هل يعيد النفط رسم مستقبل سوريا؟ أبعاد اقتصادية وسياسة للتعاون مع “شيفرون” الأميركية

مدة القراءة 4 دقيقة/دقائق

الحرية_ رشا عيسى:

تركت اللقاءات رفيعة المستوى بين القيادة السورية وشركة شيفرون الأميركية العملاقة، الباب مفتوحاً نحو إعادة تشكيل ملامح المشهد الاقتصادي والسياسي بين سوريا والولايات المتحدة الأمريكية، و يأتي هذا التطور بعد سنوات من العزلة والعقوبات، حيث لا يمثل مجرد صفقة نفطية محتملة، بل هو مؤشر على تحول إستراتيجي قد يفتح أبواب الاستثمار الدولي أمام دمشق، ويبشر باكتشافات نفطية وغازية واعدة في السواحل السورية، هذه الاكتشافات قادرة على تعديل الميزان النقدي للبلاد وإطلاق قاطرة التنمية.
وبيّن خبير الأعمال و مستشار غرفة صناعة حلب الدكتور سعد بساطة لـ ( الحرية) أنه لطالما كان الاقتصاد عصب الحياة، والصناعة قاطرته، والنفط شريان الصناعة والنقل، ويُتوقع أن تسهم الاكتشافات الجديدة المحتملة في تعديل الميزان النقدي السوري بشكل جذري، ورأى الدكتور بساطة أن اللقاء بين الرئيس أحمد الشرع وشركة شيفرون، إلى جانب الشركة السورية للبترول، يمثل خطوة محورية نحو تعزيز التعاون الاقتصادي بين سوريا والولايات المتحدة، ما يمكن أن يسهم في تحسين الوضع الاقتصادي السوري بعد سنوات طويلة من الصراع.

أبعاد اقتصادية كبرى

توقع بساطة أن يعزز هذا التعاون الاستثمارات الأجنبية في سوريا، ما سيساعد بشكل مباشر في إعادة إعمار البنية التحتية المدمرة وتطوير الصناعات المحلية ، وتحسين الميزان التجاري وتقليل الاعتماد على الواردات، ما يعزز الاكتفاء الذاتي، ويساعد على إيجاد فرص عمل وتحسين المعيشة للسوريين الذين عانوا طويلاً من الأوضاع الاقتصادية الصعبة.

تداعيات سياسية محتملة

ورأى بساطة أن هذا التعاون يمهد الطريق لتعزيز العلاقات الدبلوماسية بين سوريا والغرب، وتحديداً الولايات المتحدة، لافتاً إلى أن نطاق التعاون قد يتسع بين البلدين ليشمل مجالات أخرى مثل الأمن والاستقرار الإقليمي ، وأكد الدكتور بساطة أن هذا التطور سيعزز موقع سوريا في المنطقة، خاصة في ظل التنافس المتزايد على الموارد الطبيعية في شرق المتوسط.

تحديات ومخاطر على الطريق

رغم الآمال المعلقة، يوضح بساطة أن هذا التعاون يواجه تحديات ومخاطر محتملة تتطلب إدارة حكيمة للمخاطر الأمنية غير المستقرة، و قد تؤثر على استقرار العمليات وسلامة الاستثمارات الأجنبية، مع وجود تهديدات إرهابية محتملة للمنشآت النفطية والغازية.
البنية التحتية والتكلفة حيث تحتاج سوريا إلى تحديث هائل لبنيتها التحتية لجذب الاستثمارات النفطية، وقد تكون تكلفة استخراج النفط والغاز أعلى من المتوقع، ما يؤثر على الربحية.

تقلبات الأسعار

التقلبات في أسعار النفط والغاز العالمية قد تؤثر على جدوى الاستثمار، وأيضاً العلاقات الإقليمية قد تتأثر بشكل سلبي جراء هذا التعاون مع الغرب ، و حذر بساطة من أن الاكتشاف النفطي الجديد قد يؤدي إلى زيادة الفساد والمحسوبية إذا لم تتم إدارة الموارد بشفافية وفعالية.
ونبه إلى أن التأثيرات البيئية لاستخراج النفط قد يؤدي إلى تأثيرات بيئية سلبية إذا لم تتخذ الإجراءات اللازمة لحماية البيئة ، وأيضاً النزاعات الإقليمية قد تؤثر على استقرار المنطقة وتؤثر على العمليات.

نحو استغلال أمثل للفرصة

ولتحقيق أقصى استفادة من هذه الفرصة الواعدة، رأى مستشار غرفة صناعة أنه يجب على الحكومة السورية:
ضمان إدارة الموارد النفطية بشكل شفاف وفعال، وتوزيع العائدات بعدالة ، و تنويع الاقتصاد الوطني لتقليل الاعتماد على النفط والغاز، واتخاذ الإجراءات اللازمة لحماية البيئة من التأثيرات السلبية لاستخراج النفط.
بشكل عام، يُعدّ هذا التعاون فرصة مهمة لسوريا لتعزيز اقتصادها وتحسين علاقاتها الدولية، وإرساء دعائم الاستقرار الاقتصادي والسياسي في المنطقة، شريطة إدارة فعّالة وشفافة للموارد وتجاوز التحديات المحتملة.

 

Leave a Comment
آخر الأخبار