الحرية- طلال الكفيري:
أدى الزحف العمراني على الأراضي الزراعية في السويداء، سواءً الأبنية السكنية أو المنشآت الصناعية، إلى خروج مئات الدونمات من الأراضي الزراعية من دائرة الاستثمار الزراعي، وخاصة في ريف المحافظة، لكون ضابطة البناء محددة بطابقين فقط، وطبعاً التوسع العمراني لم يكن الوحيد الذي ألحق ضرراً بهذه الأراضي، فعشرات الدونمات أيضاً باتت غير صالحة للزراعة، بسبب تدهور تربتها، نتيجةً لتلوثها بمياه الصرف الصحي، وذلك لعدم إحداث محطات معالجة في السويداء لتاريخه، كأراضي بلدة عرمان والأراضي الواقعة إلى الغرب من مدينة السويداء والأراضي الواقعة إلى الغرب من مدينة شهبا، وأراضي مدينة صلخد وعوس.
مدير شؤون البيئة في السويداء المهندس رفعت خضر ذكر لصحيفة “الحرية” أن ثمة أضراراً كبيرة بالفعل لحقت بالأراضي الزراعية والحراجية على حد سواء في محافظة السويداء، ما أدى إلى تراجع تنوعها الحيوي، وتقليص المساحات القابلة للزراعة. هذا بالنسبة للأراضي الزراعية، أما بالنسبة للمناطق الحراجية فقد شهدت هي الأخرى تراجعاً ملحوظاً بمساحتها.
وأضاف خضر: إن ذلك لم يأت من فراغ بل تكمن وراءه أسباب عدة، أولها التوسع غير المدروس للمخططات التنظيمية باتجاه الأراضي الزراعية الخصبة، لافتاً إلى أن توسع المخططات التنظيمية وزيادة الاستثمارات الصناعية والخدمية أصبحا يُشكلان خطراً على الأراضي الزراعية ما لم يتم تنظيمها بشكلٍ سليم، إضافة لذلك، فإن الإفراط باستخدام المبيدات الحشرية والأسمدة، كان له أيضاً تأثير سلبي على الأراضي الزراعية. ومن الأسباب الأخرى التي أدت إلى تدهور الأراضي الزراعية عدم التزام المزارعين بالدورة الزراعية، وزراعة أنواع من الأشجار غير ملائمة لبيئة المحافظة، إضافة لقلة الهاطل المطري، والحرائق التي تزداد وتيرتها في فصل الصيف، فضلاً عن ذلك فقد كان للرعي الجائر ضمن المناطق الحراجية، إضافة لعمليات الاحتطاب التي شهدتها هذه المناطق على مدى السنين الماضية مع استمرارها لتاريخه، التأثير الأكبر على المناطق الحراجية، وخاصة أنها أدت إلى قطع مئات الأشجار الحراجية.
التوسع العمراني ومياه الصرف الصحي يُخرجان مئات الدونمات الزراعية في السويداء من دائرة الاستثمار

Leave a Comment
Leave a Comment