الحرية- ميليا اسبر:
أثر الارتفاع الكبير لدرجات الحرارة على قطاع الدواجن، حيث أدى إلى نفوق أعداد كبيرة، إضافة إلى خسارة المربين بمئات الملايين، ويرى الخبراء في قطاع الدواجن ضرورة اتخاذ تدابير وقائية لإنقاذ ما تبقى من القطيع لاسيما في هذه الظروف المناخية القاسية .
سعد الدين: ضرورة اتخاذ تدابير وقائية لحماية القطيع في ظروف المناخ الصعبة
تأثير الحرارة السلبي على الدواجن
رئيس لجنة مربي الدواجن في اتحاد الغرف الزراعية السورية نزار سعد الدين أشار في تصريح لصحيفتنا ” الحريّة” إلى أن ارتفاع درجات الحرارة أثر سلباً على قطاع الدواجن، ما سبب لها الإجهاد الحراري الذي أثر على صحتها وإنتاجيتها، و تشمل الآثار الجانبية للقطيع انخفاض الشهية، وزيادة استهلاك الماء، وانخفاض إنتاج البيض واللحوم، وضعف النمو، وزيادة معدلات النفوق، كاشفاً أن الدواجن لا تمتلك غدداً عرقية، ما يجعل تنظيم درجة حرارة الجسم صعباً عند ارتفاع درجة الحرارة المحيطة.
ولفت سعد الدين أن الإجهاد الحراري يؤثر في الدواجن من جوانب الإنتاج حيث تنمو الطيور المجهدة بالحرارة بشكل أبطأ، وتنتج بيضاً أقل، منوهاً بأن أعراض الإجهاد الحراري : انخفاض استهلاك العلف بصورة ملحوظة حيث يفقد الطائر شهيته ويفقد الوزن، كما يؤثر على إنتاج الدواجن بشكل كببر ، ما يؤدي إلى خسائر اقتصادية فادحة لمربي الدواجن.
نفوق بسبب الحرارة
وذكر سعد الدين أن تربية الدواجن في أوقات ارتفاع الحرارة تؤدي إلى ارتفاع معدل تنفس الطائر ويدخل في حالة لهاث ليزيد الفقد الحراري عن طريق التنفس، كما يؤدي إلى صعوبة في التنفس وتحدث حالات تشنج ونفوق، مضيفاً أن الحرارة المرتفعة تؤثر على مزارع الدواجن ويختلف مدى تأثر الطيور والضرر الناتج لعدة عوامل منها : درجة الحرارة حيث تزيد معاناة الدجاج كلما زادت درجة حرارة الطقس، كما يزيد الإجهاد الحراري من الوقت للوصول إلى الوزن التسويقي ويضعف هضم العلف انخفاض الإنتاج ما يتسبب بخسائر للمربين بمئات الملايين، منوهاً بأن ارتفاع درجة الحرارة عند الدجاج من أكثر المشاكل التي تؤثر بشكل كبير على الناحية الإنتاجية، كما إنه من الممكن أن يؤدي إلى موت الدجاج.
التدابير الوقائية
وشدد سعد الدين على ضرورة اتخاذ تدابير وقائية لحماية القطيع أهمها التهوية الجيدة وذلك بتوفير تهوية كافية لخفض درجة الحرارة داخل الحظائر، إضافة إلى رشها بالماء لخفض درجة الحرارة، وأيضاً توفير المظلات لتقليل تعرض الدواجن لأشعة الشمس المباشرة، كذلك توفير مياه الشرب النظيفة.
قرنفلة : الحفاظ على إمدادات المياه الكافية لأن الطيور تفقد الماء بسبب معدل التنفس المرتفع
تأثرها بالظروف المناخية المتطرفة
بدوره الخبير بالثروة الحيوانية المهندس عبد الرحمن قرنفلة أكد أن الدواجن من الطيور تتأثر بالظروف المناخية المتطرفة ( ارتفاع أو انخفاض كبير بدرجات الحرارة ) لاسيما الأعمار الصغيرة لعدم امتلاكها قدرات فسيولوجية للتكيف مع تلك الظروف… لذلك تم تصميم أنظمة إسكان مغلقة للدجاج يتم فيها التحكم بدرجات الحرارة والرطوبة والتهوية بما يضمن توفير كل الظروف البيئية المناسبة للحفاظ على صحة وحياة الدجاج، ولكن في بلدنا تنتشر تربية الدجاج البياض ودجاج اللحم ( الفروج) في مساكن مفتوحة تخضع درجات الحرارة والرطوبة فيها الى تأثيرات المناخ المحيط بها، إضافة الى أن أسقف معظم تلك المباني من معدن التوتياء أي إنها تنقل الحرارة إلى داخل مسكن الدجاج، منوهاً بأن درجة حرارة الجسم الطبيعية للدجاج تتراوح بين 40 و 42 درجة مئوية.
طرق تخلص الدواجن من الحرارة
وأضاف قرنفلة بوجود عدة طرق لتخلص الدواجن من الحرارة منها التبخير حيث لا يمتلك جلد الطيور غدداً عرقية إطلاقاً ولذلك يكون لعملية التنفس دور كبير في التنظيم الحراري عند الدجاج.. حيث يقوم الطائر بعملية تبخير، كذلك الإشعاع حيث ينخفض انتقال حرارة الجسم إلى البيئة المحيطة مع ارتفاع درجات الحرارة، لافتاً إلى وجود طريقة التوصيل التي تتم عن طريق العرف والداليتين حيث يتم نقل القليل جداً من الحرارة لأن سطح التلامس صغير، إضافة إلى الحمل الحراري بحيث يرفع الطائر الأجنحة و الريش للحصول على مزيد من حركات الهواء على الجلد لزيادة الحمل الحراري.
الحفاظ على إمدادات المياه
وتحدث قرنفلة عن أهمية الحفاظ على إمدادات المياه الكافية لأن الطيور تفقد الماء بسبب معدل التنفس المرتفع، والحفاظ على ماء الشرب طازجاً ونظيفاً وبحرارة من ١٨ إلى ٢٢ درجة مئوية، إضافة للتهوية الجيدة فهي ضرورية عندما تكون درجة الحرارة المحيطة أعلى من منطقة الراحة للطيور لذلك يلزم التحكم في المناخ لإزالة الحرارة الزائدة من مسكن الدجاج عن طريق زيادة سرعة الهواء للتبريد، لافتاً إلى ضرورة إضافة كربونات الصوديوم التي تعد مهمة جداً في حالات الإجهاد الحراري حيث إنه نتيجة الفقد الكبير الحاصل في غاز ثاني أوكسيد الكربون يقوم الجسم بعملية فيزيولوجية تدعى عملية التعويض الاستقلابي حيث يحاول الجسم تعويض ما تم فقده من غاز ثاني أوكسيد الكربون والماء، وكذلك إضافة فيتامين C ورافعات المناعة لمياه الشرب، مع ضرورة عزل خزانات مياه شرب الدجاج وتجديد الماء دورياً وتحديث مساكن الدجاج والاتجاه نحو نظام المساكن المغلقة، والأهم زيادة الإشراف الفني والبيطري على المداجن خلال مراحل ارتفاع درجات الحرارة.