الحرية – محمد فرحة:
محزن جداً أن نرى أكواماً من الخبز تباع علفاً للمواشي، في وقت عزَّ فيه لبني البشر، وإذ أصبح له باعة وله مشترون، رغم محاولة الجهات المعنية رفع سعر الربطة من الـ /٤٠٠/ ليرة إلى الخمسة آلاف، حتى لا يأخذ المواطن سوى حاجته، لكن فتح المجال واسعاً لمن يريد أن يشتري ما يريد من الربطات، دفع البعض لبيع الكميات التي تزيد لدى المعتمدين لبعض التجار ليقدم علفاً.
فيومياً نسمع أصواتاً في الشارع تنادي «خبز يابس للبيع»، وقد كانت خطوة تجربة بطاقة تكامل هي الحل الأمثل، حيث كانت تحدد عدد ربطات الخبز وفقاً لعدد أفراد الأسرة، ويومها لم يكن هناك خبز يذهب علفاً للمواشي كما اليوم.
ظاهرة بيع الخبز اليابس تعوض فارق سعر شراء الربطة عندما تباع من قبل المواطن حيناً ومن قبل المعتمدين حيناً آخر.
خسارة كبيرة تستنزف صناعة الرغيف تلك التي تذهب هدراً وعلفاً للماشية، ونحن نزن الطحين بالقطارة حيناً، وتصغير الرغيف طوراً آخر، وتقليل من وزنه وإنقاص عدد الأرغفة، وخاصة أننا قادمون أيضاً على موسم جني القمح ليس كما نشتهي وكما كنا نتوقع، فكل المساحات البعلية المزروعة بالقمح جفت ويبست وتم تقديمها علفاً أخضر لقطيع الأغنام.
هذا من جهة ومن جهة ثانية، حتى المساحات المروية قد لا يكون إنتاجها ومردودها جيداً من جراء الظروف المناخية التي رافقت المحصول منذ زراعته وحتى اليوم، من جراء الجفاف وقلة الهطلات المطرية، فأصيب المحصول في مساحات منه بالتقزم، وهذا التقزم إن أعطى سنابل، سيكون بلا وزن نوعي علمياً.
وبالعودة إلى بيع الخبز علفاً، أوضح أحد المعتمدين أن ذلك مؤسف جداً، فقد كانت بطاقة تكامل تحد كثيراً من هدر الرغيف.
بالمختصر المفيد: نرى من الأهمية بمكان العودة إلى تحديد مخصصات الأسرة بشكل كافٍ ووافٍ، فيوم يكون «عزيزاً» على البشر، لا يمكن طرحه علفاً للمواشي، وخاصة ونحن نشهد تقتيراً واضحاً وتصغير حجم الرغيف وعدد الأرغفة في الربطة، زد على ذلك نقص الوزن بشكل لافت وكبير.