الحرية ـ خاص:
شهدت محافظة السويداء فجر أول أمس الأحد, تصعيداً أمنياً جديداً بعد خرق المجموعات المسلحة الخارجة عن القانون لاتفاق وقف إطلاق النار الذي وقعته مع الحكومة السورية بوساطة وإشراف دولي، وذلك عبر شن هجمات غادرة ضد قوات الأمن الداخلي في عدة محاور على الحدود الغربية للسويداء وقصف بعض القرى بالأسلحة الثقيلة وبالصواريخ ما أسفر عن استشهاد وإصابة عدد من عناصر قوات الأمن.
لقد حرصت الحكومة السورية, ومن منطلق مظلتها الجامعة للسوريين في كل المحافظات, على تثبيت اتفاق وقف إطلاق النار في السويداء وإعادة الاستقرار إلى أرجاء المحافظة عبر تأمين حياة المدنيين والتمهيد لعودة الخدمات من ماء وكهرباء ومحروقات وغذاء ودواء بشكل تدريجي، إلا أن الجماعات الخارجة عن القانون في السويداء استمرت في إطلاق حملات التجييش الإعلامي ضد الجهود الحكومية بغية إفشال تلك الجهود والمساعي الحكومية لإعادة مظاهر الحياة لما كانت عليه.
لقد بات جلياً أن الجماعات الخارجة عن القانون في السويداء تسعى عبر الهجمات الأخيرة إلى إبقاء المحافظة في دوامة التوتر والتصعيد والفوضى الأمنية بدوافع شخصية لقادة المجموعات المسلحة وأزلامهم من الدائرة الضيقة المحيطة بهم بهدف التغطية على الممارسات التعسفية التي يقومون بها وحملات الاعتقالات والتنكيل ضد كل من يخالفهم, وكذلك السعي للتهرب من البند الثاني من اتفاق وقف آطلاق النار والذي ينص على إخراج المعتقلين لديهم وتبيان مصير المفقودين.
التصعيد الجديد في السويداء, لا يبتعد بأي حال عن السلوك المعهود للجماعات الخارجة عن القانون في المحافظة والمتمثل باستغلال نفوذها وسيطرتها لتمرير أجندات شخصية لقادتها المرتبطين بدول خارجية على حساب مصلحة وأمن البلد, والذي يهدف لاستجلاب المزيد من التدخل الإسرائيلي في الجنوب السوري بذريعة حماية الأقليات.
إن الإيغال في النهج العدواني المتعجرف لقادة الجماعات الخارجة عن القانون في السويداء سيدفع الشرفاء الوطنيين من أبناء المحافظة للانتفاض ورفض الخيانة والالتزام بالخط الوطني في الوقوف خلف الدولة السورية, ومن الخطأ القول أن ثمة إجماع في السويداء لتأييد تلك الجماعات على الرغم من محاولات وسائل إعلامها من اتباع نهج تضليل الرأي العام وإظهار أن هناك تأييداً واسعاً لهم بين المواطنين في السويداء, وهنا يبرز تأكيد قائد ما يسمى بـ «حركة رجال الكرامة», الشيخ ليث البلعوس في لقاء بثته قناة الإخبارية السورية من أن تلك الجماعات تقوم بإخراج عدد من الموالين لهم في مظاهرات يتم تضخيمها وأكثرها من الأطفال والمراهقين لبث صورة كاذبة مؤيدة لهم.
كما أكد الشيخ البلعوس أن أبناء السويداء بمجملهم لا يؤيدون الهجري, فمن يخرجون في المظاهرات المؤيدة للهجري لا يتجاوز عددهم الألفي شخص من أصل (500) ألف نسمة من أهالي المحافظة والذين بمعظمهم لا يريدون التدخل الإسرائيلي بل ينادون بالحضن العربي وهم يعرفون الموقف الصحيح ولكن ليس لديهم الحيلة وهناك خوف من إعلاء الصوت تحت تهديد السلاح والتعرض للأذى والدليل على ذلك أن أبناء الطائفة الدرزية خارج السويداء وعلى امتداد الجغرافيا السورية كان لهم موقف واضح وقد أصدروا بيانات تأييد للدولة السورية.
في ملخص القول, فإن قادة الجماعات المسلحة الخارجة عن القانون, يهدفون إلى ممارسة المزيد من شد عصب الطائفية في السويداء بغية خلق مناخ دائم من التوتر والفوضى يبرر لهم الهيمنة على القرار الوطني لأبناء المحافظة الشرفاء ويسهل تنفيذ الأجندات الشخصية المصلحية المرتبطة بالعدو الإسرائيلي بغية استجلاب التدخل في شؤون البلاد في مرحلة مفصلية تتطلب تحقيق السلام في البلاد تزامناً مع إطلاق عملية إعادة البناء في سورية الجديدة.
التصعيد العسكري لجماعة الهجري في السويداء.. خلق مناخاً من الفوضى خدمة لأجندات شخصية وخارجية

Leave a Comment
Leave a Comment