الحرية – علام العبد:
يُعد محصول التين أحد أبرز ثمار فصل الصيف، ويمثل قيمة اقتصادية كبيرة فى محافظة إدلب وفي الشمال السوري ، حيث يتميز بجودته وطعمه الفريد الذى يجذب محبي الفواكه الطازجة المروية على مياه الأمطار الطبيعية.
رئيس دائرة الإرشاد الزراعي في مديرية زراعة إدلب المهندس خالد طكو قال في حديثه مع صحيفتنا الحرية: تعدّ منطقة جبل الزاوية أكبر منطقة تتم فيها زراعة التين بشكل واسع، وفيها نسبة واسعة من أبناء المنطقة ممن تعتمد بشكل كبير على هذه الزراعة، وهي مجموعة من القرى والبلدات تتموضع على سفوح وهضاب هذا الجبل، وفيها يتم إنتاج أجود أنواع التين؛ تين الزهرة الذي يصدّر إلى أوروبا وسعر الكغ الواحد بعد التعبئة والتوضيب والتغليف أكثر من 20 يورو ومن أفضل مناطق إنتاج التين في جبل الزاوية بلدة بليون، ولهذه البلدة سمعة واسعة وشهرة كبيرة في الوسط المحلي والعالمي، وأكبر تحدٍّ لإنتاج التين هذا العام حشرة التين الشمعية، وإدخال التين التركي الذي يسهم في خفض أسعار إنتاجنا المحلي من التين.
طكو: تين الزهرة يصدّر إلى أوروبا ويصل سعر الكغ الواحد إلى أكثر من 20 يورو
ويرى مزارعو جبل الزاوية أن محصول التين أحد أبرز ثمار فصل الصيف، ويمثل قيمة اقتصادية كبيرة في مدن الشمال السوري وجبل الزاوية على وجه الخصوص.
ويقول المزارع محمد الإسماعيل إن أشجار التين تنمو فى المناطق الجبلية والصخرية والسهول على مياه الأمطار، من دون الحاجة إلى تدخلات كيميائية، وتتنوع فاكهة التين بين نوعين رئيسين: التين الأبيض و الأسود، ولكل منهما طعمه وخصائصه الفريدة.
وقال في تصريح لـ ” الحرية ” تعدّ منطقة قرى جبل الزاوية ، جنوب إدلب، الأكثر شهرة وإنتاجاً لهذا المحصول في جنوب إدلب، مقارنةً بمناطق أخرى مثل سرمدا، كفرتخاريم وسلقين وحارم.
وتشهد قرى وبلدات جبل الزاوية نشاطاً ملحوظاً فى زراعة التين، حيث يعدّ من أبرز الأماكن لزراعة هذا المحصول، وفيها يقوم المزارعون بجنى التين فى الصباح الباكر، ثم يقومون بتجهيزه لبيعه فى الأسواق بمدينة إدلب وغيرها من المدن السوري ، بالإضافة إلى بيع التين على طول الطريق الدولى “أريحا- اللاذقية”، ما يتيح للمسافرين والعابرين فرصة الاستمتاع بثمار التين الطازجة، ونقلها كهدايا من موقع إنتاجها.
ويتميز التين فى شمال سوريا بطعمه السكرى وكبر حجمه، ويعدّ مناسباً للزراعة فى المناطق الجبلية والزراعية التى تتميز بها المحافظة. وتسهم التربة الزراعية فى تحسين جودة الثمار، حيث توفر خصائص جيدة للنمو والتطور. وعلى الرغم من أنّ التين هو محصول صيفى، إلّا أنه يتطلب عناية خاصة لضمان إنتاجية عالية وجودة مميزة.
إلى ذلك توضح بيانات زراعة محافظة إدلب، أنّ مناطقها تتمتع بوفرة في الأراضي الصالحة للزراعة، خاصة فى منطقة وسط وشمال المحافظة، وتُعدّ المنطقة الشمالية والشمالية الشرقية والغربية من المحافظة من المناطق الرئيسة للزراعة، بفضل خصوبة التربة ومعدلات سقوط الأمطار الجيدة.
ويمثل محصول التين فى جبل الزاوية جزءاً مهماً من قطاع الزراعة فى المحافظة، ويعكس قدرة المنطقة على الاستفادة من مواردها الطبيعية بفضل الظروف البيئية المواتية والتقنيات الحديثة.
وتظل زراعة التين في الشمال السوري نموذجاً ناجحاً للتنمية الزراعية فى المنطقة، وتفتح أفقاً واسعاً لتحقيق المزيد من التقدم فى القطاع الزراعي.
من جانبها تؤكد خبيرة التغذية عائشة عاصي أنّ فاكهة التين كنز طبيعي للصحة والجمال، ففاكهة التين ليست مجرد فاكهة صيفية لذيذة، بل هي صحة مغلّفة بطعمٍ حلوٍ ناعم تنتمي إلى عائلة التوتيات وتتميز بقشرتها الرقيقة ولبّها الطري المليء بالفوائد.
وقالت عاصي في تصريح لـ ” الحرية ” أن هناك فوائد مذهلة للتين منها: تحسّن الهضم بفضل الألياف التي تنظّم الأمعاء وتمنع الإمساك، و تقوي القلب بمضادات الأكسدة التي تحارب الكوليسترول الضار، و تنظم السكر في الدم وتدعم التوازن الأيضي، وتعزز المناعة لاحتوائها على فيتامينات C وA ، وتقوي العظام بفضل وجود الكالسيوم والمغنيسيوم، و تحارب الالتهابات بشكل طبيعي ولطيف على الجسم.