التصدير في حدوده الدنيا.. أسعار حلويات العيد ما تزال تشكل صدمة للمواطن

مدة القراءة 4 دقيقة/دقائق

الحرية- حسام قره باش:

أوضح رئيس الجمعية الحرفية للحلويات بسام قلعجي أنه سابقاً، كان يوضع بيان التكلفة لأسعار الحلويات بشكل كيفي بينما يسعَّر الآن بشكل شخصي، ما خلق روح المنافسة في السوق بين أصحاب المهنة بحيث يقدم بعضهم السعر مع الجودة وبعضهم السعر بلا جودة.
ورأى أنّ تعويم الأسعار في الوقت الراهن يجعل كل بائع يبيع كما يريد والحلويات اليوم تتعلق أسعارها بسعر الصرف ارتفاعاً وانخفاضاً.
وقال قلعجي في تصريحه لـ “الحرية”: انخفضت أسعار الحلويات بعد سقوط النظام السابق بنسبة أكثر من 50٪ عن العام الفائت، مؤكداً برأيه أن أكثر ما يحدد سعر الحلويات اليوم ليس المواد التي انخفضت أسعارها وإنما أجور اليد العاملة لكون أقل عامل في المهنة أجره 350 ألف ليرة في الأسبوع أي ما يعادل راتب موظف حكومي في شهر.

كيلو المبرومة ب 300 ألف ليرة و(شم ولا تذوق)..!

ووفقاً لخبرته، بيَّن أن بعض أسعار الحلويات تحددها مادة الفستق الحلبي وكميته (كالمبرومة) مثلاً في حين النواشف (كالمعمول) التي يستعمل فيها فستق العبيد أو الجوز أو الكاجو فسعرها يكون أقل في بيان التكلفة.
وتابع رئيس الجمعية : وجهنا الحرفيين على أن يشمل بيان التكلفة هامش الربح وأجر العمال كي يتحدد الحد الأدنى لسعر المبيع، مشيراً إلى أن التسعير الإجباري لحرفي الحلويات لم يعد موجوداً حالياً ولهم الحرية المطلقة أن يبيعوا كيفما يشاؤون على أن يكون المستهلك هو الحكم النهائي لقرار شرائه والأنسب له سعراً وجودة.
وأضاف: حقيقة لا يوجد للحلويات سعرٌ مركزي فالمبرومة من النوع الفاخر يصل سعر الكيلو منها كحد أعلى 300 ألف ليرة لكونها أغلى ما في الحلويات، ويصل الحد الأدنى لأصناف أقل نكهة وجودة لحوالي 60 ألف ليرة حيث يتراوح سعر كيلو الفستق الحلبي الداخل في تصنيعها من 200-175 ألف ليرة.
وتطرق قلعجي إلى أهم أسباب توقف التصدير بالكامل للحلويات أنه خلال الأزمة وتحديداً بالعام 2016 هاجر الحرفيون المهرة في المهنة إلى الخارج وتجاوزت نسبتهم 60٪ حيث فتحوا منشآت لهم هناك.
وعن ارتفاع الأسعار الآن، طرح مثالاً أن عبوة السمن البقري الأوروبي كانت بحدود 20 ألف ليرة أما اليوم فيصل سعر الكيلو 200 ألف ليرة بعد أن أصبح المهنيون السوريون هناك يستخدمونه وينتجون الحلويات بالبلد الذي هم فيه، فلم تعد هناك ضرورة أن تستورد تلك البلدان الحلويات من عندنا وهذا أهم سبب في انعدام التصدير، مؤكداً إن وجد حالياً ففي حيز ضيق لا يتجاوز 5٪ وغالباً لأشخاص يملكون منشآت هنا وهناك ويرسلون بضائع إليها.
أما داخلياً، فأشار قلعجي إلى أن كثيراً من المواطنين الذين تركوا وظائفهم ومهنهم لجؤوا إلى تصنيع الحلويات في منازلهم كمشروعات لهم وبيعها على البسطات، فأضحت الحرفة في فوضى وتحتاج إلى ضبط وتنظيم.
وحول وجود حلويات رخيصة ومغشوشة في الأسواق، عدّ قلعجي أنها مجرد تقليد للحلويات الأصلية، تدخل في تركيبها مواد رخيصة كالسمن النباتي والزبدة وفستق العبيد مصبوغ لجذب المستهلك وعبارة عن طحين وسكر وقطر وتنتج بأسلوب تجاري معين وهي تشغِّل كثيراً من اليد العاملة وتناسب ضعيفي القدرة الشرائية ولا  مشكلة في استهلاكها.
ورأى أن عرف المهنة يعتمد على حاسة التذوق والخيار للمستهلك، مبيناً أن علامتها صفر في تقييم صناعة الحلويات العربية الأصيلة ولا علاقة لها بها لكون سعر الكيلو منها 20 ألف ليرة وتباع بالأوقية بينما الحلويات الشامية الفاخرة سعر الكيلو منها 300 ألف ليرة ولا مجال للمقارنة بينهما.

Leave a Comment
آخر الأخبار