الحرية- محمد فرحة:
يواجه العالم منذ بداية هذا العام تحديات بيئية متزايدة، بما في ذلك ندرة المياه وارتفاع درجات الحرارة والتصحر، وخروج مساحات كبيرة من دائرة الاستثمار الزراعي الإنتاجي، حيث تُعد المتغيرات المناخية من العوامل الرئيسية التي تفاقم هذه التحديات لكونها المؤثر الأكبر على أنماط الهطلات المطرية، ودرجات الحرارة ومع تواتر هذه الأخيرة (أي ارتفاع درجات الحرارة) ستتعرض العديد من مكونات النظام البيئي لتغيرات كبيرة باعتبار نقاط التحول المناخي والبيئي من أخطر عوامل هذه المتغيرات.
لماذا؟
لأنها أكثر تأثيراً على الإنتاج الزراعي الغذائي من جهة وعلى الهطلات المطرية من جهة أخرى وبالتالي فقدان أكبر مكونين تتوقف عليهما أنماط الحياة البشرية، زد على ذلك فإن التحولات في درجات الحرارة تهدد أنماط الطقس والنظم البيئية في جميع أنحاء العالم باختلاف شدتها من موقعٍ إلى آخر، ما يؤكد بفقدان وانقراض العديد من مكونات البيئة، كالحيوانات والطيور والشجيرات، وأهم من كل ذلك شح الواردات المائية العذبة لمياه الشرب، ونحن نرى ونسمع يومياً عن جف آبار هناك وهناك وخرجت من العطاء، كل ذلك ستكون له تداعيات خطيرة على مستقبل الإنتاج الغذائي المستدام.
وزارة الزراعة لدينا دعت المديريات المركزية التابعة لها لاجتماع لدراسة إثر الجفاف على الإنتاج الزراعي، والذي دعا إليه وزير الزراعة أمجد بدر، حيث ركز الحديث حول تداعيات الجفاف ونقص مياه الري وتدهور جودة التربة. واعتبر المجتمعون أن ذلك جزء من التحديات التي تواجه الإنتاج الزراعي.
ومما جاء في وقائع الاجتماع نقلاً عن صفحة وموقع زراعة حماة: إن الجفاف أدى إلى فقدان جزء من إنتاج المحاصيل، وتسعى الوزارة إلى وضع خطة بناء لوضع التغيير المناخي ومعالجة الآثار الناتجة ../انتهى الاقتباس/ .
بالمختصر المفيد: من يقرأ بإمعان فحوى ما تم طرحه في اجتماع المديريات المركزية التابعة لوزارة الزراعة يلاحظ بأنه اعتراف خجول بأن الجفاف أدى لفقدان جزء من الإنتاج، وهو الذي ضرب الموسم وتعدت نسبة المساحات التي خرجت من دائرة الإنتاج أكثر من ٤٥%، فجل المساحات البعلية خرجت والمردود الإنتاجي في وحدة المساحة هبط إلى أدنى مستوى له، ومن المعروف أن الهكتار الواحد يعطي مردوداً من القمح في أحسن حالاته عشرة آلاف طن وفي أسوأها خمسة آلاف طن وإذا به اليوم يُقدر بالأطنان.
في كل الأحوال نأمل من وزارة الزراعة والمعنيين، البحث عن حلول رغم أن المتغيُّر المناخي يحتاج إلى تعاون دولي وإمكانيات كبيرة، وأقل الحلول زراعة محاصيل أكثر مقاومة للجفاف والبيئة ولا تحتاج للكثير من المياه، ومع كل هذا وذاك تبقى المتغيرات المناخية الأساس والمؤثر في إنتاج الغذاء لعلاقتها بالواردات المائية وارتباط الأول بالثاني.