الحرية– بشرى سمير :
تشكو بعض الشابات من أنهن يبدين أكبر من أعمارهن بسنوات، نورا الشابة البالغة من العمر 30 عاماً واحدة منهن، إذ تبين أنها تعاني من اعتقاد البعض أنها في الخمسين من عمرها، الأمر الذي يسبب لها الإحراج في العديد من المواقف، وتالياً الحزن والكآبة، ورغم بحثها المستمر عن المستحضرات التجميلية التي تعيد إلى وجهها الحزين والمتعب رونقه، إلا أنها عجزت عن ذلك.
حالة نورا كحال الكثيرات من السيدات والشابات، اللواتي يبدين أكبر عمراً من قريناتهن بالعمر نفسه.
الدكتورة مها حواصلي اختصاصية الأمراض الجلدية، تؤكد أنه من المعروف علمياً أن البشر، وإن كانت أعمارهم متساوية، إلا أنهم يختلفون في العمر الخارجي (البيولوجي) ويتفاوتون فيه لأسباب جينية، إضافة إلى اختلافهم في سلوكيات الحياة ونمطها.
فالتدخين والتعرض المفرط لأشعة الشمس والأشعة فوق البنفسجية عاملان يسرّعان من شيخوخة الجلد، وبشكل أسرع من الوضع الطبيعي، وهما مسؤولان عن 90 في المئة من التغييرات المرئية على الجلد، وتلعب الأجهزة الإلكترونية مثل الهواتف الذكية دوراً في هذا الشأن.
وتشير الدكتورة حواصلي إلى أن السموم الموجودة في النيكوتين تحدث تغييرات كبيرة في خلايا الجلد عند المدخنين، وتدمر الكولاجين والألياف المرنة فيه، بما يؤدي إلى ترهله وظهور التجاعيد.
كذلك الأكل غير الصحي، حيث بينت الدراسات أن الحمية الغذائية الغارقة في السكر أو الكربوهيدرات المكررة تسبب الشيخوخة المبكرة، في حين أن الحمية المليئة بالخضر والفاكهة تمنع التغييرات المبكرة في الجلد، كما أن النوم غير الكافي يجعل الخلايا تشيخ بسرعة أكبر.
الضغوط النفسية
وتضيف الحواصلي: لا يمكن أن ننسى دور التعب النفسي والضغوط النفسية والتوتر المستمر أحياناً، نتيجة عدم وجود عمل أو عدم ارتياح الشخص في منزله ووجود خلافات عائلية أو عدم ارتياحه في عمله ووجود ضغوطات نفسية كبيرة، كلها عوامل تؤثر في الشكل الخارجي وتسبب مظهر التقدم في العمر. مبينة أن السبب في الظهور بمظهر أكبر من العمر الحقيقي هو التوتر المستمر أو المزمن نتيجة ضغوطات حياتية طويلة المدة، الأمر الذي يولد ردة فعل بيولوجية لمناطق موجودة بالدماغ ويعمل الدماغ على ضخ مادة الكورتيزول، وهو هرمون خاص بالقلق، يمنع إنتاج مادة مهمة لنضارة الجلد وهي الكولاجين.
وتشير دراسات علمية عالمية إلى أن الكورتيزول عندما يدخل على الخلايا يسبب ضعفاً في أجزاء منها ويكسرها، ما يؤدي إلى تدهور الخلية التي تصبح نتيجة الظروف السابقة أكبر من عمرها الزمني، وهذا يظهر على كل أجزاء الجسم وليس فقط الوجه.
ضحايا الغش
حواصلي حذّرت من خطورة أن يبدو الإنسان أكبر من عمره الحقيقي، فقد يكون ذلك علامة على أنه أكثر عرضة لخطر الإصابة بأمراض مرتبطة بالعمر، مثل هشاشة العظام وفقدان السمع وربما المياه الزرقاء بالعين بالنسبة للأشخاص الذين تجاوزوا سن الأربعين، لكنهم يبدون أكبر بكثير من أعمارهم الحقيقية.
في الوقت الذي أشارت فيه إلى أن من يبدو أصغر من عمره من المحتمل أن يعكس ذلك صحة أجهزة أعضائه وجسده.
وأكدت ضرورة الانتباه إلى عدم الوقوع ضحية الغش في مستحضرات التجميل التي تعيد النضارة وتحارب الشيخوخة المبكرة عند الشباب أو اللجوء إلى عمليات التجميل المتعلقة بشد الجلد، نفخ الخدود والتي تكون عواقبها وخيمة، وخاصة مع مرور الوقت.
ونوهت بأهمية عدم التعرض لأشعة الشمس، وضرورة استخدام واقي الشمس والابتعاد عن مصادر الأشعة فوق البنفسجية أو التقليل من التعرض لها، وعدم التدخين، والإكثار من تناول الخضر والفاكهة وممارسة الرياضة التي تنظم الدورة الدموية وتسهم في تعزبز نظام المناعة، وتقوية الجسم، إضافة إلى التخفيف من التوتر قدر الإمكان باللجوء إلى التأمل والقراءة، ومن الضروري حسب حواصلي العناية بالجلد وتنظيفه يومياً وإزالة مساحيق التجميل وأي مواد أخرى تسبب التهيج، كما يجب ألا يقل النوم عن سبع ساعات في اليوم.