التكاليف لا توازي”الجني”.. صيادو طرطوس يستغيثون… بحرنا مهدَّد فهل من مغيث؟

مدة القراءة 4 دقيقة/دقائق

الحرية- وداد محفوض:
يعاني صيادو طرطوس من ضيق الحيلة والحال، لعدم توافر ما يساعدهم في الحفاظ على عملهم، فالصيد هو العمل الوحيد الذي يعشقونه، وتعيش منه مئات الأسر، لكن في ظل تردي الأوضاع الاقتصادية والمعيشية، بات عملهم بلا جدوى، كما أكدوا لمراسلة صحيفتنا “الحرية”.

عدم وجود ميناء

الصياد عيد أحمد نوح تحدث بأن أهم ما يؤثر في عملهم ويعد المشكلة الأساسية بالنسبة لصيادي طرطوس، عدم وجود ميناء مخصص لزوارق الصيد، ما يعرض قواربهم للتلف بسبب حركة الرمال التي تتراكم ويجب تجريفها بشكل دوري من قبل المختصين. فتأهيل الميناء يساعدهم بسرعة الحركة والإنجاز، لكن صوتهم دائماً غير مسموع مع أنهم طالبوا بحل هذا الموضوع لسنوات.

انتشار النفايات

ولفت نوح إلى انتشار النفايات والملوثات على الشواطئ، وإفراغ عوادم السفن في البحر، ما يتسبّب بتلوث البحر وبالتالي يؤثر في جودة الأسماك ويزيد من صعوبة الصيد.

عمل بخسارة

وأضاف نوح: إن “التعب لا يوازي الجني”، حيث يبحرون بتكاليف كبيرة، فكل (طلعة في البحر) تحتاج إلى 600 ألف ليرة سورية من وقود ومواد للصيد وصيانة للقارب، هذا عدا حساب تعبهم، فيعودون بجني بسيط، إضافة إلى انخفاض أسعار الأسماك، وبالتالي فإن رحلتهم خاسرة.

استخدام المتفجرات

ونوه الصياد رامز شعشع إلى وجود ممارسات خاطئة وجائرة من قبل بعض الصيادين، للصيد بأساليب غير قانونية مثل استخدام المتفجرات (الديناميت) وأجهزة الغطس، التي تضر بالثروة السمكية، وتؤثر في رزق الصيادين الآخرين.
وبيّن أن الصرف الصحي الذي يصب بالبحر أيضاً يؤثر في السمك، لأن الكلور ومواد التنظيف تؤذي البيوض وأصابع الأسماك الموطنة، لافتاً إلى أنهم اشتكوا كثيراً حول هذا الموضوع لكن دون جدوى.

شاحوط: استباحة البحر بشكل خاطىء وجائر من قبل صيادين

استباحة البحر

بدوره أكد رئيس جمعية الصيادين في طرطوس وسام شاحوط أن عملهم شبه متوقف والممتد من بصيرة إلى العريضة بسبب استباحة البحر بشكل خاطىء وجائر من قبل صيادين، وذلك لاستخدامهم المتفجرات (الديناميت)، التي تفتت الصخور التي تعشش فيها البيوض والأصابع السمكية، واستخدام جرف الشاطىء الذي يؤذي الأنواع السمكية الموطنة في بحرنا، فاستخدامها يقضي على كل أحجام السمك على الشاطئ، ما يسبب فقدانها، واستخدام (الكمبريصة) وهي العدو الأكبر للثروة السمكية، ولم يبقَ في بحرنا غير سمك العبور، كالبلميدا وهي أسوأ الأنواع، مضيفاً: في عهد النظام البائد كان البعض يعمل بها بالخفاء ولفئة محدودة وللمحسوبيات، أما الآن فهي مستباحة للجميع وبشكل علني دون رقيب أو رادع.

دعم الجمعية

ونوه شاحوط بأن أهم ما يحتاجون إليه اليوم هو دعم الجمعية بدورية للإبلاغ عن المخالفين، وإيقاف من يتعدى على القانون، وضرورة بسط الأمان على الشاطىء، لأن الصيادين يصيدون في أوقات متأخرة، وطالب أيضاً بدعم المحروقات.
وشدد شاحوط على محاسبة المخالفين، لأن محافظة طرطوس الوحيدة -حسب قوله- التي لم تطبق فيها المكافحة حتى الآن، على الرغم من مخاطبة المحافظة عبر الرابطة الفلاحية التي أعطت إيعازاً للجهات المختصة بحل المشكلة، لكن من دون أي تجاوب.

الشيخ: يحتاج الصياد إلى الدعم الحكومي ليستطيع مواجهة مشكلات العمل

هيكلية جديدة

رئيس رابطة الفلاحين عمار الشيخ، أكد أن الصعوبات التي تعوق تحسين واقع الصيد، تكمن في الهيكلية الجديدة للقوى البحرية (الموانئ)، وأيضاً نقص الكوادر البشرية المدرّبة، عرقل تنفيذ القانون والحد من المخالفات.

الحاجة لدعم حكومي

وأضاف الشيخ: يحتاج الصياد إلى الدعم الحكومي ليستطيع مواجهة مشكلات العمل، ورأى أن يتم تخصيص هيئة أو جهة خاصة تعنى بالصيادين ومراكبهم، وتكون ذات طابع تنفيذي على أرض الواقع، ما يسهم في إنهاء المخالفات وضبطها أصولاً، لافتاً إلى ضرورة تقديم الدعم للصيادين بالطريقة العادلة والسريعة بما يخدم الصياد للحفاظ على الثروة السمكية البحرية، والحفاظ على مصدر معيشة مئات الصيادين الوحيدة.

Leave a Comment
آخر الأخبار