الجمعيات الأهلية تضع خبراتها في حلِّ فوضى البسطات والاختناقات المرورية  

مدة القراءة 3 دقيقة/دقائق

الحرية – محمد زكريا :
قبل الولوج في طرح قضية انتشار البسطات في الشوارع الرئيسية بدمشق وما تسببه من فوضى وتشويه لمنظر دمشق ” العاصمة “، لابدّ من الإشارة إلى أن الكثير من الزملاء الصحفيين أشاروا إلى فوضى تلك البسطات عبر منابرهم، لكن من دون جدوى تذكر، وبناء عليه نصحني أحدهم بعدم الكتابة مرة أخرى حول هذه الظاهرة ، وهنا يجب التأكيد على أن دور الصحافة هو الإشارة إلى الواقعة ذاتها عدة مرات وربما عاشرة، إلى أن تجد الجهات المعنية الحلول المناسبة.
وبالعودة إلى ظاهرة انتشار البسطات في الشوارع الرئيسية لدمشق، وما تسببه من فوضى لجهة عشوائية الانتشار، وإشغالات الأرصفة والطرقات، وازدحامات مرورية خانقة، لعل الملاحظ هو التنوع في أشكال البسطات، منها  مواد غذائية بمختلف أشكالها وأنواعها ومواد كيميائية وهندسية وكهربائية، إضافة إلى بسطات تصريف العملات، إلى جانب  بيع المشتقات النفطية،  لكن يبقى التخوف قائماً هن لجهة مدى صلاحية وجودة ما يعرض في هذه البسطات، وأنه مع التنامي الكبير لهذه البسطات  والتي أصبح عمرها قرابة 70 يوماً، يخشى مع قادم الأيام أن تجد البلديات والمحافظة صعوبة في عملية الإخلاء.
المستغرب هو تموضع وتمركز تلك البسطات المنتشرة بكثافة حول بعض الأماكن التاريخية والدينية والأثرية لمحافظة دمشق، حيث التواجد اليومي لبعض من سائحي سورية الأجانب، بالتأكيد الجهات المعنية ليست عاجزة عن إيجاد الحلول لهذه الظاهرة، لكن يبدو أنها فضّلت التريث بعض الوقت في معالجة الموضوع، وإبقاء الناس أصحاب البسطات منتعشين بحالة التحرير.
البعض ممن التقتهم صحيفة الحرية في شوارع دمشق فضّلوا عدم التهاون في معالجة هذه الظاهرة، على الرغم  من أنها أوجدت فرص عمل ونشطت الحركة التجارية بعض الشيء، والبعض الآخر رأى أنّ  الأمر طبيعي، وأن البلاد تعيش مرحلة انتقالية، وعامة الناس  متعطشون للعمل.
رئيس مجلس إدارة جمعية أصدقاء دمشق مازن حمور، أشار في كتاب مرسل إلى محافظة دمشق إلى أن الجمعية جاهزة  للعمل مع المحافظة على إيجاد الحلول لتلك الظاهرة، ولاسيما إن لدى الجمعية فرقاً متخصصة للعمل في هذا الجانب. كما أكدت الجمعية في كتابها ضرورة إعادة بيع جميع المشتقات النفطية ضمن المحطات المخصصة، لها ومن الممكن إيجاد محطات إضافية متنقلة من خلال سيارات مخصصة لهذه الغاية. وبين الكتاب المرسل، الذي حصلت الحرية على نسخة منه، إلى ضرورة تنظيم البسطات وإيجاد سوق خاص لها، مثل سوق الجمعة أو الأحد الموجود في الدول الأوروبية، وأنه من الممكن إيجاد ساحات خاصة لهذه البسطات، منوهاً بضرورة إعادة مهنة الصرافة إلى الشركات المخصصة لها، عوضاً عن هذه الفوضى  العارمة، إذ لا أحد يعرف من هي الجهة التي تجمع هذه الدولارات، والتي من الممكن أن تؤثر سلباً على اقتصاد البلاد.
كما اقترحت الجمعية على المحافظة إنشاء فريق مختص بالمرور، من شأنه أن يحسّن الحالة المرورية في دمشق، وذلك بمشاركة الجمعيات الأهلية.
من جهتها، شكرت محافظة دمشق جمعية أصدقاء دمشق ووعدت بدراسة ما تضمنه كتاب الجمعية من خلال الدوائر المعنية بالمحافظة مع إيجاد الحلول اللازمة لمعالجة ظاهرة بيع المحروقات وتصريف العملات وتنظيم تواجد البسطات.

Leave a Comment
آخر الأخبار