياد بين الأطراف، وتصدر الأحكام معللة في جلسات علنية.
سوريا اليوم تروي للعالم الرواية الحقيقية للعدالة والحق بأن إيذاء الخلق والسير بطريق منحرف لن يمر دون حساب فثمة قوة في الكون تمد المظلومين بالقوة العظيمة اللامتناهية منذ آلاف السنين والكون كله جار بنظام لايغيره مر العصور وكر الأجيال والشاهد هو المجرم والمشهود هو المقتول .. وكلاهما سيقفان في موقف حساب عند من لا تضيع عنده المظالم .
إن العدالة الانتقالية التي أقرتها سوريا بادرة إنسانية وأخلاقية وقانونية تؤكد نزاهة وشفافية المحاسبة وتستحق أن يفاخر بها السوريون عندما يرون أن ماتم فعله من جرائم وما فعلوه بأولئك الضحايا من السوريين الأبرياء لا ذنب لهم الا أنهم طالبوا بالعدالة وأنهم مانقموا منهم إلا بسبب حب السلطة والشهوات فأخرجوا من البلاد وحرموا من كل من إنسانيتهم وكرامتهم ونزع عنهم الملك والسلطة بسوء وانحطاط أعمالهم ..واليوم نترحم على الأبرياء ونقول الرحمة والسلام لأرواحهم بعد أن انتصر الحق وزهق الباطل.