التصعيد العسكري لجماعة الهجري في السويداء.. خلق مناخاً من الفوضى خدمة ‏لأجندات شخصية وخارجية ‏

مدة القراءة 4 دقيقة/دقائق

الحرية ـ خاص:
شهدت محافظة السويداء فجر أول أمس الأحد, تصعيداً أمنياً جديداً بعد خرق المجموعات ‏المسلحة الخارجة عن القانون لاتفاق وقف إطلاق النار الذي وقعته مع الحكومة ‏السورية بوساطة وإشراف دولي، وذلك عبر شن هجمات غادرة ضد قوات الأمن ‏الداخلي في عدة محاور على الحدود الغربية للسويداء وقصف بعض القرى بالأسلحة ‏الثقيلة وبالصواريخ ما أسفر عن استشهاد وإصابة عدد من عناصر قوات الأمن.‏
لقد حرصت الحكومة السورية, ومن منطلق مظلتها الجامعة للسوريين في كل ‏المحافظات, على تثبيت اتفاق وقف إطلاق النار في السويداء وإعادة الاستقرار إلى ‏أرجاء المحافظة عبر تأمين حياة المدنيين والتمهيد لعودة الخدمات من ماء وكهرباء ‏ومحروقات وغذاء ودواء بشكل تدريجي، إلا أن الجماعات الخارجة عن القانون في ‏السويداء استمرت في إطلاق حملات التجييش الإعلامي ضد الجهود الحكومية بغية ‏إفشال تلك الجهود والمساعي الحكومية لإعادة مظاهر الحياة لما كانت عليه.‏
لقد بات جلياً أن الجماعات الخارجة عن القانون في السويداء تسعى عبر الهجمات ‏الأخيرة إلى إبقاء المحافظة في دوامة التوتر والتصعيد والفوضى الأمنية بدوافع ‏شخصية لقادة المجموعات المسلحة وأزلامهم من الدائرة الضيقة المحيطة بهم بهدف ‏التغطية على الممارسات التعسفية التي يقومون بها وحملات الاعتقالات والتنكيل ضد ‏كل من يخالفهم, وكذلك السعي للتهرب من البند الثاني من اتفاق وقف آطلاق النار ‏والذي ينص على إخراج المعتقلين لديهم وتبيان مصير المفقودين.‏
التصعيد الجديد في السويداء, لا يبتعد بأي حال عن السلوك المعهود للجماعات ‏الخارجة عن القانون في المحافظة والمتمثل باستغلال نفوذها وسيطرتها لتمرير ‏أجندات شخصية لقادتها المرتبطين بدول خارجية على حساب مصلحة وأمن البلد, ‏والذي يهدف لاستجلاب المزيد من التدخل الإسرائيلي في الجنوب السوري بذريعة ‏حماية الأقليات.‏
إن الإيغال في النهج العدواني المتعجرف لقادة الجماعات الخارجة عن القانون في ‏السويداء سيدفع الشرفاء الوطنيين من أبناء المحافظة للانتفاض ورفض الخيانة ‏والالتزام بالخط الوطني في الوقوف خلف الدولة السورية, ومن الخطأ القول أن ثمة ‏إجماع في السويداء لتأييد تلك الجماعات على الرغم من محاولات وسائل إعلامها من ‏اتباع نهج تضليل الرأي العام وإظهار أن هناك تأييداً واسعاً لهم بين المواطنين في ‏السويداء, وهنا يبرز تأكيد قائد ما يسمى بـ «حركة رجال الكرامة», الشيخ ليث ‏البلعوس في لقاء بثته قناة الإخبارية السورية من أن تلك الجماعات تقوم بإخراج عدد ‏من الموالين لهم في مظاهرات يتم تضخيمها وأكثرها من الأطفال والمراهقين لبث ‏صورة كاذبة مؤيدة لهم.  ‏
كما أكد الشيخ البلعوس أن أبناء السويداء بمجملهم لا يؤيدون الهجري, فمن يخرجون ‏في المظاهرات المؤيدة للهجري لا يتجاوز عددهم الألفي شخص من أصل (500) ‏ألف نسمة من أهالي المحافظة والذين بمعظمهم لا يريدون التدخل الإسرائيلي بل ‏ينادون بالحضن العربي وهم يعرفون الموقف الصحيح ولكن ليس لديهم الحيلة وهناك ‏خوف من إعلاء الصوت تحت تهديد السلاح والتعرض للأذى والدليل على ذلك أن ‏أبناء الطائفة الدرزية خارج السويداء وعلى امتداد الجغرافيا السورية كان لهم موقف ‏واضح وقد أصدروا بيانات تأييد للدولة السورية.‏
في ملخص القول, فإن قادة الجماعات المسلحة الخارجة عن القانون, يهدفون إلى ‏ممارسة المزيد من شد عصب الطائفية في السويداء بغية خلق مناخ دائم من التوتر ‏والفوضى يبرر لهم الهيمنة على القرار الوطني لأبناء المحافظة الشرفاء ويسهل تنفيذ ‏الأجندات الشخصية المصلحية المرتبطة بالعدو الإسرائيلي بغية استجلاب التدخل في ‏شؤون البلاد في مرحلة مفصلية تتطلب تحقيق السلام في البلاد تزامناً مع إطلاق ‏عملية إعادة البناء في سورية الجديدة.‏

Leave a Comment
آخر الأخبار