الحرية – عثمان الخلف:
” بدايات الثورة وتطوراتها حتى التحرير ” كان عنوان الندوة الحواريّة التي أقامها فرع اتحاد الكتّاب العرب بديرالزور ، حاضرت في الندوة الأديبة د. سميرة بدران ، والتي كانت إحدى الناشطات الفاعلات في الحراك الثوري ببداياته.
استعرضت د. بدران الانطلاقة الأولى للثورة في آذار من العام 2011 ، مشيرة إلى أنها بدأت كحركة شعبيّة سلميّة في مدينة درعا، بعد اعتقال أطفال بتهمة كتابة شعارات على الجدران. وأوضحت أن القمع العنيف للمتظاهرين أدى إلى تحول تدريجي نحو العمل المسلح.

وتطرقت المحاضرة إلى الوسائل المبتكرة التي استخدمها السوريون خلال المرحلة السلميّة، مثل الاعتصامات والمظاهرات والأغاني الثورية والفن التشكيلي، بالإضافة إلى ممارسة دور “المواطن الصحفي” في توثيق الأحداث ونقل الصورة الحقيقيّة، في ظل تعتيم إعلامي من قبل وسائل الإعلام الرسميّة آنذاك. .
كما ناقشت بدران التحولات الكبيرة في مسار الثورة، بما في ذلك الأحداث في حمص وغيرها من المدن، واستخدام الأسلحة الكيماوية وفرض الحصار، بالإضافة إلى تشكل الإدارة الذاتية الكردية وموقف تركيا من الفصائل المعارضة.
خصصت المحاضرة جزءاً مهماً للحديث عن محافظة دير الزور، مستعرضةً مراحل سيطرة تنظيم “داعش” على المحافظة، وما خلفه من دمار للبنية التعليميّة والمجتمعيّة، وانتهاءً بمراحل التحرير وما تلاها من تحديات إعادة الإعمار.
الندوة التي حضرها حشدٌ من مثقفي المحافظة والمهتمين بالشأن الثقافي فيها ، شهدت نقاشاً غنياً من قبل الحضور ، طارحين أسئلة حول مستقبل سوريا وإمكانيات المصالحة الوطنيّة وإعادة الإعمار.
وأكدت بدران في ختام حديثها على أهمية استخلاص الدروس من التجربة السورية، معربة عن أملها في مرحلة جديدة تُعيد للسوريين الأمن والاستقرار وتحقق تطلعاتهم في العيش بكرامة.
وسبق أن أقيمت الأحد الماضي أمسية للشاعر لعبد الناصر حداد تستحضر آلام السجن والفقد حملت عنوان “نماذج من قصائد السجن”، ليُقدم أربع قصائد هي: “فوبيا”، “شتاء”، “فَقْد”، و”صول” ، وجاءت عبر لغة شعرية مكثفة، مزجت بين الرمزية والواقعيّة الصادمة، نقل الشاعر الحضور إلى أجواء الزنزانة والقلق الوجودي، حيث يتحول الأفق إلى “شباك صغير”، والمدى إلى “منفردة” . والجدران الباردة والصرير الحزين في الحديد ، ليرسم مشهدية السجن ، فيعيشها المتلقي كما عاشها الشاعر.
لم تكن قصائد حداد مجرد سرد للمعاناة الجسدية فحسب، بل تعمقت في تداعيات الفقد والحرمان على الأسرة والمجتمع، كما في قصيدة “فقد” التي ردد فيها المقطع الحزين “أبونا لم يعد للبيت” كأنه مرثية متكررة لحالات الغياب والفقد.
يشار إلى فعاليات المشهد الثقافي بديرالزور والتي تُقام احتفاءً بانتصار الثورة السوريّة ، مُستمرة حتى شهر نيسان من العام القادم.